رئيس الوزراء يعيد الكتاب خير جليس

Husam2 أكتوبر 2022آخر تحديث :
رئيس الوزراء يعيد الكتاب خير جليس

نيفين عبدالهادي

في موافقة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، على تحديد «التاسع والعشرين من شهر أيلول» من كل عام يوما وطنيا للقراءة على مستوى المملكة تحت عنوان «اليوم الوطني للقراءة»، خطوة غاية في الأهمية، لجهة تنمية الفكر والمهارات وتطوير أجيال بأدوات عملية تبنى بناء متينا مؤسسا على الثقافة والوعي من شأنه التغلّب على غالبية تحديات المرحلة.
يوم وطني للقراءة، يوم يقرع به الجرس للحاجة لعودة أمّة «إقرأ» للكتاب، بعدما هجرته أجيال متلاحقة، وربما في هجره نتج مشاكل متعددة، وحالة من الجهل بقضايا متعددة، يوم أعاد للقراءة والكتاب الأهمية التي تليق بهما، ليحقق القرار حالة من العمل الجاد للتنمية والتطوّر الذي نحتاج ونبحث عن مداخل له، لم تكن ولن تكون دون قراءة وثقافة وتصفّح كتاب يثقّف ويقوّي اللغة.
وجود يوم وطني للقراءة، جاء لما تمثله القراءة من رفع لمستوى الوعي وإغناء المعارف، وبهدف لتشجيع الجميع على القراءة وتعزيزها في المجتمع وجعلها عادة يومية، ولمثل هذه الأهداف تسيل محابر أقلامنا احتراما وثناء، فأن تجعل من القراءة حاضرة في يومنا وحياتنا، هو زرع مؤكّد الثمار الايجابية، نحصده يوما بالكثير من الايجابيات على كافة مناحي الحياة، ففي القراءة أبعاد عميقة فكريا وحضاريا، تنعكس على كافة تفاصيل حياتنا وتوجّه التفكير نحو ايجابية العطاء.
أول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلّم كانت «اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ»، وفي ذلك تأكيد على فضل القراءة وأهميتها وعظم منزلتها، وبطبيعة الحال من أعظم ما يمكن قراءته والإستمرار عليها هو قراءة القرآن الكريم ففيه فوائد لا يمكن حصرها، وبه تفاصيل تقوّي عقل القارئ واستنارة، وصلّحت له قلبه وحاله، ورفعت منزلته، ففي الدوام على قراءة القرآن وجعلها عادة مؤكدة يوميا تجعل من واقع الحال مختلفا بكافة تفاصيله، نحو الكثير من الوعي والتطوّر الحقيقي، لينتقل بعدها أيّ منّا لقراءة ما يرغب من كتب أو قصص أو روايات حتما تنقلنا بشكل نفسي وعقلي لعالم مثالي مليء بالفكر، لنجعل من أوقاتنا مهمّة في حال امتلأت ساعاتنا بالكلمة، فبين أوراق الكتب عالم نحتاجه جميعا في وقت ضاعت بوصلة تفكير الكثيرين وملأ الفراغ أوقات الكثيرين، وانتشرت الإشاعة والأكاذيب بشكل مقلق، وفي حسم ذلك كله يأتي بالقراءة وجعلها عادة يومية.
عندما قررت كتابة مقال في جريدة «الدستور» بحثت عن عنوان لزاويتي لأصل إلى «والقلم» فهي إشارة في القرآن الكريم لأهمية القراءة والكتابة، فهو ما أقسم به الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك أهمية أيضا للقراءة ولكل ما من شأنه جعل الوقت والتفكير يمتلآن بالكتاب، والأفكار القيّمة التي تشغل العقل والقلب بالإيجابيات بعيدا عن سلبية الفراغ أو الإشاعات أو الأكاذيب، هو حسم بأن مزايا القراءة عديدة وفوائدها جمّة، وباب حقيقي للتعرّف على العلوم والثقافات والحضارات المختلفة، وكسب مهارات التخاطب مع الآخرين وجعل الحوار ثريا فيما بيننا، ولها دور في الإبداع والابتكار والتطور والازدهار، ليس هذا فحسب إنما توفّر للشباب حصانة ذاتية تجعلهم أكثر يقظة ووعي بالكثير من تفاصيل الحياة، وتجعلهم أكثر قدرة على التمييز بين الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، في القراءة قفزة نحو الأفضل بكافة تفاصيل حياتنا.
في قرار رئيس الوزراء تخصيص يوم للقراءة، تحقق عمليا «أَعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ … وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ»، فليس هناك أجمل من جعل الكتاب أفضل جليس، في زمن ضاعت به بوصلة الاهتمامات والأولويات عند كثيرين، العودة للقراءة تغيير جذري لمسار حياتنا وخروج من نمطها التقليدي، ربما في قرار رئيس الوزراء تشجيع على الالتزام بالقراءة، وايجاد بعض الوقت لندخلها في تفاصيل يومنا، حتى لو لم يتجاوز الربع ساعة، وسنرى جميعا الكثير من المكاسب التي سنجنيها من القراءة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه