
اَفاق نيوز – لم تُبد أي حكومة في العالم موافقة على هذه الطروحات حتى الآن، لكن شركات خاصة تكثف جهودها وتجمع التمويل بهدف تطوير تقنية مثيرة للجدل تعرف بـ”هندسة الطاقة الشمسية”. وتَعد هذه الشركات بأنه عبر تحويل جزء من أشعة الشمس بعيدا عن الأرض، قد تقدم حلا لمشكلة تغير المناخ. لكن يبقى السؤال: هل هذه الأفكار بالفعل خيارا صائبا؟
الملايين بدأت تتدفق
فقد جمعت شركة Make Sunsets الأمريكية أكثر من مليون دولار من المستثمرين، أما شركة منافسة تُدعى “Stardust”، جمعت 75 مليون دولار لتطوير طريقة أكثر تقدما للهندسة الشمسية، وتقول إنها ستكون جاهزة بحلول نهاية العقد، رغم تعهد مؤسسيها بعدم تشغيلها إلا إذا طلبت ذلك حكومة رسمية.
غياب التشريعات
ومع غياب قوانين واضحة، لا تملك أغلب حكومات العالم تنظيمات خاصة بهذه التقنيات، رغم وجود معاهدات دولية وقوانين متفرقة قد تنطبق عليها.
واقترح بعض الباحثين عدة طرق لعكس أشعة الشمس، منها نشر جسيمات في الستراتوسفير أو جعل السحب أكثر انعكاسا، أو حتى إطلاق مرايا فضائية عملاقة.
مخاطر كبيرة
لكن الخبراء يحذرون من أن هذا النوع من الهندسة الجيولوجية يحمل مخاطر كبيرة قد تزيد اضطراب النظام المناخي المختل أساسا، كما أن عواقبه الكاملة لن تتضح إلا بعد تطبيقه فعليا.
ومن جملة من المخاطر المحتملة: تأثيرات غير متوقعة على أنماط المناخ والطقس، خسائر في التنوع البيولوجي خصوصا إذا توقفت هذه التقنيات فجأة، تهديد الأمن الغذائي نتيجة تغير الإشعاع الشمسي أو ارتفاع ملوحة التربة، انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان عبر الأجيال، إذ ستؤثر الأزمات المرجحة على من سيأتون بعدنا.
ويشير عدد من الباحثين إلى ضرورة وقف تطوير هذه التقنيات عندما يتضح أنها غير قابلة للتطبيق أو شديدة الخطورة أو مرفوضة اجتماعياً. وبرأي الكثيرين، فإننا وصلنا بالفعل إلى هذه النقطة.
مقترحات لا تعالج جوهر المشكلة
ومنذ عام 2022، وقّع أكثر من 500 عالم من 61 دولة رسالة تطالب باتفاق دولي يمنع استخدام الهندسة الشمسية، معتبرين أن هذه المقترحات تصرف الأنظار عن الهدف الجوهري: خفض الانبعاثات بسرعة والتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري. كما أنه لا توجد منظومة عالمية قادرة على تنظيم هذه التقنيات بشكل عادل وفعّال.
ويرى الخبراء أن تغيّر المناخ هو أكبر تحد يواجه البشرية، لكن ما نحتاجه ليس حلولا تعتمد على تجارب غير مضمونة العواقب، بل سياسات واضحة لمواجهة الأسباب الحقيقية للأزمة. فالهندسة الشمسية، بكل مخاطرها وحساباتها غير المؤكدة، قد لا تكون سوى تشتيت خطير يؤخّر العمل الحقيقي المطلوب لإنقاذ الكوكب.








