علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي (( الجزء الثاني ))

Stocks2 نوفمبر 2021آخر تحديث :
علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي (( الجزء الثاني ))

افاق الاخبارية

علي خُلقي الشرايري .. وخُلُقِه الراقي
(( الجزء الثاني ))

بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

وددت ان ابدأ الجزء الثاني من مقالي في توضيح أسباب إضافة (( خُلقي )) الى إسمه ، مع انه ليس جزءًا من إسمه الرسمي . السبب ايها القراء الأكارم : انها صفته ، حيث ان الناس اضافوا وصف خُلقي لإسمه : من رُقي خُلقهِ ، وقيمهِ ، ونُبل مبادئه .

كان علي خلقي الشرايري ضابطاً محترفاً ، ومقاتلاً فذاً ومتميزاً . قضى جُلّ خدمته في الحروب . ويدل على ذلك الأوسمة التي أحرزها من العثمانيين ، والالمان ، والدول العربية . وكلها تدل على شجاعته ، وبسالته واخلاصه . ومع زيادة تململ الاقطار العربية ضد العثمانيين ، فان الإعدامات التي قام بها جمال باشا (( السفاح )) (( المجرم )) في عدد من احرار العرب ، اعتُبرت القشة التي قصمت ظهر البعير . وهنا بدأت العلاقة بينه وبين الشريف حسين . لكن الشريف حسين لم يُفاتحه بما يخطط له بسبب علاقة النسب بين / علي خلقي الشرايري وبين القائد العام للجيش التركي الفريق شكري باشا ، حيث تزوج إبنته . لكن الشريف حسين سلّم / علي خلقي رسالة الى جمال باشا (( السفاح )) (( المجرم )) يستنكر فيها الإجراءات القمعية ضد زعماء بلاد الشام ، ورسالة اخرى الى الصدر الأعظم في استانبول يطالبه فيها بوقف سياسة البطش ، وربط قضية إعلان الجهاد وإرسال المجاهدين بإعلان العفو العام عن المحكومين السياسيين . لكن جواب الصدر الأعظم تضمن التهديد بحق الشريف حسين . وفي ١٩١٦/٧/٦ شعر علي خلقي ان الوحدة العثمانية أصبحت مستحيلة وان العلاقة بين شريف مكة والحكومة التركية وصلت مرحلة عدم الثقة ، لذا فان مهمته أصبحت صعبة ، وتفهم أسباب نقله الى مكة المكرمة . وأخذ الإنجليز يحركون الشريف حسين على تقديم العرائض بواسطته للحكومة التركية . وتضمنت ان الأتراك لن يكفوا عن إضطهاد العرب . وأخذ الإنجليز يساعدونه على القيام بثورة عربية ضد الأتراك . وعندما أُعلِنت الثورة تبدى انسجامه مع مباديء القائمقام / علي خلقي الشرايري . فسقطت مكة بيد الشريف ، وفقد علي خُلقي شرعية حُكمة لمدينة مكة المكرمة ، فتركها دون ان يَنظم للثوار ، واتجه الى المدينة المنورة لانها ما زالت تحت السيطرة التركية . وكان في وضع يصعب فيه الاختيار خاصة ان الشريف لم يكاشفه من قبل بنواياه الثورية . وفي النهاية ، وضع نفسه وتجربته بتصرف الثورة ، وتقدم للحاكم التركي بطلب احالته على التقاعد .

بتاريخ ١٩١٩/٨/٤ تم تعيينه حاكماً عسكرياً لمنطقة الكرك حيث تجاوب معه الأهالي وأحبوه ، ثم تم نقله الى منطقة القنيطرة ، عاصمة الجولان . ومع انه كان قائداً عسكرياً الا انه كان يشجع حرب العصابات المقاومة للاستعمار الفرنسي . ولعب دوراً كبيراً وفاعلاً ومتميزاً في تلك المعارك واستخدم اسماً حركياً حيث سمى نفسه (( عدنان بك )) حتى لا يعرفه الانجليز . واستمر بالنضال حتى قامت معركة ميسلون . حيث تم كشف مساعدته للثوار فحكم الفرنسيون عليه حكماً غيابياً . وبعد اعتقال فرنسا لعدد من الثوار ، قام علي خُلقي باعلان الثورة ضد الفرنسيين . وتم عقد مؤتمر بتاريخ ١٩١٩/١١/٢٤، يوجب على الشعب العربي مقاومة كل من يحاول الاخلال بوحدة البلاد والعبث باستقلالها ، واعلان استقلال سوريا . وقاد ثورة عارمة ضد الفرنسيين . كما قاد ثورة القنيطرة . حيث حكم عليه الجنرال غورو بالاعدام . وأقسم على نفسه بالقسم التالي : (( وإني آليت على نفسي ان لا اعود الى الخدمة العسكرية الا بعد ان يتم تحرير البلاد العربية كلها من نير الاستعمار الاجنبي وتوحيدها )) .

إستنجد علي خلقي الذي يعتز بابناء امته العربية بعامة ، وبابناء الاردن خاصة ، وبزعماء ابناء الشمال في الاردن طالباً الدعم بالمال والرجال . ولم يخيبوا ظنه فتوافدت على القنيطرة جموع المتطوعين للقتال ، واتاه الدعم من عجلون ، وبني عبيد ، والكورة ، والوسطية ، والسرو ، والكفارات ، ومن جهات مختلفة . واتفقوا على شن هجماتهم على قواعد العدو في فلسطين ولبنان ، ضد القوات البريطانية والفرنسية . واعلن ان اسمه الحقيقي ليس عدنان وانما علي خلقي الشرايري . وبدأوا التحرش بالمستعمرات اليهودية . عرف غورو ان علي خلقي هو المحرك الاساسي للانتفاضات الشعبية والقائد الفعلي للعصابات المجاهدة ، لذلك اصبحت حياته في خطر ، فصدر امر بنقله من القنيطرة الى دمشق عام ١٩٢٠ ، ومن موقعه الجديد بدأ بمد المجاهدين بالاسلحة والرجال ، ويبث فيهم الوعي القومي . (( يتبع الجزء الثالث )) .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه