عوض ضيف الله الملاحمه
المنافقون يَظهرون وتُسمع أصواتهم عندما يساومون على أنفسهم ويقبضون . وما ويقبضون نراه زهيداً مهما غَلا ، وعَلا .
أستميح القراء الكرام عذراً ان أسرد لهم جزءاً من قصة فيها عِبرة بإيجاز شديد :—
[[ تزوج الحجّاج بن يوسف الثقفي من إمرأة إسمها (( هند )) ، رغماً عنها وعن أبيها . وذات مرة ، وبعد مرور سنة على زواجهما ، جلست هند تترنم أمام المرآة بهذين البيتين :—
وما هندُ الا مُهرةً عربيةً / سَليلة أفراسٍ تَحَللها بَغْلُ
فإن ولدت مُهر ، فلله دَرُّها / وإن ولدت بَغْلٌ فقد جاء به البَغْلُ .
سمعها الحجّاج ، فغضب ، وذهب الى خادمه ، وقال له : إذهب اليها ، وبلِّغها أني طَلّقتُها في كلمتين فقط ، لو زدت ثالثة ، قطعت لسانك ، وأعطها هذه العشرين الف دينار .
فذهب اليها الخادم ، وقال لها : كُنتِ .. فَبنتِ .
كُنتِ : يعني كنتِ زوجته .
فبنتِ : يعني أصبحتِ طليقة .
لكنها كانت أفصحُ من الخادم .
فقالت : كُنّا فما فَرِحنا .. فبِنّا فما حَزِنّا .
وقالت للخادم : خُذ هذه العشرين الف دينار لك بالبُشرى التي جئت بها .
وقيل انه بعد طلاقها من الحجّاج لم يجرؤ أحد على خطبتها . وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجّاج .
فأغرَت بعض الشُعراء بالمال فإمتدحوها . وإمتدحوا جمالها عند عبدالملك بن مروان . فاعجب بها ، وطلب الزواج منها . وأرسل الى عامله على الحجاز ليَخْبِرها له : أي يصفها له . فأرسل له يقول : لا عيب فيها .
فلما خطبها ، كتبت له وقالت : إن الإناء قد وَلَغَ فيه الكلب .
فأرسل لها : إغسليه سبعاً إحداهما في التراب .
فوافقت ، وبعثت اليه برسالة أخرى : أوافق بشرط : ان لا يسوق بعيري من مكاني هذا اليك في بغداد الا الحجّاج نفسه . فوافق الخليفة ، وأمر الحجّاج بذلك .
فبينما الحجّاج يسوق الراحلة ، إذا بها توقع من يدها ديناراً ، متعمدة ذلك .
فقالت للحجّاج : يا غلام : لقد وقع مني درهم فأعطنيه .
فأخذه الحجّاج ، وقال لها : إنه ديناراً وليس درهماً .
فنظرت اليه وقالت : الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم ديناراً . ففهمها الحجّاج ، وأسرّها في نفسه . أي انها تزوجت خيراً منه … الخ ]] .
لابُدّ من إجراء لإستعادة الطَهارة . لأن من يولِغْ يجب ان يُقتص منه ليكون عِبرة لكل الكِلاب الضالة . حتى (( عُمُرْ )) الكِلاب ما تولِغ في سِيرة الأحبابْ .
عذراً التعليقات مغلقة