الخطة الإسرائيلية لبناء “مدينة إنسانية” على أنقاض رفح.. الجيش يعارض ونتنياهو غاضب

اَفاق نيوز – أثارت خطة “المدينة الإنسانية” منذ طرحها من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس جدلا متناميا على المستويات السياسية والأمنية، وأهمها الإنسانية. الخطة هاجمتها منظمات وهيئات دولية، ووصفتها بأنها ترجمة مباشرة لخطط تهجير أهالي القطاع ومنعهم من العودة لمنازلهم، تمهيدا لإجبارهم على المغادرة. أما إسرائيليا، فيخوض المستويان السياسي والعسكري نقاشات جادة بشأن جدواها، حيث يعتبر الجيش أنها ستمهد لتأسيس حكم عسكري في القطاع وستحد من قدرته على تنفيذ مهامه المتمثلة بقتال حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين.
شهدت جلسة المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” مساء الأحد، جولة نقاشات حادة ومحتدمة بشأن خطة إنشاء ما يسمى “المدينة الإنسانية” جنوب القطاع.
خلال الجلسة، عرض ضباط كبار في الجيش خطة محدثة لإنشاء المدينة، تظهر أن بناءها سيستغرق أكثر من عام، بخلاف تقارير سابقة أوردها وزير الدفاع بأنه لن يستغرق أكثر من ستة أشهر. الخطة تضمنت أيضا تكلفة إنشاء هذا المشروع، الذي سيتم بناؤه على أنقاض مدينة رفح التي دمرها الجيش الإسرائيلي بشكل كلي، التي ستكلف مليارات الدولارات، بعكس التقديرات السابقة أيضا.
خطة الجيش “المحدثة” أثارت نقاشا محتدما، حيث إنها لا توائم مطالب الحكومة بشأن السرعة في إنشاء المدينة، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء أعرب عن إحباطه من الخطة، قائلا “هذا ببساطة غير واقعي. طلبت حلاً يمكن تنفيذه ضمن إطار زمني معقول”.
بالنسبة ليديعوت أحرونوت، أثارت التقديرات الواردة في خطة الجيش غضب نتنياهو، الذي طالب الضباط بخطة أخرى محددا أنها “يجب أن تكون أقصر، وأقل كلفة، وعملية أكثر”.
الصحيفة أشارت إلى أن المشاركين في الاجتماع سادهم شعور بأن الجيش يسعى إلى إفشال فكرة إقامة “مدينة إنسانية”، والتي تواجه بالفعل انتقادات دولية واسعة، ولهذا يعرض خطة غير واقعية.
يذكر أن المؤسسة العسكرية انتقدت بالفعل إنشاء المدينة الإنسانية، واعتبرتها بداية لإقامة حكم عسكري في غزة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، واجه رئيس الأركان إيال زامير، نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بشأن هذه القضية داخل اجتماعات الكابينت، وأكد أن تجهيز المنطقة يحد من قدرات الجيش على تنفيذ مهامه في القطاع، وعلى رأسها القتال ضد حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين.








