منبر الكلمة

المنتخب لم يُهزم …ولكنه يُظلم

د. خلدون نصير / المدير المسؤول

لسنا غاضبين لأننا خسرنا النهائي، نحن غاضبون لأننا تعلمنا أن الخسارة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون ظالمة أيضا. في كل مرة يصل فيها الأردن إلى الحافة، لا يترك وحيدا فقط، بل يدفع خطوة إلى الخلف، كأن المطلوب منه أن يعرف حجمه لا أن يجرؤ على الحلم. لسنا دولة كروية عظمى ولا ندعي ذلك، نحن بلد بلا ملاعب تليق بالنهائيات، بلا ميزانيات ترعب الخصوم، بلا أسماء تشترى بالملايين، لكننا نملك شيئا واحدا لا يظهر في كشوف الحسابات ولا في تقارير الفيفا، نملك لاعبين يلعبون وهم يحملون وطنا كاملا على ظهورهم.
أمس خسرنا كأس العرب أمام المغرب، نعم، لكن الخسارة لم تكن في النتيجة فقط، بل في شعور قديم يتكرر، بأن العدل حين يحضر في المباريات الكبرى يكون ضيفا مترددا حين يكون الأردن طرفا فيها. لا نبحث عن أعذار، ولا نطلب إعادة مباراة، ولا نصرخ في وجه أحد، نحن فقط نسأل لماذا حين يصل الأردن إلى النهائي يصبح الخطأ التحكيمي تفصيلا، ولماذا حين يكون غيرنا يتحول التفصيل إلى قضية.
هذه ليست المرة الأولى، كنا وصيف آسيا، وها نحن وصيف العرب، وكأن قدر هذا المنتخب أن يصل إلى القمة بجهده، ثم يطلب منه أن يصفق للفائز ويغادر بهدوء. ومع ذلك لم ننكسر، خرج اللاعبون مرفوعي الرأس، لأنهم يعرفون أنهم لم يخونوا قميصهم، ولم يقصروا في حق جمهورهم، ولم يأتوا صدفة إلى النهائي. جاؤوا لأنهم آمنوا، قاتلوا، وصمدوا.
نحن لا نستكثر على أحد الفوز، لكننا نرفض أن يستكثر علينا الحلم. هذا منتخب لا يقاس بالكؤوس فقط بل بالكرامة، ووطن لا يهزم لأنه تعود أن يبني نفسه من الخيبات. سنعود، ليس لأننا مظلومون، بل لأننا أردنيون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى