رمضان .. شهر القرآن والفضائل …؟

rasha dwairi6 أبريل 2023آخر تحديث :
رمضان .. شهر القرآن والفضائل …؟

 

احمد ابودلو

لشهر رمضان منزلة رفيعة بين الشهور ، فهو الشهر الذي ذكره الله تعالى في كتابه المجيد ، وهو الشهر الذي اختصه الله بفريضة الصيام ، وأنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، حتى قبل الاسلام ، كان رمضان شهرا مميزا وقد ورد في اللغة آلارامية باسم (رمع ) أي رمض ، لان الضاد العربية تقابلها العين آلارامية ، وما زالت في عامية لبنان كلمة( رمعان ) على وزن رمضان وهو الرماد الممزوج بالحجر الصغير الذي يستدفئون به .
وعنى المسلمون بهذا الشهر في سائر البلاد العربية والاسلامية واحاطوه بانواع التكريم ، واحيوه بصنوف العبادة واغدقوا فيه الخير على الفقراء والمعوزين ، وللناس في هذا الشهر اطوار غريبة واحوال عجيبة ومخالفات تستحق التسجيل ولفت الانتباه . فمن الناس من يصوم هذا الشهر عادة لا عبادة فيصومه تقليدا لاهله او للناس ، وربما لو كان الناس في بلد اهله لا يصومون لم يصم.. فصومه متابعة الناس واتباع العادة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) فالواجب ان يكون ما يحمله على الصوم ايمانا بأن الله فرض عليه ذلك ، واحتسابه الاجر عند ربه في ذلك فلا اجر له على صيامه.
ومنهم ما يصوم عما احل الله ويفطر على ما حرم الله من الغيبة والنميمة واكل لحوم الناس والكذب والبهتان وقول الزور ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في ان يدع طعامه وشرابه)).
ومن الناس من اذا صام ساء خلقه، وضاقت نفسه، فلا تراه الا عابسا متجهما او مخاصما يغضب لأتفه الاسباب فهؤلاء ما عرفوا حقيقة الصيام ولا اعتادواه فيثقل عليهم في رمضان.
ومن الناس من ينظر وقت الافطار بفارغ الصبر وفي يده علبة ((السجائر)) ليبدأ افطاره بالتدخين، اي على ما حرم الله وعلى شيء يضره ولا ينفعه ومخالفا للسنة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على تمر. ومنهم من يعجل السحور قبل آذان الفجر بساعتين او ثلاث ، وربما نام عن صلاة الفجر وهذا خلاف للسنة، قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) متفق عليه ، زاد احمد في روايته وآخروا السحور)) . ومن الناس من لا يتوقف عن الاكل والشرب عند سماع المؤذن لصلاة الفجر، فيستمر في الاكل والشرب حتى بعد انقضاء الاذان.

تلاوة القرآن في رمضان :ينبغي على كل صائم ان يكثر من تلاوة القرآن الكريم في ايام شهر رمضان المبارك ولياليه الشريفة ، فان لكثرة القراءة فيه ميزة خاصة ليست لغيره من الشهور ، ليغتنم شرف الزمان في هذا الشهر الذي انزل الله فيه القرآن ، وقرأة القرآن في ليالي رمضان لها ميزة ، فان الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع الهمم ويتوقف القلب واللسان عن التدبر .
وقد كان السلف الصالح في هذه الامة يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان وكانوا اذا صاموا جلسوا في المساجد وقالو: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا، وقد كانوا يقرأون القرآن في الصلاة وغيرها . وكان عثمان رضي الله عنه ، يختم القرآن كل يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر .
ولكن مع الاسف هناك من الناس من لا يعرف المصحف الا في رمضان ، فاذا انقضى رمضان كان ذلك آخر عهد به الى ان يأتي رمضان التالي وهكذا. ومنهم من لا يعرف القرآن ابدا في رمضان ولا غيره ، فهؤلاء قد حجبت قلوبهم عن الله بحجاب الشهوات فهي متعلقة باللهوواللعب . ومنهم من همه مجرد القراءة دون تدبر وتفكر وتمعن في معاني الآيات، فتراه لا يفتأ يقلب اوراق المصحف ، وربما ختم القرآن في شهر رمضان اكثر من مرة دون فائدة تذكر.
التراويح :صلاة التراويح هي قيام الليل جماعة في رمضان ، ووقتها من بعد العشاء الى طلوع الفجر ، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام رمضان حيث قال: (( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )) . ولكن من الناس من يحافظ على صلاة التراويح ولا يحافظ على الصلوات المفروضة مع الجماعة، مع ان اداء الصلوات المفروضة مع الجماعة واجب ، وفعل الواجب وقدم على فعل المستحب .
ومن الناس من همه تتبع الاصوات والتلذذ بالنغمات ، فيتاثر بالصوت اكثر من تأثره بمعاني الآيات. ومنهم من همه التنقل بين المساجد حبا لللاستطلاع ومشاهدة الناس ، او اتباعا للكثرة فتراه كل ليلة في مسجد. ومنهم من يحرص على اداء صلاة التراويح في مسجد بعيد ، لكنه يخرج اليه متأخرا ، فتفوته صلاة العشاء او بعضها ، فيقصر في الواجب طلبا للمستحب ، ومن الناس من يصلي مع الامام تسليمة وتسليمتين فتشك عليه نفسه الامارة بالسوء فلا يتم باقي التسليمات .
السحور :اجمع العلماء على ان من سنن الصوم ، السحور وتأخيره وتعجيل الفطور لما روي عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تسحروا فان في السحور بركة))
وعن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكل السحر)) .. والسحور فيه معونة على الصوم ووقته ما بين منتصف الليل وطلوع الفجر .. ويجب التاكد بأن الفجر لم يطلع بعد في السحور. كما يبين تأخير السحور لقرب وقت الفجر… ولان المقصود بالسحور التقوية على الصوم فكلما كان اقرب الى الفجر كان اعون على الصوم . ويحصل السحور بكثير المأكول وقليله ويحصل بالماء ودليله ما رواه انس عن النبي صلى اله عليه وسلم : (( تسحروا ولو بجرعة ماء)) .
تعجيل الفطر : ومن سنن الصوم تعجيل الفطر لما روى سهل بن سعد الساعدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) . ويستحب للصائم ان يفطر على رطبات فان لم يكن فعلى تمرات فان لم يكن فعلى الماء، لما روي عن انس انه قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل ان يصلي فان لم يكن فعلى تمرات فان لم يكن على تمرات حسا حسوات من ماء)) .
ويستحب ان يقول الصائم عقب الافطار (( اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت وعليك توكلت وبك آمنت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله يا واسع الفضل اغفر لي ، الحمد لله الذي اعانني فصمت ورزقني فأفطرت)) . وكان صلى الله عليه وسلم يقول : (( اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا فتقبل منا انك السميع العليم )) .
اطعام الصائمين من الفقراء : يستحب للانسان ان يدعو الصائم ويفطره في وقت الافطار، وهذا لاخلاف في استحبابه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( من فطر صائما فله اجر صائم ولا ينقص من أجر الصائم شيء)) .
كف اللسان والجوارح عن فضول الكلام والافعال : واما الكف عن الحرام كالغيبة والنميمة والكذب فيتأكد في رمضان وهو واجب الترك في كل زمان . فكله حرام في أي وقت، لما روي عن ابي هريرة انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ))
وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه ، ايضا : (( ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فان سابه احد فاليقل : اني صائم .. اني صائم )) .
قيام رمضان : من سنن رمضان صلاة التراويح وتكون بعد العشاء ركعتين ركعتين ، وقبل الوتر ويستمر وقتها الى آخر الليل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في فضلها (( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) .
اما عدد الركعات : فقد روى الجماعةعن عائشة ، رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم (( ما كان يزيد في رمضان ولا في غير محل احدى عشرة ركعة)) وروي ابن خزيمة وابن حيان في صحيحهما ، انه صلى الله عليه وسلم : (( صلى بهم ثماني ركعات والوتر ))
وهذا هو المسنون والوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم . وهناك الانشغال بالعلم وتلاوة القرآن ومدارسته والاذكار والصلاة على النبي كلما تيسر للصائم ليلا ونهارا.
شهر مبارك وعيد سعيد

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه