هل تدمر الشهرة حياة اطفالنا ؟الجوانب النفسية والقانونية المظلمة
"الشهرة المبكرة".. خبراء يحذرون من "تشوهات" نفسية و"فراغ" تشريعي يهدد مستقبل الأطفال المشاهير

آفاق نيوز – في ظل التطور المتسارع لمنصات التواصل الاجتماعي وتحول العديد من الأطفال إلى “صناع محتوى” يحصدون الملايين من المشاهدات، فتح خبراء مختصون في علم النفس والقانون ملفا شائكا طال إبقاؤه في الظل، مسلطين الضوء على الفراغ التشريعي الخطير الذي يترك هؤلاء الأطفال عرضة للاستغلال المادي والضغط النفسي دون حماية واضحة.
وحذر مختصون في الصحة النفسية والاجتماعية من أن الضغط المستمر للحفاظ على بريق الشهرة يؤدي إلى إحداث “تشوهات عميقة” في بناء هوية الطفل؛ إذ يجد الصغير نفسه أمام صعوبة بالغة في الفصل بين شخصيته الحقيقية وتلك الافتراضية التي يراها الجمهور.
ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل حالات من القلق والاكتئاب الناجمة عن “هوس الأرقام” والخوف المستمر من تراجع الشعبية أو التعرض للتنمر الإلكتروني، مما يفرض عليهم عزلة اجتماعية تبعدهم تدريجيا عن بيئتهم الطبيعية وأقرانهم، وتضعهم في مواجهة مبكرة وقاسية مع ضغوط الحياة التي تفوق قدراتهم العمرية.
وعلى الصعيد القانوني
يبرز “الفراغ التشريعي” كأحد أخطر التحديات في هذا الملف؛ حيث تفتقر الساحة الرقمية حاليا لقوانين رادعة تحاكي تلك المعمول بها عالميا في مجال الفن والتمثيل، مثل “قانون كوجان”.
وفي هذا السياق، يشدد الحقوقيون على ضرورة التحرك العاجل لسن تشريعات تلزم بتخصيص نسبة ثابتة من العائدات المالية للطفل في حسابات بنكية مجمدة لا تفتح إلا عند بلوغه سن الرشد.
بالإضافة إلى ذلك، تطالب الأصوات القانونية بتقنين ساعات التصوير والعمل بما لا يجور على حق الطفل الأصيل في التعليم والراحة، وتجريم أي محتوى قد ينتهك براءة الطفولة أو يعرضها للخطر، لضمان ألا تكون هذه الأرباح المادية على حساب مستقبلهم واستقرارهم.
طوق النجاة “كيف ينجون”
وفيما يتعلق بآليات النجاة وسط هذه الأمواج المتلاطمة، يرى الخبراء أن الحل يكمن في منظومة متكاملة تبدأ من الأسرة التي يجب أن تلعب دور “الحارس الأمين” لا المدير المالي، وذلك من خلال فلترة المحتوى والتعليقات المسيئة وتوفير مساحات واسعة للعب العفوي بعيدا عن عدسات الكاميرا.
كما يؤكدون على أهمية إخضاع الأطفال المشاهير لدعم نفسي استباقي وجلسات دورية مع مختصين للحفاظ على توازنهم النفسي، بالتوازي مع حراك مجتمعي ضاغط للدفع نحو إقرار منظومة قانونية تحمي “الطفولة الرقمية” من الاستنزاف، وتضمن لهم عبورا آمنا نحو المستقبل.








