الأرض تحطّم الأرقام القياسية للحرارة .. إنذار خطير أخير

Husam10 يوليو 2023آخر تحديث :
الأرض تحطّم الأرقام القياسية للحرارة .. إنذار خطير أخير

 تأهبوا جميعاً. فربما كانت الأيام الأخيرة أكثر الأيام حراً في تاريخ الأرض كله. لقد كان الشهر الماضي أحرّ أشهر يونيو (حزيران) التي مرّت على الأرض. فقد ضربت موجة حر قاتلة مساحات شاسعة من الكوكب، وتشهد المحيطات حاليّاً موجات حارّة، إذ بلغت درجات حرارة سطحها ارتفاعات جديدة غير مسبوقة.

كل رقم قياسي يتحطم وكل أجواء قاسية جديدة بمنزلة تحذير

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” الأمريكية في افتتاحيتها: “لقد حلَّ الآن علينا المستقبل الأكثر حرارة الذي طالما تنبأنا به بسبب التغير المناخي”.

وبلغَ المتوسط العالمي لدرجة الحرارة اليومية 62.2 درجة يوم الإثنين الماضي، وهي الأعلى على الإطلاق منذ بداية التدوين الحديث منذ أكثر من أربعة عقود، بحسب تصريحات القائمين على مشروع “Climate Reanalyzer” التابع لجامعة مين الأمريكية. ويستعين هذا المشروع ببيانات الأقمار الاصطناعية وعمليات محاكاة حاسوبية لقياس الظروف المناخية للعالم.

ورغم أن درجة الحرارة 62 قد لا تبدو مفاجئة، فهي متوسط عالمي يشمل أجزاء من العالم تعيش منتصف فصل شتائها. وكُسِرَ هذا الرقم القياسي بسهولة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عندما بلغ متوسط درجة الحرارة العالمي 62.9 درجة.

وعزَّزَت موجة الحر المحطمة للأرقام القياسية نماذج أخرى أيضاً. ويَعتقد علماء المناخ الآن أنَّ سنة 2023 يمكن أن تكون الأكثر دفئاً في التاريخ.

عودة ظاهرة “النينيو”

وأوضحت الصحيفة أن جزءاً من السبب في درجات الحرارة الأعلى عودة ظاهرة “النينيو”، وهي نمط مناخي يرتبط بظروف مناخيَّة أعلى حرارة وأكثر تقلباً. ومن الممكن أن يُضاعِف التغير المناخي الناجم عن البشر أنماط المناخ الطبيعية، ويحوِّلها إلى أحداث مناخية جسيمة.

لطالما كانت الموجات الحارّة والفيضانات وحرائق الغابات أحداثاً طبيعية. لكنّ التغير المناخيّ يفاقم موجات الحرارة غير المسبوقة التي تمتد على مدار أيام وأسابيع، فيتمخض عن فيضانات وحرائق مهولة متكررة.

ومن المرعب، تقول الافتتاحية، أن نرى السرعة التي يزداد بها الكوكب حرارةً وما ينذر به ذلك لبلدان كثيرة في شتى أنحاء العالم تشهد حالياً آثار الطقس القاسي، بما في ذلك الموجات الحارّة الشديدة وحرائق الغابات والجفاف.

في الأسبوع الجاري في الصين، لقي 15 شخصاً حتفهم، ونزحَ نحو 20 ألفاً بسبب الفيضانات الموسمية التي كانت شديدة على غير العادة.

وفي الشهر الماضي، غطى الدخان الجانب الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية بسبب حرائق الغابات التي اندلعت في كندا. وحصدت موجات حارّة عنيفة خلال الأسابيع الأخيرة حياة كثيرين في تكساس والمكسيك والجزء الجنوب الغربي، وفي شتى أرجاء الهند.

ومضت الافتتاحية تقول “لقد فات أوان الخطوات التراكمية. ولا يستطيع قادة العالم أن يتجاهلوا الأزمة أو يَعْقِدوا الآمال على تفادي تبعات ظاهرة الاحترار العالمي الأليمة بعد أن حلَّت بنا. ولزاماً عليهم أن يتصرفوا. فقد نزلت بنا تبعات أكثر من قرن كاملٍ من حرق الفحم والنفط والغاز”.

وأكدت الافتتاحية أنه يتعين على الدول ذات الاقتصادات الكبرى في العالم، لإبطاء وتيرة ارتفاع درجات الحرارة العالمية والحيلولة دون زيادة الاحترار الذي يمكن أن يجلب أياماً أكثر قيظاً ويفضي إلى ارتفاع في مستويات مياه البحار وظروف مناخية قاسية، أن تنتقل على الفور لاستخدام الطاقة المتجددة وتحد من التلوث المفضي إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار النصف بحلول 2030.

الكوكب في أزمة

وأضافت الصحيفة أن “كل رقم قياسي يتحطم وكل أجواء قاسية جديدة بمنزلة تحذير لنا بأن الكوكب في أزمة. وإننا لا نُقْدِم على التحركات الكافية لإبطاء ظاهرة التغير المناخي وتفادي المزيد من المعاناة والآلام. لكنَّ سكان الأرض ليسوا عديمي الحيلة”.

والمسار الماثل أمامنا واضح، ولو أنه ليس يسيراً ولا زهيداً، وإنما يتطلب تفكيك الآلات التي تعمل بالوقود الأحفوري وإحلال مركبات كهربائية تعمل بالطاقة النظيفة المتجددة محلها وبتقنية عديمة الانبعاثات الكربونية.

فرصة على وشك الضياع

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن درجات الحرارة المُحَطِّمَة للأرقام القياسية الأسبوع الجاري إنذار آخر بأن الفرصة السانحة لتفادي الدمار المناخي على وشك أن تضيع. فهل سنفيق من غفلتنا؟ أم سنضغط على زر الغفلة حتى يعصف بنا الحدث المناخيّ القاسي التالي؟.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه