المرء، أيًا كانت معتقداته أو أفكاره أو توجهاته، ليس بحاجة إلى كثير من الذكاء، أو إنهاك نفسه في البحث والدراسة والتمحيص، ليخرج بنتيجة مفادها بأن الحرب «الصهيو – أميركية»، على قطاع غزة، هي حرب دينية أو طائفية.. فالكثير من المسؤولين الأميركيين ورؤساء ومديري مراكز بحثية، يتعمدون بكل كبر وفجور، نعت الدين الإسلامي بـ»الإرهاب»، وأنه «مُتعطش للدماء»، ووصف الكثير من أتباعة بـ»الإرهابيين».
نقطة البداية «الحديثة»، كانت في العام 2003، أطلقها رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، جورج بوش الابن، فقُبيل تنفيذ عملية احتلال العراق، صرح علنًا بأنها «حملة صليبية»، وبعدها بعقدين من الزمان، أكد وزير الخارجية الأميركي، انتوني بلينكن، بكل صلف وعنجهية، «أتيت إلى هُنا (تل أبيب) ليس كوزير خارجية الولايات المتحدة، ولكن كيهودي»، ولطالما تفاخر بأنه يهودي الأصل.
ساتلوف، لم يرمش له جفن، عندما اعتبر شهر رمضان الفضيل «شهر حروب» المسلمين، وأخذ يستعرض الانتصارات التي حققها المسلمون في هذا الشهر، بدءًا من غزوة بدر، ففتح مكة و»رودس»، مرورًا بوصول المسلمين إلى ساحل إسبانيا، وانتصار طارق بن زياد على ملك إسبانيا، انتهاء بانتصار صلاح الدين على «الصليبيين»، والمماليك على التتار في معركة عين جالوت.
وقدم ساتلوف نصيحة، قائمة على الزور والبهتان، للحكومة الأميركية (الشيطان الأكبر)، بـ»عدم الضغط على إسرائيل، وتعليق الحرب، احترامًا لشهر رمضان».. ذلك قوله بملء فيه، إلا أنه غض طرفه عما أحدثته بلاده من دمار في العراق، إذ ما يزال العراقيون لحتى الآن يدفعوه ثمن جريمة الأميركيين في بلادهم.
ساتلوف، لم يذكر أبدًا كيف كان الجيش الأميركي لا يرقب إلًا ولا ذمة في المعتقلين العراقيين، عندما مارس أفراده «السادية» عليهم.. ولم يهتم أبدًا إلى قتل أطفال ونساء العراق، وكم عدد الأرامل، اللواتي خلفهن جيش «الديمقراطية» الأميركية.. وقبل ذلك ما فعله بأفغانستان وتدميرها، وسرقة ما فيها من خيرات، على رأسها «اليورانيوم».
عذراً التعليقات مغلقة