موزاييك

بعد سنوات من الفراق.. كيف جمع حب المراهَقة هذا الثنائي من جديد؟

هل يمكن أن يصمد حب المراهَقة في وجه الزمن؟ 

 

اَفاق نيوز – مع مرور السنوات وغياب التواصل، قد تبهت الذكريات وتختفي المشاعر. ولكن هذا لم يكن حال الشابة الأمريكية كيري كانينغهام (14 عامًا آنذاك) والشاب البريطاني ديرك ستيفنز (15 عامًا)، اللذين جمعتهما الصدفة في صيف 1993 خلال رحلة عائلية في قلب أوروبا.

لم تكن كانينغهام متحمسة للرحلة، ولكنها لم تكن تعلم أنّها ستغير حياتها للأبد.

وكانت الأيام الأولى من الرحلة خالية من الأحداث من وجهة نظر كانينغهام.

وتجولت الشابة في المملكة المتحدة وهي تتذمر، ومن ثم صعدت على متن عبّارة مع باقي المشاركين في جولة من دوفر في إنجلترا إلى كاليه بفرنسا.

ومع أنّها كانت سعيدة بوجود اثنتين من أخواتها في الرحلة معها، إلا أنّها شعرت بالاستياء من وجودها هناك، إلى أن رأت ستيفنز.

واستذكرت كانينغهام ذلك اليوم قائلةً: “تحسنت الأمور على الفور”.

وقالت كيري: “لم ألتق بشخص في مثل سني يشعر بالراحة مع نفسه وعائلته من قبل، وشخصًا تقباني وعائلتي لهذه الدرجة.. كان كل شيء سهلاً وممتعًا. كنّا نفهم بعضنا البعض، وكانت هناك جاذبية قوية جدًا بيننا”.

أوروبا
صورة تجمع الثنائي خلال رحلتهما العائلية في أوروبا.Credit: Courtesy Kerri Cunningham and Dirk Stevens

صيف لا يُنسى

في نهاية جولة استمرت لأسبوعين وجمعت بين العائلتين في إيطاليا، وعد الطرفان بالبقاء على اتصال مع الآخر، وكانت هناك خطة للالتقاء في الصيف التالي.

ومع ذلك، لم يكن الوداع بين الشابين سهلاً. بل كان “فظيعًا”، بحسب تعبير ستيفنز.

ومنذ تلك اللحظة، واصل الثنائي تبادل الرسائل، وقصاصات المجلات، والتفاصيل عن حياتهما، بينما كانا يترقّبان بشوق لقائهما المقبل في منزل الشابة في لونغ آيلاند، بولاية نيويورك الأمريكية.

وعند وصوله لأمريكا، قضى الثنائي كلّ لحظة معًا. كانا يذهبان إلى الشاطئ سويًا، وكان ستيفنز يرافق كانينغهام عند ذهابها لوظيفتها الصيفية.

وقالت كانينغهام: “كنّا نحب بعضنا البعض وكنا أصدقاء رائعين، لكننا كنا نعيش على بُعد مسافة كبيرة جدًا، ولم نفكّر يومًا أننا سنكون معًا.. أعتقد أننا كنا نقول لأنفسنا: كيف سيكون ذلك ممكنًا؟ كنا مجرد مراهقين”.

وعندما حان وقت الوداع عند وصول زيارة ستيفنز إلى نهايتها، كان الثنائي قد تقبّلا أنّهما لا يستطيعان أن يكونا معًا.

أوقات مُتغيّرة

بعد قضاء الصيف في نيويورك، واصل الثنائي تبادل الرسائل والتحدث عبر الهاتف. لكن مع اقتراب نهاية المرحلة الثانوية، بدأت وتيرة هذا التواصل تتباطأ تدريجيًا حتى انقطعت نهائيًا بعد تخرجهما.

ولكن بفضل استمرار العلاقة بين عائلتيهما، كانا يتلقيان أخبارًا عن بعضهما البعض بشكل منتظم وغير مباشر.

أوروبا
صورة تجمع كيري وديرك في باريس، فرنسا.Credit: Courtesy Kerri Cunningham and Dirk Stevens

خلال عامها الأول في الجامعة، فقدت كانينغهام والدها بسبب مرض عصبي نادر، ما شكّل صدمة كبيرة لها.

وفي الوقت نفسه، أُلغيت رحلتها المخططة إلى باريس بسبب هذا الحدث.

سمعت والدة ستيفنز بشأن إلغاء إجازة كانينغهام، واقترحت أن تأخذ الشابين إلى باريس لإعادة ترسيخ التواصل بين الثنائي.

وافقت كانينغهام على الخطة بتشجيع من والدتها، وبدأت تتواصل مع ستيفنز مجددًا عبر البريد الإلكتروني.

وعندما استقبلها ستيفنز في المطار فبراير/شباط 2001، شعرت كانينغهام أن هذا اللقاء سيخفف من حزنها، وكان محقة بشأن ذلك.

رُغم مرور 7 سنوات على لقائهما، لم يشعر الثنائي بافتراقهما للحظة واحدة.

وقال ستيفنز: “كنا مختلفين، لقد كبرنا قليلاً.. وكانت كيري أجمل”.

وأضافت كانينغهام: “تزامنت الرحلة مع أسبوع عيد الحب.. كان لقاءً رومانسيًا للغاية”.

اتجاهات مختلفة

بعد رحلة باريس، عادت كانينغهام إلى نيويورك، بينما عاد ستيفنز إلى المملكة المتحدة. واتخذ كلّ منهما مسارات مختلفة خلال فترة العشرينات من عمرهما.

تزوج ستيفنز وأنجب ثلاثة أطفال، بينما وقعت كانينغهام في حب شخص من لونغ  آيلاند، يُدعى دين.

ظلّت العائلتان على تواصل، مع تبادل الزيارات والمشاركة في مناسبات مهمة، مثل حفلات الزفاف.

واجه الثنائي صعوبات كبيرة في حياتهما، إذ تم تشخيص ابنة ستيفنز بمرض نادر، وتوفيت والدته.

وفي الوقت نفسه، أُصيب زوج كانينغهام بمرض دماغي خطير وتوفي بعد فترة.

بعد وفاة زوجها، شعرت كانينغهام بالضياع، ومرت بفترة صعبة، ثم قررت السفر إلى إيرلندا مع عمتها.

تواصل ستيفنز مع كانينغهام حينها، واقترح الانضمام إليهما في العاصمة، دبلن، بصحبة والده.

في الواقع، كان ستيفنز منفصلاً عن زوجته وكان يمرّ بمرحلة الطلاق، ولكنه لم يخبر ستيفنز  بذلك، إذ أنه أراد إحياء التواصل مع الأصدقاء القدامى فحسب مع انهيار زواجه.

أوروبا
صورة تجمع الثنائي في إيرلندا في العام 2019.Credit: Courtesy Kerri Cunningham and Dirk Stevens

كان هذا اللقاء بمثابة فرصة لإعادة اكتشاف بعضهما البعض بنضج أكبر، حيث أدركا أن مشاعرهما لم تختف، بل كانت تنتظر الوقت المناسب.

ولم يمض وقت طويل حتى عرض ستيفنز على كانينغهام منح علاقتهما فرصة جديدة.

وقالت كانينغهام: “كنت أعلم أنه يجب أن أمنح علاقتنا فرصة حقيقية، لأن شيئًا أكبر بكثير جمعنا من جديد”.

واليوم، وبعد 6 سنوات من لقائهما في إيرلندا، يعيش كلاهما كثنائي في الأربعينيات من العمر.

تعمل كانينغهام في الولايات المتحدة بينما يعيش ستيفنز في المملكة المتحدة مع أطفاله. ومع ذلك، ينجح الثنائي في التنقل بين القارتين، حيث تستمتع كانينغهام بقضاء الوقت مع أطفاله.

وخلال هذه السنوات الستّ، ساعد كل منهما في إعادة بناء حياة الآخر، واحتضان الحاضر، والانطلاق نحو مستقبل جديد معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى