التأخر .. في التدخل .. تخاذل

Husam3 نوفمبر 2023آخر تحديث :
التأخر .. في التدخل .. تخاذل

 

عوض ضيف الله الملاحمه

يقول المثل : (( الحجر في محله قنطار )) . يُعبّر هذا المثل عن الإنتماء ، والعطاء ، فمهما صَغُرَ الشيء الذي تقدمه إن كان مناسباً لمكانه وزمانه ، فهو ذو قيمة عالية ، قد لا يعوِّض عنه شيئاً آخر مهما كَبُرَ او غلا ثمنه .

كما ان الصمت الرسمي العربي الحالي ، أمام هول ما يحدث في غزة ، من إجرام غير مسبوق على أيدي الصهاينة وكافة أعوانهم الذين إحترفوا القتل والدمار ، لا ينطبق عليه المثل القائل : (( مِن رد عِدُّه ما شَرَدْ )) . لأن من يرجع ، بعد ان كان قد هرب ، يكون قد شارك منذ البداية ، لكنه هرب ربما لجُبن او لعذرٍ آخر ، ثم عاد للمشاركة يعتبر كأنه فعلاً لم يشرد .

لا أدري من أين جاء إستمراء الذلّ والخذلان والهوان لعرب هذا الزمان !؟ لدرجة انهم تعايشوا معه ، ويحترفون تبريره . وأتساءل : هل هو جيني ؟

لا أدري أي حِوار يمكن ان يدور بين رجالات النظام الرسمي العربي وهم يتحدثون مع بعضهم ، او وهم يُحدِّثون أنفسهم ؟ وبماذا يحدِّثون أنفسهم ؟ وكيف يُبررون صمتهم المُعيب وهم يرون العدو الصهيوني يصب جام غضبه على غزة ويتفنن في قتل الأطفال والنساء والشيوخ !؟ ألا يعلمون ان غزة تواجه حلف النيتو بكامل عدته وعتاده وجبروت قياداته !؟ هل لهم مشاعر !؟ هل لهم أحاسيس !؟ هل هم بَشر !؟ هل هم عرب !؟ هل لهم علاقة بالإسلام !؟ هل هم مقتنعون بأن سكوتهم على هذه المجازر مبرر !؟ بماذا يحدثون أنفسهم !؟ هل مساندة أبناء جِلدتنا في غزة فرضُ عينٍ ، ام فرضُ كِفاية !؟

بعد مرور ما يقارب الشهر ، على العدوان على غزة ، والعدو الصهيوني المجرم يقتل ويدمر ، يقررون عقد قمة عربية بعد مرور ( ٣٤ ) يوماً على إجرام العدو بأهل غزة !؟ ما جدول أعمالها !؟ وبماذا سيتحدثون !؟ وأي قرارات سيتخذون !؟ وأية تبريرات لصمتهم سيعلنون !؟ بهدلونا ، حتى ان الصهاينة يتهكمون على موعد عقد قمتهم . هاكم ما قاله الصهيوني/ إيدي كوهين وهو يستهزئ بنا : (( العرب قلقون جداً من الوضع في غزة لذلك سيجتمعون في قمة عاجلة ومهمة وطارئة بعد ( ١٠ ) أيام ، اللهم إحفظ لنا جميع الحكام العرب )) . يا عيب العيب ، بهدلة ما صارت ، بنستاهل ، الله لا يردنا ، هُنَّا على أنفسنا ، فمن الطبيعي ان نهون على عدونا المتربص بنا .

أين أبناء فلسطين داخل خط ال ٤٨ !؟ هل القتل والتدمير الذي حصل في غزة لم يُحرك مشاعرهم !؟ هل إجرام العدو في غزة مُبرر عندهم !؟ هل هم مع الكيان ام مع فلسطين ؟ هل مكتسباتهم في الكيان ألجمتهم !؟ لم نسمع لهم صوتاً . ولم نرى لهم مسيرة او وقفة إحتجاجية على الأقل . أين هم من القضية الفلسطينية بكُلِّيتها !؟

أين أبناء الضفة الغربية مما يحدث لأشقائهم !؟ هل دُجِّنوا جميعهم — عن بكرةِ أبيهم — من قبل سلطة الخيانة والعمالة !؟ هل تعودوا على ان لا تغفى جفونهم الا على سماع الأغاني ( العبرية ) ، كما يفعل رئيسهم !؟ هل أخافتهم شرطة السلطة عندما منعتهم من القيام بمسيرات ومظاهرات وأطلقوا النار عليهم !؟ هل حركة حماس لا تُمثلهم كما قال رئيسهم !؟ هل غزة لم تعد فلسطينية !؟ هل غزة بلد غريب لا علاقة لأبناء الضفة بها !؟ هل يرون ان على أهل غزة ان ( يقلّعوا ) شوكهم بأيديهم !؟ إذا صَحّ هذا ، فإنني أُعلن ان أبناء غزة قد أخطأوا بحقِ انفسهم ، وانهم قد اقحموا انفسهم بما لا يعنيهم لأن غزّة أصلاً ( مُحرّرة) ، نعم غزة ليست مُحتلة . وأنه لا مطمع للعدو الصهيوني فيها . وان أقصى أماني الصهاينة إتقاء شرّهم . وان العدو يتمنى لو يغمرها البحر . وان أهل غزة لو يعقلون لوقّعوا كل انواع إتفاقيات الرفاه والإزدهار مع العدو ، ولعاشوا حياة رغدٍ ، ولقالوا للخبز ( طُبِزْ ) . ولماذا لا يُعلنونها دولة !؟ فمساحة جمهورية الفاتيكان ( ٤٤ ) كم٢ . ومساحة مملكة البحرين ( ٧٦٠ ) كم٢ . ومساحة إمارة موناكو ( ١,٩٨ ) كم٢ . ومساحة ناورو ( ٢١ ) كم٢ . ومساحة توفالو ( ٢٦ ) كم٢ . ومساحة سان مورينو ( ٦١ ) كم٢ . ومساحة ليختنشتاين ( ١٦٠ ) كم٢ . ومساحة جزر مارشال ( ١٨١ ) كم٢ . ومساحة سانت كيتس وينيفيس ( ٢٦١ ) كم٢ .

أين جبهة المقاومة والممانعة !؟ أين حزب الله اللبناني الذي دمّر لبنان التي كانت سويسرا الشرق !؟ أين هو من أهدافه ، وأسباب وجوده وبقائه التي ( يتعنتر ) بها حسن نصر الله بان الغاية من وجوده تتمثل في تحرير فلسطين المحتلة !؟ أين ( العنتريات ) على الشاشات !؟ لم تأتهِ الأوامر من الفرس المجوس !؟ أين توازن الردع الذي صدّعوا رؤوسنا فيه !؟ الا يعرفون بان إستراتيجية العدو تتمثل في شيئين هما : عدم التعامل الا مع جبهة واحدة ، وإتباع سياسة الحرب الخاطفة !؟ اذا كانوا يعرفون ذلك فانهم يخدمون العدو الصهيوني ويتيحون له فرصة الإستفراد في أهل غزة . ماذا لو إشتعلت كل الجبهات !؟ الا تُربك العدو !؟ هل العدو قادر على التعامل معها جميعها !؟ الا يُخفف ذلك من ضغط العدو على غزة وإستفراده بها !؟

ماذا سيكتب التاريخ عنا عرب هذا الزمان !؟ هل إحترفنا الخذلان !؟ هل جيننا ليس له علاقة في عرب زمان !؟ هل أصبح حتى الشريف فينا خَوّان !؟ وهل اصبح العاقل فينا حيران !؟ هل ماتت الغيرة في قلوبنا !؟ وأخيراً : هل ( تخنزرنا ) !؟ على الجميع ان يدرك بأن التأخر في التدخل خذلان .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه