عربي و دولي

بي بي سي: الدمار في غزة من منظور شاهد عيان بعد عامين

آفاق نيوز – نشرت “بي بي سي” الإنجليزية تقريرا حول قطاع غزة، بعدما سمحت سلطات دولة الاحتلال بدخول بعض ممثلي الصحافة الأجنبية للقطاع، جاء فيه:

من فوق أحد السواتر الترابية المطلة على مدينة غزة، يمكن رؤية حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب. فغزة التي كانت على الخرائط وفي الذاكرة لم تعد موجودة، واستُبدلت بمنظر أحادي اللون من الركام يمتد بامتداد الأفق، من بيت حانون شمالاً حتى غزة المدينة جنوباً.

الجيش الإسرائيلي نظّم جولة محدودة لعدد من الصحفيين، بينهم مراسل “بي بي سي”، إلى المنطقة التي تسيطر عليها قواته داخل القطاع، في ظلّ استمرار حظر التغطية المستقلة داخل غزة. الجولة كانت تحت رقابة عسكرية مشددة ولم تشمل أي تواصل مع الفلسطينيين، فيما خضعت المواد المصورة للمراجعة المسبقة من قبل الرقابة الإسرائيلية، مع تأكيد “بي بي سي” احتفاظها بالتحكم التحريري الكامل.

الناطق العسكري الإسرائيلي، المقدم نداف شوشاني، قال إن مستوى الدمار “لم يكن هدفاً بحد ذاته”، مضيفاً أن “كل بيت تقريباً كان يحتوي على بئر نفق أو متفجرات أو موقع قناص”. وأوضح أن قرب هذه المناطق من الحدود الإسرائيلية جعلها “تهديداً مباشراً للمدنيين”، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر الذي أودى بحياة أكثر من 1,100 إسرائيلي وأدى إلى احتجاز 251 رهينة.

في المقابل، أعلنت الصحة في غزة، أن عدد القتلى في القطاع تجاوز *68 ألف شخص* منذ بدء الحرب.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، عُثر في هذه المنطقة على جثامين عدد من الرهائن، بينهم الجندي إيتاي تشين الذي أعادته حماس مؤخراً إلى إسرائيل، بينما لا يزال البحث جارياً عن سبعة آخرين مفقودين.

القاعدة العسكرية التي زارها الصحفيون تقع على مقربة من ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” – وهو الحد المؤقت الذي أقره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضمن خطته للسلام، ويفصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل وتلك التي لا تزال تحت سيطرة حماس. ومع أن وقف إطلاق النار دخل شهره الأول، يقول الجيش الإسرائيلي إنه ما زال يشتبك مع عناصر حماس على طول هذا الخط “بشكل شبه يومي”، فيما تتهم الحركة إسرائيل بخرق الهدنة “مئات المرات”، مشيرة إلى سقوط أكثر من 240 قتيلاً منذ إعلان التهدئة.

وأكد شوشاني أن إسرائيل “ملتزمة بخطة السلام الأميركية” لكنها “لن تنسحب قبل التأكد من زوال خطر حماس”. وأضاف: “حماس ما زالت مسلحة وتحاول فرض سيطرتها على غزة، وتقوم بعمليات إعدام ميدانية لبثّ الرعب في صفوف المدنيين.”

وتتضمن المرحلة التالية من الخطة الأميركية مطالبة حماس بتسليم سلاحها ونقل السلطة إلى لجنة فلسطينية بإشراف شخصيات دولية، بينهم ترامب نفسه. غير أن مؤشرات ميدانية، بحسب الجيش الإسرائيلي، تفيد بأن الحركة تعمل على إعادة التسلح بدلاً من نزع سلاحها.

وتشير وثائق حصلت عليها “بي بي سي” إلى أن واشنطن دفعت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يمنح تفويضاً لمدة عامين لقوة دولية تتولى حفظ الأمن في غزة والإشراف على عملية نزع سلاح حماس. لكن تفاصيل هذه الخطة لا تزال غامضة، إذ لم يُحسم بعد من سيشارك في القوة الدولية، ولا متى ستنسحب القوات الإسرائيلية، أو كيف ستُشكل الإدارة الفلسطينية الجديدة للقطاع.

وبينما يتحدث ترامب عن رؤيته لغزة “كمركز اقتصادي متطور في الشرق الأوسط بتمويل دولي”، تبدو الحقيقة على الأرض مختلفة تماماً: مدينة مدمَّرة بالكامل، تتأرجح بين أطلال الحرب وطموحات خطط إعادة الإعمار، وسط تساؤلات جوهرية حول الدور الذي سيلعبه الفلسطينيون في تقرير مصيرهم ومستقبل أرضهم.

أمد/ غزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى