
باسل رفايعة
“اللوبي القطري” في أميركا موّلَ مظاهرات الطلبة في الجامعات المتضامنة مع غزة، ويدعم المؤسسات التعليمية المناوئة لإسرائيل، ويدفعُ بسخاء شديد أموالًا لعشرات الإعلاميين والمؤثرين المعارضين للدعم المالي والعسكري الأميركي، غير المحدود لحكومة بنيامين نتنياهو..!.
على هذا النحو، تهذي تشكيلات الدعاية الصهيونية في المراكز الإعلامية و”التايم لاين” الأميركي، لتشتيت التركيز على نفوذ اللوبي اليهودي “أيباك”، ولتخفيف الاحتقان الشعبي على تعاظم سطوته في الحياة الأميركية، خصوصًا خلال العامين الماضيين..!.
السذاجة التي تعني الإفلاس، اخترعت هذه المقارنة بين “لوبي” يضم في عضويته نحو خمسة ملايين أميركي متصهين (كثير منهم يحمل الجنسية الإسرائيلية)، ويهيمن على البيت الأبيض، والكونغرس والبنتاغون والمجالس المحلية في الولايات، وعلى الاقتصاد والإعلام والسينما وغيرها، وبين دولة عربية صغيرة، صعدت في المشهد الدولي، بفضل قوتها الإعلامية، وحضورها السياسي في الوساطة التفاوضية لتبادل الأسرى، ومحاولات وقف الإبادة.
واقعيًّا وقانونيًا، لا تستطيع قطر منح أية أموال لسياسيين وإعلاميين إلا بتصريح من وزارة العدل الأميركية، وللمفارقة، ترفض كل اللوبيات الصهيونية التسجيل لدى هذه الوزارة..!.
إلى ذلك، تُسمي الدعاية الصهيونية الإعلامي الشهير تاكر كارلسون بـ”تاكر قطرلسون”. ووسط تزايد السخط على التمويل الأميركي للإبادة، لا تجد تهمة أسهل من “التمويل القطري” لمؤثرين وصحافيين أميركيين، أمثال آبي مارتن، وجينك أويغور، وآنا كاسباريان، وكانديس أوينز، ومعهم طبعًا مهدي حسن، وينطلق التشكيك به من كونه موظفًا سابقًا في “الجزيرة”، وفي الخلفية لأنه “مسلم”..
“التمويل القطري” واختراع “لوبي” عربي مسلم في مواجهة “لوبي” يهودي، يتكرران في نشاط الـ”هسبارا” والمؤثرين الأميركيين أصدقاء نتنياهو، وبعضهم يتقاضى سبعة آلاف دولار منه مقابل كل منشور دعائي، وثمة أبواق صهيونية مكرسة، مثل مارك ليفين، وهذا وصفَ دونالد ترامب بـ”أول رئيس يهودي للولايات المتحدة” منوّهًا بدعمه الاستيطان في الضفة الغربية، وتزويد إسرائيل أحدث الأسلحة الأميركية، وكذلك، ضرب المشروع النووي الإيراني، ومثله الناشطة العنصرية لورا لومر التي تفخرُ بأنها “عدوّة المسلمين والمهاجرين”، وتدعو لاستئصال “سرطان الإسلام”..!.
كلُّ ذلك، لأنّ جماعات الضغط الصهيونية تعيش أسوأ مراحلها في الانكشاف المترافق مع صلافة أدواتها في تحدي الأميركيين: “ضرائبكم لحروبنا” و “مسيحيّتكم مسخّرة لإسرائيل” و”انجيلكم مُعادٍ للسامية”..!.
غير أنّ الصحوة في صعود مدهش، تحملها وطنية أميركية، لم تعد تحتمل صهينة طبقة المليارديرات، وأباطرة الإعلام والتكنولوجيا، وساسة “أيباك”، وطالت هذه اليقظة طبقة “أصدقاء إسرائيل المعتدلين”، آخرهم النائب الديمقراطي سيث مولتون، المرشح لعضوية مجلس السيناتورات في ولاية ماساشوتس، وقد أعلن اليوم أنه “يرفض تلقي أي تبرع من أيباك، وسيعيد كل الأموال التي تلقاها منها لحملته الانتخابية”.








