أعاد الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من 2992 ضحية في سوريا، إلى الأذهان معضلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد والتي لطالما كانت مربط الفرس بين النظام والمعارضة.
فمع تخبط عمليات الإنقاذ وسط نقص في المساعدات ومعدات الإغاثة، حذرت فرق الإنقاذ في الشمال السوري من خطورة الوضع، مؤكدة أن كل ساعة تأخير في إيصال المساعدات إلى المنطقة التي هزها الزلزال، فجر الاثنين الماضي، تقابلها 50 وفاة.
كما دفعت المأساة الإنسانية إلى المطالبة بفتح المعابر لإيصال المعونات للعالقين تحت الأنقاض ومن باتوا بالعراء جرّاء الكارثة، إلا أن لهذه الخطوة ترتيبات دولية.
النظام والمعارضة والعقوبات
فالنظام السوري يتهم العقوبات بعرقلة جهود التعامل مع الزلزال في المحافظات المتضررة، حيث أكد رئيس اللجنة العليا للإغاثة في سوريا، حسين مخلوف، أن بلاده ليست مهيأة لمثل هذه الكوارث.
وذكر في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون التابع للنظام السوري، أن العقوبات المفروضة على بلاده كانت سبباً في عرقلة جهود التعامل مع الزلزال في المحافظات المتضررة.
كما اعتبر أن العقوبات “تسببت بعدم قدرة الدولة على تعويض نقص الآليات التي كانت ستمكنها من مواجهة تداعيات الزلزال”.
بينما تعتبر المعارضة أن رفع العقوبات يعني مجدداً تمكين النظام السوري من إعادة فرض سيطرته على البلاد.
أميركا تتدخل
أمام هذا الوضع، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الأربعاء، أن العقوبات لا تستهدف المساعدات الإنسانية وتسمح بها في كل سوريا.
وأضافت أنها تتحرك بسرعة لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال في شمال غرب سوريا، موضحة أن تقديم المساعدات لكافة المناطق سيكون بحسب تقييم الاحتياجات.
في سياق متصل، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، على أن حجم الخسائر في الأرواح جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 13000 شخص “صادم ومروع حقا”.
وذكر أن الولايات المتحدة نشرت أكثر من 150 من عناصر البحث والإنقاذ في تركيا، وأن واشنطن ستكون لديها المزيد لتعلنه في الأيام المقبلة حول الكيفية التي ستواصل بها دعم الشعبين التركي والسوري خلال مرحلة التعافي من الدمار.
كما أضاف أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك اتصالات أميركية مع حكومة النظام في سوريا بعد الزلزال.
باب الهوى
أما ميدانياً، فقد شدد مصدر في الدفاع المدني بإدلب لـ”العربية”، أنه انتظر المساعدات ولم يحصل إلا على الوعود، مضيفا: أعداد الوفيات تزداد كل ساعة.
كما أوضحت إدارة معبر باب الهوى، عدم وصول أي معونات دولية عبر المعبر حتى اللحظة.
عذراً التعليقات مغلقة