الحناء ،،،عطر ودواء وجمال…؟

Stocks18 يونيو 2021آخر تحديث :
الحناء ،،،عطر ودواء وجمال…؟

                                                             آفاق الاخباريه احمدابودلو

                                                                                                                                                                

الحناء مادة تقليدية عرفها العرب منذ الالاف السنين وقد استخدمت في العصور الاسلامية في صبغ اظافر النساء واجزاء من اقدامهن، واستخدمها الرجال في صبغ لحاهم، واستخدمت في انتاج مستحضر تجميل احمر برتقالي اللون يستخدم في صبغ الشعر والبشره ، وكذلك في صبغ جلود الحيوان وحوافر وشعر  عنق الخيول ، وقد عرف قدماء المريون الحناء واستخدموا اوراقها في اكالياهم الجنائزية ، وكانوا يزينون بفروع هذه النباتات جنائزهم ،وخضبوا مومياءتهم  بالحناء ، حيث عثر على مومياءت غطيت بقماش مصبوغ بالحناء .

وشجرة الحناء هي بالاصل شجرة تشبه شجرة الرمان يتراوح ارتفاعها من متر الى خمسة امتار ، اوراقها بسييطة جلدية ، متقابلة على الساق وتحمل الازهار الصغيرة البيضاء في نوارات عنقودية لها رائحة زكية ، والثمرة صغيرة تحتوي بذور هرمية الشكل ، ويحمل نبات الحناء ازهار صغيرة عطرية  بيضاء او وردية اللون تشكل عنقودا ، وتنتج هذه الازهار رائحة عطرية ناتجة عن زيت طيار ذو رائحة طيبة ، واهم مكوناته ايونون، ولشجرة الحناء صنفان يختلفان في لون الزهر كالصنف   (Alba)  ذو الازهار البيضاء والصنف Miniata  ذو الازهار البنفسجية ، وتوجد الحناء باصناف كثيرة منها : البلدي الشامي ، البغدادي الشائكة وتعد الحناء البلدي هي اغنى هذه الانواع بالمواد الملونة .

ويحكى  انه  اثناء  زواج  قطر الندى  ابنة خماروية  من الخليفة  المعتضد ،  سهرت  القاهرة  العامرة  ليالي طويلة  تتغنى بأغنية  ياحنة،،يا حنة  ،،ياقطر الندى .

وتمر  الاعوام  وتتوارى اشياء  وتذبل ، وتنشط  اخرى وتزدهر وتحتفظ اشياء بقيمتها  ومكانتها  التي  لا تتأثر  بمضي  الزمان ،  فتظل  الحناء  تمثل  قيمة  كبيرة  في  نفوس كل الشعوب  العربية والاسلامية التي قد تختلف او تتشابه في عاداتها وتقاليدها المتوارثة ولكنها رغم  هذا تجتمع على حقيقة  واحدة الاوهي اهمية  الحناء  على مدى التاريخ .

تتميز  الحناء بلون كستنائي جميل مشوب بالحمرة وبالرائحة الذكية  النفاذة ، وهي عبارة  عن  مسحوق  من الاوراق والفروع المجففة المطحونة لنبات الحناء .

واذا كان قدماء المصريين  استخدموا الحناء  في المراسم  الجنائزية  فانة  مع  مرور  الوقت اصبحت مظهرا من مظاهر  الفرح التي يحرص عليها الكثير من الناس ، ففي  معظم  محافظات  مصر على سبيل المثال تسمى الليلة التي تسبق الزفاف بليلة الحناء  وفيها يتم عمل العديد من اواني الحنة المخلوطة بماء الورد والمزينة باروع الالوان ،ويتم تخضيب أكف واقدام الزوج والزوجة بالحناء بالعديد من النقوش والزخارف لعل  من ابرزها النقوش التي يتم عملها بواسطة اشخاص معينين  لتلك المهمة وهذا اهم ما يميز  العرس النوبي في مصر .

والحناء من نباتات المناطق الاستوائية ،ويرجح ان يكون موطنه الاصلي ايران والهند، وتنموهذه الشجره في استراليا والمناطق الرطبة من ساحل شمال افريقيا ، وهي تزرع في اماكن كثيره من شبه الجزيرة العربية واليمن ومصر والشام ، ويزع النبات بالعقل في اوائل الربيع ، وتحصد اوراقها بقطع الفروع وربطها في حزم تجفف في الشمس وتفصل الاوراق عن الفروع بطريقة دقها بالعصا ثم تفصل عن العيدان وتغربل لفصل الشوائب ، وللحناء اسماء مختلفة في تلك المناطق حيث تسمى زهرة الحناء بمصر (تمر حنا ) وباليمن (الحنون) ، وبالشام (القطب) .

ومن جهة اخرى استخدم الغواصون الحناء ايضا حيث كانوا يخلطوا الحناء مع قليل من الصبر والمر وتخضب به ايدي الغواصون ليحميها من التشقق لدى جر الحبل اثناء الغوص بحثا عن اللؤلؤ، كما يخلط الحناء (الوسمه) وهو نوع اخر من الخضاب ولكن يصبغ بلون اسود وتخضب به  اقدام  الغواصون فيصبح لونها اسود وبالتالي يحميها من سمك الجرجور وهذه احدى الحيل التي اهتدى اليها الغواص ليحمي نفسه وهو في اعماق البحر .

كما ان البناء (المعمرجي ) كان يخلط الحناء مع المر والصبر ويضعها على كفيه وذلك لحمايتهما من التشقق اثناء استخدام مادة الاسمنت في البناء ، كما ان للحناء خاصية جيده لتقوية الجلد وعلاجه من التشقق عند وضعه على القدمين .

وكان احدث استخدام عصري للحناء عندما استخدمها الرياضيين وخاصة  لاعبي كرة القدم والعاب القوة فقد اكد بعضهم انهم تألقوا في منافسات عالمية بعدما خضبوا اقدامهم بالحناء من اجل جعلها سميكة اي انها تقوي الطبقة العليا من الجلد وتساعد على تحمل المسافات والارهاق الناجم عن ممارسة الرياضات الشاقة .

الخصائص الطبية للحناء :  علميا ثبت ان  الحناء  اذا  وضعت  في الراس  لمدة طويلة  بعد تخمرها فان المواد القابضة والمطهرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الراس من الميكروبات والطفيليات ، ومن الافرازات الزائدة للدهون ، وتعدعلاجا نافعا لقشرة الشعر والتهاب فروة الراس, ويفضل استعمال معجون الحناء بالخل او الليمون ، لان مادة اللوزون الملونةلا تصبغ في الوسط القلوي .

–  يفيد استخدام الحناء في علاج الصداع لكن فائدته ليست مطلقة ، فالحناء لا يعالج كل انواع الصداع  وانما يعالج الصداع الناجم من فرط التوتر الشرياني وذلك بامتلاكه الخاصيتين ، فهو ينظم ضربات القلب ، وينبه القلب من جهة اخرى ، ويسبب ارتخاء العضلات وتوسيع الاوعية الدموية من جهة اخرى .

– تستعمل زهور الحناء في صناعة العطور .

-التخضب بالحناء يفيد في علاج تشقق القدمين وعلاج الفطريات المختلفة.

  • وتستعمل الحناء في علاج الاورام القروح اذا عجنت وضمد بها الاورام .
  • ونبات الحناء يستعمل في غرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان.

الطب  الشعبي : استعملت الحناء خارجيا في غسولات الوجه والشعر ، حيث ان التقاليد والعادات واغلب مجتمعات افريقيا وجنوب وشرق اسيا ،وكذلك في الدول العربية والاسلامية استخدمت للتزيين والظهور بالمظهر الحسن والجميل، واستعمل الحناء لصبغ الشعر والنقش به على الايدي والارجل ، واكدت بعض الدراسات الحديثة لبعض الباحثين ان الحناء تشفي من امراض المعدة وتقوي الطبقة السفلى للجلد وتحمي يدي المرأة من تاثيرات اشعة الشمس الجانبية او الاستعمالات المتكررة واليومية للماء ،وتحتوي الحناء على مواد مطهرة تهاجم الميكروبات والجراثيم ومن الملاحظ في اوساط الفلاحين العاملين في بعض المهن اليدوية الشاقة مثل الحفر والبناء وطلاء الجدران ان الحناء استخدمت بنجاح منذ عقود طويلة على الايدي المتقرحة اوالمتشققة .

وتحضر عجينة الحناء بوضع الماء الدافئ على مسحوق الحناء ويخلط جيدا حتى تتكون عجينة غليظة القوام وتترك لمدة ساعة او ساعتين في اناء زجاجي  في حال استخدام الحناء  للشعر يضاف في هذه الحالة للعجينة البيض لتقوية الشعر ، اما الحناء المخصص للاطراف فيضاف اليها مغلي الليمون الاسود او مادة تسمى (محلبية) او (ورد الحناء) لتغميق اللون وتثبيته .

وزينة  المرأة  القديمة نابعة من الروح وتعبرعن التلقائية والشفافية والاحتشام ، والزينة الشعبية  تعكس اهم جوانب المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ، وتميزت ادوات الزينة بسهولة  التركيب وبساطته لذلك كان النفع اكثر من الضرر.

بالغ الشعراء في التغني بجمال المرأة فكتبوا القصائد في عشق الجمال والزينة ، وارتبطت الكثير من التقاليد والعادات بالزينة الشعبية وبأساليب استخدامها، وصاغت الاجيال البشرية  حياتها وفق احتاجاتها ، وصنع مقومات وجودها تبعا لظروف بيئته الطبيعية والاجتماعية ، ولم يكن  ابداعه لكل جديد الا ليؤكد وجوده الانساني ويعبرعن مكنوناته الفكرية والحسية والوجدانية ،ومن  خلال ممارستة لقدراته  العقلية والمادية تتكون ثقافته التي تعبر عن الجانب الفني والاخلاقي في حياته سواء كانت هذه التعبيرات من نتاج تجاربة وتصوراته او انتقلت اليه ثم تعايش معها .

وتعد الحناء خضاب مشهورا ووسيله من وسائل الزينة الشعبية لدى المرأة العربية التي اشتهرت بحبها للحناء ونقشه، وقد تميزت العروس العربية في كثير من الدول العربية وتمشيا مع التقاليد القديمة على الاهتمام بالعروس بحفله خاصة ، حيث يتم تحديد ليلة خاصة بالعروس قبل زفافها باليلة تسمى (ليلة الحناء) وتكلف احدى النساء المتخصصات بتزيين اطراف العروس بالحناء حيث يضفي على يدها وقدميها لونا احمرا زاهيا جذابا استعداد ليلة الزفه ، ويتم توزيع الحناء ايضا على المدعوات تبركا به ، كما ويتم ترديد الاناشيد الجميلة .

والمرأة العربية عرفت منذ القدم بتفننها وتذوقها برسم  الخطوط والنقوش والاشكال بالحناء وتتفنن في اختيار خطوط متقنة غاية في الدقه تمتزج بذوقها واحساسها الجمالي .

والحناء عشب طبيعيي وله  فائدة كبيرة في علاج كثير من الامراض الجلدية ، تدق وتطحن وتعجن مع الماء ولها تاثير في اطالة الشعر وتقويته وانمائه ولمعانه، ومنها الحمراء والسوداء واطيب انواعها اليمنية  وتضع المرأة قشور الرمان المطحون مع الحناء ليقوي جلد الرأس ، او الورد الاحمر بعد غليه لتلوين الشعر او يخلط مع المحلب او الرشوش ، وقبل ان يوضع الحناء على الشعر يوضع الزيت، (دهن الحل )حتى يمنع تقصف الشعر، وبعد ذلك يضفر لمجموعة ضفائر تسمى “سطرة” ويترك الحناء على الشعرلفترة زمنية ويمشط ويضفر الشعر يوميا ،وبعد ذلك يغسل بالماء والصابون .

والحنا ء يوضع على الشعر وتلون به اليدين والقدمان ، كذلك استخدم الرجال الحناء قديما ، كعلاج للتشققات الجلدية التي تحدث باليدين والقدمين نتيجة العمل الشاق بالبحر والبناء ، واحيانا كنوع من الزينة (للعريس) ليلة زفافه حيث تزين قدماه  ويداه .

وتميزت الزينة الشعبية  وادواتها بالبساطة وبسهولة التركيب والاستخدام لتوفر الحصول عليها من البيئة المحيطة ،لهذاكانت اقل خطرا على الجلد والمسامات لعدم احتوائها على مواد كيماوية ، وكانت فائدتها اكثرمن ضررها .

وكانت  المرأة تعتني بجمال كل جزء من جسدها وتجمله بأجمل وأبهى منظر ، واستخدمت  الحناء لشعرها ، وقد ظهرت لنا الكثير من الاشعار التي  تغنت بالجمال والزينة الشعبية وتنافس الشعراء  في وصف جمال المرأة .

اعتنت المرأة قديما عناية كاملة في شعرها ،حيث كان رمزا للجمال والانوثة،لهذا  بالغت  في الاعتناء به، وحرصت  على اطالته وتفضيرة بشكل دائم على هيئة جدائل وساعدها في نمو شعرها هذا عدة  طرق وأساليب .

وهناك مجموعة كبيرة من انواع الحناء المتداولة في الوطن العربي والتي تستورد من اماكن كثيرة من انحاء العالم كاليمن وايران والهند وباكستان وزنجبار ،ومنها الحناء السوداني احمر ماركة تاج القمر وحناء العروسة السوداء وهو ايراني وحناء الكريم الباكستاني والحناء العمانية من انتاج عمان وحناء الامارات وهو باكستاني ،وكلها وغيرها من الانواع ما زالت مصدر اهتمام النساء والرجال على حد سواء .

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه