منبر الكلمة

د. جادالله الخلايلة… قصة مثابرة تُتوَّج بالثقة

 

اَفاق نيوز – حين تتخذ القرارات الكبرى في وطننا، غالبًا ما تُفتح أبواب النقاش والجدل، ويُطلق الشارع الأردني العنان لملاحظاته وانتقاداته، لكن ما حدث مع تثبيت الدكتور جادالله الخلايلة مديرًا عامًا لمؤسسة الضمان الاجتماعي كان استثناءً لافتًا؛ إذ استقبل الأردنيون الخبر برضا واسع وصمتٍ إيجابي، دون أن يعلو صوت معترض أو منتقد.

والسبب ببساطة أن الرجل لم يهبط على الموقع بقرار مفاجئ أو بترشيح من خارج المؤسسة، بل جاء من رحمها، وتدرج في سُلّمها الوظيفي، حتى شغل منصب المدير العام بالإنابة، ثم حاز الثقة بالتثبيت رسميًا.

ما جعل هذا التعيين مقبولًا إلى هذا الحد هو أن جادالله الخلايلة ليس مجرد إداري يجلس خلف مكتبه، بل هو ابن قرية أردنية خرج منها شابًا مثابرًا ومكافحًا، يعرف معنى الكدّ والاجتهاد، ويُشبه في مسيرته معظم أبناء الشارع الأردني الذين يؤمنون بأن الجدّ والعمل هما الطريق الوحيد للصعود.

هذا القرب من الناس، وهذه الحكاية التي تبدأ من البساطة والقرية، جعلته قريبًا إلى القلوب، فهو يشبههم في الأصل والمسار، قبل أن يشاركهم اليوم مسؤولية إدارة واحدة من أهم المؤسسات الوطنية.

من يعرف د. الخلايلة أو تعامل معه، يشهد له بالتهذيب ودماثة الخُلق، إلى جانب علمه وخبرته. وحين تجتمع هذه الصفات في قائد لمؤسسة بحجم الضمان الاجتماعي، يشعر الناس أن القرار وُضع في مكانه الصحيح. فالضمان ليس مجرد أرقام ومعاملات، بل هو مظلة أمان لملايين الأردنيين، وإدارته تحتاج إلى من يجمع بين الكفاءة والإنسانية.

في بلد اعتاد أهله على انتقاد التعيينات، يشكّل الرضا الشعبي الواسع رسالة بليغة: إن الشارع لا يعترض لمجرد الاعتراض، بل يبحث عن نموذج يُشبهه ويثق به. ومع د. جادالله الخلايلة، وجد الناس نموذج الموظف الأردني الذي شقّ طريقه بتدرج وصبر، دون ضوضاء أو محسوبيات، حتى وصل إلى موقعه الطبيعي.

الشاهد بذلك ان  تعيين د. جادالله الخلايلة لم يكن مجرد قرار إداري، بل كان قصة نجاح جماعية يتقاسمها مع الأردنيين، ورسالة تقول إن المثابرة والأخلاق لا بد أن تُتوَّج بالثقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى