البتراء … من عجائب الدنيا ..؟

Husam10 يونيو 2023آخر تحديث :
البتراء … من عجائب الدنيا ..؟

 

احمد ابودلو

مدينة محفورة في الصخور الحمراء النارية ، أنها مدنية القصور الحجرية وليست من العصر الحجري ، عمرها أكثر من 2000 سنة ولكن تاريخها لا يتوقف فالحجارة الناطقة تجعل لكل زاوية عبارة ولكل حفرة فكرة .. الوصول إليها صعب ومشقة والابتعاد عنها اكثر صعوبة وكأن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ..
لم يكن الإنسان قديما وحديثا يدرك معنى الجمال لولا انه يعيش حالة الارتقاء نحو الأفضل، ذلك لأن التفاضل هي ميزته عن باقي كائنات الأرض نباتية وحيوانية وجماد ية ، وعمليا هي ثبات الوجود عنده ولم يكن بحثه المستمر في أيجاد الأفضل حاجة لازمة نحو التمايز فحسب ، بل هو الشعور بالامتلاء الروحي والخلقي في تكويناته الأساسية في البحث والاكتشاف لخصوصيته المتفردة في أن يجعل محيطة الذي يعيش حالة جمالية دائمة ترتقي عنان الخلود والمجد بفطرة تدعو إلى الدهشة ذلك لان الأيدي التي نحتت الصخر عملت كل ذلك بطواعية تنم عن الذكاء الذي يشع في العيون الصحراوية والتي اصطدمت بالجدار الصلب فإحالته إلى نصب خالدة على مر الأيام والأزمان تشهده الأجيال في أصقاع المعمورة …
وأنت تمخر عباب البتراء ترى الأضرحة والبيوت والمعابد والحمامات والمدرجات وطرق الماء المقطوعة في الصخر التي يجتمع فيها الماء الصافي من ينابيع وادي موسى ويجري إلى قلب المدنية …
وهناك في نهاية الطريق تجد نفسك أمام قصر ضخم .. له واجهة رائعة زهرية اللون متناسقة التقاطيع تزينها الأعمدة والتماثيل ، هذه الواجهة هي الخزنة وهي أجمل آثار البتراء على الإطلاق بهندستها وزخرفتها وروعتها وهي أول ما ينفرج أمامك بعد انتهائك من السيق أو الشق كما يقال… ويعتقد أنها كانت مدفنا لأحد ملوك الأنباط ، وقد حفرت جميعها في الصخر وخلال ساعات النهار الأولى يكون للخزنة تأثير سحري على كل من يراها عبر أشعة الشمس ..أثناء الخروج من ظلمة السيق ، أنها تشبه خروج الوليد من بطن أمه إلى النور والحياة … وقد بنيت هذه التحفة النادرة نحتا في الصخر وذلك في القرن الأول قبل الميلاد والمعروف أن الأنباط كانوا ينحتون أبنيتهم من الأعلى إلى الأسفل ..؟
هل هذه هي البتراء ؟ بل لم نبدأ الرحلة بعد .. أن البتراء لا تكشف لك سرها بسهولة .. عليك أن تتعب لكي تفوز بالمتعة التي تكمن في قلب أحجارها …؟ فتعالوا معنا نكتشف هذه العوالم والإسرار من خلال الأحجار والشواهد وأشعة الشمس … فإلى هناك..؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة