منبر الكلمة

نواف الزيدان .. يَدُلّ الأمريكان .. على عُديّ .. وقُصي

 

عوض ضيف الله الملاحمة

ما أعظم الأوطان ، وما أنذل الإنسان ، الذي يخونها مقابل دُريهمات رخيصة مثله . مثل هؤلاء الخونة لا يستحقون ان يُحسبوا على الإنسانية مطلقاً . لأن الإنسانية الحقة تحكمها مُثل وقيم ومباديء نبيلة . الحيوان ، حتى الحيوان يدافع عن جُحرهِ ، ووكرهِ بكل ما يملك من إمكانيات وقدرات ، وقد يموت دونه .

ما أرخص من يتاجرون بالأوطان ، ويتآمرون عليها ، ويبعونها للأعداء . الوطن حتى لو جار عليك ، وسلبك حقوقك ، الا انه يبقى وطنك ، الذي تأوي اليه ، وتستظل بظله ، وتلوذ اليه عند الشدائد والمِحنْ .

العراق عظيم ، وسيبقى رغم الظُلمة التي تحيق به . العراق العظيم عاش مواطنه برخاء ، وخير عميم . ولمن لا يعلم فإن المواطن العراقي ، لم يُشغله (( تعليم أبنائه )) من الحضانة وحتى درجة الدكتوراة من الجامعات العراقية او العالمية . لأن العراق كفِل التعليم لكافة أبنائه . كما لم يكن العراقي يحمل همّ (( العلاج الطبي )) مطلقاً ، لأن العراق العظيم كَفِل حق المعالجة للمواطن العراقي سواء كان العلاج داخل العراق او خارجه ، ومهما بلغت تكلفة العلاج . كما يعرف كل متابع للشأن العراقي ما كان يُسمى ب (( الحصة التموينية )) ، حيث كان العراق يوزع على كافة مواطنيه حصة تموينية شهرية تتكون من حوالي ( ٢٨ ) مادة تموينية ، تكفي لكافة أفراد الأُسرة ، ومجاناً ، من المواد الغذائية حتى مواد التنظيف . ولحفظ كرامة العراقي كان يتم استلام الحصة التموينية من الدكان الأقرب لبيته بنفس الحي الذي يسكنه .

كما كان العراق العظيم يدعم الكِتاب ، ويطرح الكتب بأسعار رمزية زهيدة لأن الدولة العراقية قبل الإحتلال عام ٢٠٠٣ ، كانت تدعم الكتاب ، وللتدليل على حجم الدعم ، ان الكتاب الذي كان يُباع بسعر ( ٧ ) دنانير أردنية مثلاً ، كان يُباع في العراق ب ( ٧٥, . ) دينار عراقي في السبعينات من القرن الماضي .

وتم إحتلال العراق عام ٢٠٠٣ ، وانهار العراق تماماً ، فاصبح بدون مؤسسات ، ولا وزارات ، ولا جيش ، ولا أمن . حيث تم تدمير العراق تدميراً ممنهجاً ، دافعه الحقد ، وغايته إخراج العراق من مصاف الدول الناهضة . والأهم إخراج العراق من ثقله الإقليمي بتدمير كافة قدراته ليتم تحييده في الصراع العربي الإسرائيلي .

بعدها إنتشر العملاء ، وسادت خيانة الوطن ، ووجد الخونة ضالتهم وفرصتهم للتكسب . والأبشع ان تصل الخيانة بالبعض الى الوشاية للأمريكان الذين كانوا يعيثون بالعراق تدميراً وسلباً ونهباً . فاستغل الأعداء ضعاف النفوس من العراقيين وتم إغرائهم ليرشدوا الأعداء الى مكان تواجد إبني الشهيد الحي / صدام حسين ، وحفيده .

بكل تباهٍ ، وفخر أعلن العميل / نواف الزيدان أنه أرشد الأمريكان الى مكان تواجد عديّ ، وقصي ، ومصطفى ، حيث لجاؤوا الى قصره في الموصل . فغدر بالذين إستجاروا به .

إسمعوا ما قاله / نواف الزيدان حرفياً وباللهجة العراقية ، في تسجيل بالصوت والصورة :— [[ الصحفي : حَدِّثنا عن موضوع إستضافتك الى عدي وقصي صدام حسين عندك في المنزل ، والأحداث التي جرت بعد الإستضافة في المنزل ؟ نواف يُجيب : رحت على الأمريكان ، وقال لي شعندك ؟ قلت له : عندي قصي وعدي بالبيت . قال لي : شنوه ؟ وقف على حيله ، تخبّل . وصار إتفاق بيني وبينهم ( يعني الأمريكان ) . الصحفي : اللي حط إيده بيد الأمريكان ، وساهم بشكل مباشر او غير مباشر في غزو العراق خاين واللا مو خاين ؟ نواف : هذا الحگي عيب ، هذا الكلام عيب . اللي تكلم يطلع ، يصير زلِمه ، أخو خيّته ، وإلّا ، تروح ناس من وراه ]].

هذا ما فعله العميل المدعو / نواف الزيدان ، الذي إعترف بلسانه بعد ( ٢٢ ) عاماً ، وقال حرفياً : (( أنا من دللت الأمريكان على عُديّ ، وقُصيّ ، أبناء الشهيد / صدام حسين )) .

نواف الزيدان ، كان صديقاً مُقرّباً من عائلة الشهيد / صدام حسين . وكان / نواف يدعي أنه من عشيرة الشهيد / صدام حسين ، وكان يقول ذلك الى جيرانه ، غير ان العشيرة نفت ذلك الإنتساب . كان نواف يُؤوي عديّ وقُصيّ ، وإبن قصي مصطفى البالغ من العمر ( ١٤ ) عاماً ، وحارسهما / عبدالصمد الحدّوشي ، في قصره ، في حيّ البريد ، في شمال شرق الموصل ، لمدة ( ٣ ) أسابيع تقريباً . وذهب وهو بكامل إرادته ، وأعلن عن خيانته لوطنه ، وأبناء وطنه وقدّم للأعداء هدية ثمينة لم يكونوا يحلمون بها . قدّم ذلك طوعاً طمعاً بالمال والثروة .

حصل نواف الزيدان من الأمريكان على مبلغ ( ٣٠ ) مليون دولار مقابل إرشاده الأمريكان عنهم . باعهم بثمنٍ رخيص بخس يتناسب مع إنحطاط قيمه .

قالها بفخر ، وزهو ، وخيلاء . يا لك من رخيص ، يا لك من وضيع ، يا لك من عميل ، يا لك من خائن . إذا كنت تفتخر بخيانتك ، من أي جِبِلّةٍ انت !؟ أكاد ان أُقسم ان الدم العراقي لا يسري في عروقك . أُقسم انك لا تحمل جيناً عراقياً واحداً ، لأن الجين العراقي جين أبطال شجعان شرفاء لا يحمل الخِسة والنذالة والرُخص ، أبداً .

إستبسل عديّ وقصي ، إبني الشهيد / صدام حسين ، وحفيده مصطفى وقاوموا ، وقاتلوا المحتل الأمريكي بشجاعة وجرأة وإقدام لساعات طويلة . هم أبناء العراق ، وهم عراقيون بالدم والمولد والنشأة . هم من العراق ، فلو كنت يا / نواف الزيدان ، تحمل نُبل العراقيين ، لما أرشدت ووشيت عليهم للعدو الذي يحتل العراق .

هذه خيانة وطن ، هذه خيانة للعراق العظيم ، بدون اي جدال ، او نقاش . خيانة فاقعة ، فاضحة ينبذها الشرفاء من العراقيين . والغاية رخيصة ، ودنيئة تشبه صاحبها .

حكاية خيانة سجلها التاريخ ، والتاريخ لا ينسى ، ولا يرحم . وسوف تُقبر يا نواف الزيدان ، وستذكر الأجيال خيانتك لوطنك ، وستبقى وصمة عارٍ في جبينك وهامتك التي طأطأتها للعدو طمعاً بالمال .

رحم الله كل شهداء العراق ، وشهداء الأمتين العربية والإسلامية . وخسيء العميل / نواف الزيدان وأمثاله ، ومن شابهه بأفعال الخِسّةِ والنذالة . كيف له ان يغدر بدخيله ويشي به وهو قد التجأ الى بيته لحمايته فيغدر به . هل هذه من صفات العرب الأقحاح ؟ العروبة وقيمها بريئة من هؤلاء .

وأختم بثلاثة أبياتٍ من الشِعر :—

> قال الشاعر الكبير / نزار قباني :—
أُهجر قصور الذلّ لو هي من ذهب / وأسكن بيوت العزّ لو كانت من خراب .

> كما قال الشاعر / مُرّه بن ذهل :—
وأجمل من حياة الذلّ موتٌ / وبعض العار لا يمحوه ماحٍ .
> وقال :— المتنبي :-
ذلّ من يغبط الذليل بعيشٍ / ربّ عيشٍ أخف منه الحِمامُ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى