الطراونة: معالجة الأمراض الناتجة عن التدخين مكلفة جداً

rasha dwairi6 أغسطس 2023آخر تحديث :
الطراونة: معالجة الأمراض الناتجة عن التدخين مكلفة جداً

د.محمد الطراونة

آفاق الاخبارية

أثار تقرير للبنك الدولي نشر مؤخرا حول موضوع التدخين، والذي أكد ان المملكة سجلت المركز الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معدلات التدخين، تساؤلات عدة من قبل المختصين والخبراء والمواطنين.
ففي الوقت الذي أظهرت نتائج التقرير بأن تسجيل الأردن لأعلى معدلات التدخين في العالم هو أمر مثير للقلق، تساءل مختصون وأطباء في تصريحات لـ«الرأي» حول ما الذي يمنع الجهات المعنية من تفعيل وتطبيق قانون الصحة العامة، أو القيام بحملة مضادة ضد جائحة التبغ التي باتت تغزو المجتمع الأردني.
وكان تقرير البنك الدولي اشار الى ان الأردن سجل «أعلى» معدلات التدخين في العالم، حيث أن 24% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاما هم من المدخنين الحاليين في المملكة، وهو أمر «مثير للقلق»، كما ان أكثر من 6 من كل 10 رجال و(41% من إجمالي السكان البالغين) يعاودون التدخين، في حين سجلت المملكة المركز الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معدلات التدخين.
ولفت التقرير الى ارتباط تعاطي التبغ والتدخين بحالة وفاة واحدة تقريبا من كل ثماني وفيات في الأردن، وإن التدخين «يكلف الأردن ما يقدر بقرابة 2.67 مليار دولار في صورة نفقات للرعاية الصحية ومقابل فقدان الإنتاجية».

من جهته، أكد أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة ان حوالي مليون شخص يتوفون سنويا حول العالم بسبب التدخين السلبي، مشيرا الى ان منظمة الصحة العالمية سعت الى حماية هذه الفئة من المدخنين، ووضعت اتفاقية إطارية فيها مجموعة من البنود، لكن 4 دول فقط هي التي تبنت كافة البنود.
وبين ان الأردن فيها مجموعة من القوانين لمكافحة التدخين، لكنها غير مطبقة أو مفعلة على أرض الواقع، فهناك قانون يمنع الترويج لمشتقات التبغ على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وقانون يمنع التدخين داخل المنشآت العامة وداخل وسائل المواصلات، ولدينا قانون يمنع بيع السجائر للأشخاص دون سن 18 عاما.
واعتبر انه لا يوجد تطبيق فعلي لهذه القوانين، وسلوك الأفراد دليل على ذلك، فالموظفون في الدوائر الحكومية يدخنون بشكل كبير، وهناك أطباء ومراجعون ومرافقون يدخنون حتى بالمستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة الى ان اعلانات الارجيلة والسجائر الالكترونية تغزو مواقع التواصل والمولات، كما ان أعقاب السجائر تملأ المتنزهات، والسجائر تباع للمراهقين، فالرقابة تكاد تكون معدومة.
ووفق الطراونة، ما ذنب غير المدخنين والأطفال بأن يتجرعوا راوئح التدخين، خاصة ان معالجة الامراض الناتجة عن التدخين مكلفة جدا، وهي من اكثر اسباب امراض سرطانات الرئة والجهاز الهضمي والتنفسي، بالإضافة الى ان التدخين يعمل على الانسداد الرئوي المزمن والربو القصبي، ومشاكل بالجهاز التنفسي، وبالتالي نتاج علاجاتها مكلفة للغاية، وتثقل الاقتصاد الصحي الأردني.
وطالب الطراونة الحكومة بأهمية عمل حملة مضادة للتدخين وتفعيل قوانين الصحة العامة والاتفاقية الاطارية مع منظمة الصحة العالمية، للحماية من جائحة التبغ التي باتت تغزو المجتمع الأردني، فمن يزور الأردن من سياح وغيرهم يلاحظون انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير بين كافة الفئات العمرية، ناهيك عن تغليظ العقوبات والغرامات بالمنشآت ووسائل المواصلات، ورفع الضرائب على الدخان، لافتا الى انه اذا لم يتم وضع خطة لتقليل اثار التدخين على المجتمع، فإننا سندفع الثمن باهظا جراء التدخين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه