
آفاق نيوز – أبو المرصاد
في “بخبخة” درامية أقرب إلى الكوميديا السوداء من السياسات المائية، طلعت لجنة فنية أردنية-سورية باتفاق عجيب: مشروع “استمطار” فوق حوض اليرموك. شِكلهم قرروا يخاطبوا السما، بدل ما يفتحوا السدود المسكّرة بجنوب سوريا، واللي حاجبة المي عن سد الوحدة ومخلّية شمال الأردن يعطش!
شكله الغيم صار أسهل حوار من البشر، والبرق أكثر شفافية من الاجتماعات. فبدل ما يواجهوا الواقع ويزيحوا السدود اللي بتنصبها سوريا على روافد اليرموك منذ 50 سنة، وبتقطع المي عن سد الوحدة، قرروا يحكوا مع السما. منتهى الواقعية فعلاً!
الاجتماع اللي صار بدمشق، واللي فيه عبّر المسؤولون عن “سعادتهم بالجهود المشتركة” – ما حكوش إذا الغيم حضر الجلسة، أو إذا المطر بدو يمرّ من معبر حدودي بتفتيش مسبق.
السؤال اللي بوجّع: ليش بنطلب من الغيم اللي ما بنقدر نطلبه من بعضنا؟ ليش بنستجدي من السما، بدل ما نفتح الحنفية المسكّرة بسياسة؟ وبتتخيّلوا بعد شوي يصير في لجنة مشتركة للشؤون الجوية، تترأسها الرياح وتوقّع عليها الرطوبة النسبية؟
إحنا بزمن صار فيه التعاون العربي زي الطقس: صعب التنبؤ فيه… ولا بتقدر تعوّل عليه. وقتها، بيصير الاستمطار مش خيار مناخي… بل خيار سياسي بامتياز.









