درّة : رفضت البطولة المطلقة من أجل حياتي الزوجية

ردود الفعل جيدة جداً، ومن أول طرح بعض الصور الخاصة بالكواليس وجدت أن هناك فتيات محجبات كتبن لي أنهن سعيدات لخروج المحجّبة بشكل جميل وليس كما يظهر في بعض الأعمال أنها من بيئة فقيرة وشكلها ليس جيداً، وأنا لا أعتمد في دور “علا” على الشكل كثيراً، فأنا أطوّع مظهري مع الشخصية التي أجسّدها وهذا ظهر من خلال مسلسل “سجن النسا” فقد ظهرت من خلاله بدون مكياج.

شجّعني على المشاركة في “بين السما والأرض” كون المسلسل ١٥ حلقة، وأنني أعتبر نفسي ضيفة شرف فيه وليس فيه أي مط او تطويل وكل شخصية لها قصة، وهو عمل اجتماعي وأنا أحب هذ اللون، والعمل حقيقي وواقعي، إلى جانب أنه من قصة الاديب العالمي نجيب محفوظ، والكاتب إسلام حافظ غيّر كثيراً في العمل.

ألحقيقة أنني كما قلت لك أظهر هنا كضيفة شرف ولقد فضلت أن لا يكون دوري كبيراً جداً هذه السنة، لكي أبقى أكثر مع زوجي في أول سنة زواج، لذلك اخترت عملاً من خمس عشرة حلقة فقط ودوراً محورياً ولكن ليس البطولة المطلقة التي كانت ستستحوذ على كل وقتي.

أظهر محجّبة بمكياج بسيط جداً، والأزياء التي ظهرت بها ضمن العمل بسيطة، وأحببت أن تكون الشخصية بها ذوق ورقيّ، رغم أنها من الطبقة المتوسطة، أو فوق المتوسطة قليلاً، وهي فئة لا نراها كثيراً في الدراما.

نهائياً، فإذا تطلّب دور ألا أكون جميلة به فهذا لا يهمّني، وأنا في فيلم “الكاهن” أظهر بشخصية مختلفة ولا تعتمد على الشكل نهائياً، وليس فيه تغييرات كثيرة في الملابس.

أختار الأدوار بحبي للعمل، فأنا مع كون الفنان يقدّم ما يحبّه، وفي أوقات نضطر لأن نقوم بعمل لا نحبه كثيراً ولكن فيه تفاصيل نحتاج إليها، وعلينا دائماً في اختياراتنا أن نراعي الجمهور ونحترم عقليته، لأن الجمهور عنصر أساسي وأنا بدونه لن أكون نجمة، وهم جزء لايتجزأ عن العمل بالخاص بنا، ونؤثر بشكل إيجابي عليهم بالفن الذي نقدمه بالإضافة للتنوع والتمرد الفني وهو شيء مطلوب جداً للفنانة لأن العمل لا يكون جيداً إلّا بالمجموعة التي تقف أمام الكاميرا وخلفها.

انا أحب الأزياء والموضة وأبرزها في جلسات التصوير أو المهرجانات وظهوري على السجادة الحمراء، وأنا أيقونة للموضة وأخذت مكانة كبيرة في هذا المجال، والأغلبية أشادت بذوقي ولكن في أدواري لا أهتم بالشكل أبداً، بل أقدّم المناسب للشخصية التي أجسدها.

وأسعد بكوني من أيقونات الجمال عند الفتيات، على الرغم من أنها مسؤولية كبيرة لأني عودتهن على كل جميل، وليس مسموحاً لي أن أقدم أقل من المستوى الذي اعتدن أن يرينني به، وهناك من يقول لي إننا نستلهم من فساتينك وهذا ساعدني على أن أكون سفيرة ماركات عالمية في الموضة لا تثق إلا بشخص يكون وجهة جيدة بالنسبة لهم، وأتمنى أن أحافظ على مكانتي تلك.

الجمهور يصنفني بسبب ظهوري بأناقة، وأحب الممثلة الأنيقة، وفي زمن الفن الجميل الممثلات كن يتمتعن بأناقة كبيرة، ولكن أشعر بسعادة كبيرة حينما يقال عني ممثلة قوية، وأرى أن هناك ظلماً أحيانا إذا كانت الممثلة مهتمة بشكلها وظهورها لأن هذا لا يتيح لها أن تثبت موهبتها الفنية، وحينما يأتي لي دور أستطيع أن أثبت فيه موهبتي لا أتردد في قبوله، لأنني أحب التحدي. وأحب أن يقال عني ممثلة قوية، وأيضاً أحب صفة جميلة وانيقة، وأتمنى أن أجمع بين الاثنتين، وأنا منذ بدايتي أحب التمرد والتنوع في الشخصيات التي ألعبها فيمكن إضافة الممثلة المتمرّدة أيضاً.