الشيخ / ماجد العدوان .. للرجولة عنوان (( الجزء الثاني ٣/٢ ))

Husam14 مارس 2022آخر تحديث :
الشيخ / ماجد العدوان .. للرجولة عنوان  (( الجزء الثاني ٣/٢ ))

افاق الاخبارية

الشيخ / ماجد العدوان .. للرجولة عنوان

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
(( الجزء الثاني ٣/٢ ))

إنتهينا في الجزء الأول عندما باشر الشيخ / ماجد العدوان أولى الخطوات ، حيث قام بالتوجه الى قصر الأمير عبدالله في منطقة ماركا ، على رأس حشدٍ كبير من رجاله ، لا يقل عن الف خيّال ، ودخلوا العاصمة على شكل مظاهرة ، ودار نقاش حاد بين الأمير والشيخ /ماجد ، ووعدهم الأمير بان يتم تلبية طلباتهم خلال اسبوع . وكلّف الأمير السيد / حسن خالد ابو الهدى بتشكيل حكومة تستجيب قدر

الإمكان لمطالبهم . لكن برنامج الحكومة بدأ بإجراءات قمعية ضد العدوان ، حيث تم القاء القبض على أعضاء الحزب الوطني . وبنفس الوقت بدأت الحكومة مفاوضات مع المعارضة . الا ان الشيخ / سلطان ، والشيخ / ماجد عزما على المواجهة ، حتى الحصول على مطالبهم . ووجه الأمير إنذاراً الى الشيخ / سلطان بأن عليه ان يستسلم ، والّا سيتم إستعمال القوات وسلاح الجو الملكي والجيش

ضدهما . عندها تقدم الشيخ / سلطان والشيخ / ماجد ومناصريهم نحو عمان ، وبعثا رسالة الى المعتمد البريطاني في عمان السيد / فيلبي موقعة من : عشائر العجارمة ، والشراكسة ، وبني حميدة ، والبلقاء ، يوضحون فيها ان سبب حركتهم رفض الأمير لمطالبهم ، التي يعتقدون بانها شرعية ، وهي مطالب شعبية ووطنية . وبدل ان يستجيب الأمير لمطالبهم ، أدخلهم السجن ، وزيادة في مناكفتهم ،

أبدى صداقته لبني صخر ، فوقَع عليهم الظلم ، وعدم المساواة ، عندما أعفى بني صخر من دفع الضرائب ، وفوضهم بتحصيل الضرائب من منطقة ناعور ، وعلاوة على ذلك هدد بقصفهم في الطيران . وتقدم الشيخ / سلطان بمجموعته الى حسبان ، مُتجهاً الى عمان ، واثناء مسيرهم إستولوا على مخفر ناعور ، ومخفر وادي السير ، ومخفر صويلح ، واستولوا على البنادق والخيول التي فيها ،

وقطعوا أسلاك البرق والهاتف ، ووصلوا الى عمان ، وأقاموا في المنطقة الممتدة بين : تلاع العلي ، وخلدا ، وصويلح ، وتم قطع الطريق السلطاني الذي يصل عمان بالسلط . عندها أرسل له الأمير عبدالله وسطاء ليبلغوه انه سيتم النظر في مطالبهم ، الا ان الشيخ / سلطان طرد الوسطاء ، ورفض الإستماع اليهم ، وعزم على الإستمرار في حركته ، لأنه لم يعد يثق بوعود الأمير عبدالله . عندها

طلب الأمير من المعتمد البريطاني التدخل وقمع الثورة . الا ان المعتمد البريطاني إعتذر عن تنفيذ ذلك ، لانه ليس لديه صلاحيات من الحكومة البريطانية . لكنه أرسل الى الحكومة البريطانية وحاول اقناعها بمساندة الأمير . وتحدث الأمير مع قائد الطيران وتباحثا في أمر الثورة ، مما اقنع البريطانيين بمساندته وعدم موافقتهم على الحركة وهددوا بقمعها . ووجه الشيخ / سلطان رسالة الى المعتمد البريطاني في عمان بتاريخ ١٩٢٣/٩/١٤ ، هدده فيها بابلاغ الحكومة البريطانية فيما لو قدّم اية مساعدة لحكومة الأمير . لكن

المعتمد البريطاني رد عليه في اليوم التالي مهدداً الشيخ / سلطان ، والشيخ / صايل الشهوان ، بانهم اذا لم يستسلموا للأمير حتى يوم ٩/١٧ ، فانه سيلاحق قواتهم بالطائرات ، والسيارات ، والقوات المسلحة . لكن القوات البريطانية إتبعت اسلوب الخداع ، ولم يلتزموا بالمهلة التي حددوها هم ، وقرروا التقدم في الصباح الباكر من يوم ٩/١٦ باتجاه صويلح ، حيث يُخيم أهل البلقاء بقيادة ابن عدوان ، وحلّقت طائرات الإستكشاف فوق المخيم تمهيداً لقصفه ، كما تحركت قوة من الجيش العربي بقيادة الأمير شاكر ، قوامها ( ٣٠٠ )

خيال ، و( ٤٠٠ ) جندي مشاة ، وأثناء مرور مدرعتين ، قام خمسة من الثوار من عشيرة العساف بمداهمتهما ، مما ادى الى مقتل ثلاثة من الثوار . واستمرت المدرعتان بالتقدم نحو صويلح حيث واجهتهما جموع الثوار ، وفي مقدمتهم الشيخ / صايل الشهوان ، عقيد تجمع الثوار ، الذي هاجم المدرعتين ، فاطلقتا عليه النار ، وقتلوه . كما قام الجيش العربي بمهاجمة الثوار ، ودارت اشتباكات ،

واستمر قصف الثوار الى ان انتهت بهزيمة الثوار ، ومغادرة الشيخ سلطان واولاده ماجد ، ومنصور ، وعبدالحميد باتجاه جبل الدروز ، في سوريا ، بضيافة سلطان باشا الأطرش . وبعدها توسط الشيخ / النوري بن شعلان عند الأمير للعفو عن الشيخ / سلطان واولاده ، وعادوا الى الأردن . رغم ما انتهت اليه ، يمكن وصف هذه الثورة بانها حركة إصلاحية ، طالبت بإجراء اصلاحات إدارية جذرية ،

لإعطاء الأولوية في التعيين للأردنيين ، وضبط الإنفاق من المال العام ، والحد من فساد كبار المسؤولين ، ووقف الإنحياز لمنطقة عن أخرى ، وإيجاد أنجع السبل لإجتراح حلول للفساد الإداري الذي يقوده رئيس الوزراء مظهر أرسلان ومسايرته للبريطانيين ، والمطالبة بتأسيس مجلس نيابي ، وتأسيس جيش وطني بقيادة أردنيين ، وتخفيف الأعباء الضريبية على المواطنين ، وتخفيض رواتب الغرباء الخيالية ، وغيرها . [[ وأكرر هنا ككاتب : ما أشبه الليلة بالبارحة ، الأحرار مازالوا يطالبون بنفس المطالب منذ مئة عام ، ولم تتحقق مطالبهم . أية مئوية التي يحتفلون بها !؟ وما شكل المئوية الثانية التي ننحدر اليها ]] !؟

ثورة العدوان ، او ثورة البلقاء كما يسميها البعض ، تعتبر أكبر إنتفاضة ضد المستعمر البريطاني ، ورجالاته كرئيس الوزراء آنذاك مظهر أرسلان تمت تحت عنوان (( الأردن .. للأردنيين )) ، لكن لمصداقيتها ، وعدالة مطالبها ، وخطورة ظهورها ، سرعان ما أَجهز عليها المستعمر البريطاني ، بطلب من الأمير عبدالله ، بإستخدام سلاح الجو البريطاني ، والمدرعات ، والجيش . ما يحزنني ان يُطلب من المستعمر البريطاني ان يقصف أردنيين أحرار شرفاء هبّوا لإنقاذ وطنهم من شِلة غُرباء عاثوا بالوطن فساداً واستغلالاً ودماراً !؟ (( يتبع الجزء الثالث والأخير )) .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه