منبر الكلمة

قطر أتعبتم من سينضم بطولات بعدكم ….

رغم أنني كنت من متابعي كرة القدم منذ فترة مضت إلا أنني ابتعدت عنها كثيرا حاليا وذلك لأسباب كثيرة منها تغيّر الاهتمامات وكثرت المشاغل والإلتزامات ولاشك ان التقدم في العمر له دور بذلك ايضا
لكن مهما حاولت ان تبتعد عنها ستجد نفسك مجبراً على متابعتها
فإذا ذهبت للسهرة مع اقربائك واصدقائك ستجد انك امام شاشة تبث دوري أوروبي او عربي او محلي
واذا دخلت عند الحلاق ستجد نفسك مضطرا لحضور الدوري المصري
وحتى بالمطاعم والمقاهي تحاصرك الكرة من كل صوب بل وحتى في بيتك فلا مفر منها
وخلال السنوات القليلة الماضية عشنا بطولات كبيرة:
كأس العالم 2022
كأس آسيا
كأس الخليج
وآخرها في الأمس كأس العرب
وكان الجامع بينها جميعاً قطر
دولة صغيرة بمساحتها وعدد سكانها لكنها كبيرة بفكرها ورؤيتها وقيادتها ومؤسساتها
سخّرت كل إمكانياتها بحيث تظهر هذه البطولات بأبهى صورة حيث رأى العالم دقة التنظيم و العمل المتقن و إدارة تعرف ماذا تريد حتى صارت مثالا يُحتذى به.
وفي كل البطولات رأينا الجمهور القطري وهو يرسل رسالة لكل العالم كيف يكون الجمهور سنداً و عوناً في نجاح دولته فجميعهم شركاء في الإنجاز وكما يقال :
السمعة للجميع والسترة للجميع
جمهور يتواجد في كل المباريات سواء المباراة له او لغيره
أثبتوا إن التشجيع لم يكن يوماً صراخاً ولا سبّا
بل ان التشجيع أخلاق وسلوك يعكس تربية الشعب
يحضرون بلباسهم التراثي وبكامل أناقتهم حتى تظن انهم ذاهبون لحضور حفلة زفاف
يحترمون الخصم والمكان حفاظا على سمعة بلدهم.

هكذا قدّموا صورة مشرفة لبلدهم وتربيتهم في وقت نرى كثير من الجماهير العربية والعالمية تتباهى بفوضويتها وانعدام أخلاقها وتربيتها فأساءوا لأنفسهم ولسمعة دولهم

فشكرًا لقطر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله وشكراً للقيادة القطرية وللشعب القطري على هالنجاح الكبير
وأعتقد انهم أتعبوا من سينضم بطولات بعدهم في محاولة للوصول لمستواهم في التنظيم والترتيب فقد أبهروا العالم في كل شيء
وأثبتوا إن التأثير والنجاح لا يقاس بالمساحة بل يقاس بالرؤية الواضحة والعمل المتقن

ونحيي منتخبنا الوطني الأردني الذي لم يصل إلى ما وصل اليه مصادفة ولم تكن هذه الإنجازات هدية من احد بل وصل بعرق الجبين وبتضحيات واصرار اللاعبين على الإنجاز بالرغم من محدودية الإمكانات وثبتوا وتفوقوا امام منتخبات تملك المال والدعم والإعلام وهم لا يملكون إلا حب الوطن والعزيمة ورفعوا راس كل أردني داخل البلد وخارجها.
واستطاعوا ان يحصلوا على وصافة كأس العرب ووصافة كأس آسيا والوصول لكأس العالم وهي حصيلة تضحيات وصبر ونفوس ما تعرف الانكسار وأثبتوا أن النشامى إذا عزموا كتبوا اسم الأردن بين الكبار مهما كانت الإمكانيات قليلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى