
اَفاق نيوز – كتب محرر الشؤون السياسية في “الإندبندنت” عيسى النهاري تحليلاً حول مقابلة مثيرة أجراها المفكر الأميركي جون ميرشايمر مع الإعلامي تاكر كارلسون، تحدّث فيها بصراحة عن النفوذ الإسرائيلي في واشنطن وسياسات إسرائيل في غزة، واصفاً ما يجري بأنه “إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج”.
المقابلة التي حصدت أكثر من 4 ملايين مشاهدة على منصة “إكس” أثارت موجة واسعة من التفاعل في الولايات المتحدة وخارجها، لأنها تكشف عن تحوّل عميق في المزاج الأميركي تجاه إسرائيل، وتعيد فتح ملف قوة اللوبي الإسرائيلي في العاصمة الأميركية.
أبرز ما كشفه ميرشايمر
إبادة جماعية وتطهير عرقي:
يرى ميرشايمر أن ما يجري في غزة اليوم هو المحاولة الثالثة لمحو الوجود الفلسطيني، بعد تهجير 1948 وما تبعه في حرب 1967.
هيمنة اللوبي الإسرائيلي:
أكد المفكر الأميركي أن أي رئيس أميركي لم يجرؤ على تحدي اللوبي الإسرائيلي الذي يوجّه السياسة الخارجية في الشرق الأوسط منذ عقود.
انهيار السردية القديمة:
الصورة التي رسمتها إسرائيل لعقود باعتبارها “الطرف الخيّر” بدأت تتداعى في الوعي الأميركي، خصوصًا بعد مشاهد حرب غزة الأخيرة.
تجربة شخصية تكشف النفوذ:
استرجع ميرشايمر قصة رفض مجلة ذا أتلانتك نشر مقاله مع الباحث ستيفن والت عن قوة اللوبي الإسرائيلي تحت ضغوط سياسية، رغم تكليف رسمي ووعود بالنشر.
الإبادة وفق القانون الدولي
استند ميرشايمر إلى تعريف الإبادة في اتفاق 1948 الذي ينص على أن الإبادة هي محاولة تدمير جماعة قومية أو دينية أو عرقية ومحو هويتها.
وأوضح أن الإبادة لا تُقاس بعدد القتلى فحسب، بل بالنية الممنهجة لمحو الهوية الوطنية.
وقارن بين سياسات إسرائيل الحالية وضربات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية قائلاً:
“الولايات المتحدة قتلت أعداداً كبيرة من اليابانيين والألمان لإنهاء الحرب، لا لمحوهم من الوجود، بينما إسرائيل اليوم تعمل على تدمير هوية كاملة”.
لماذا تنشر “آفاق نيوز” هذا التحليل الآن؟
ترى آفاق نيوز أن هذه المقابلة تمثل تحولاً لافتاً في المزاج السياسي والإعلامي الأميركي لعدة أسباب:
1. تراجع الرواية الإسرائيلية في الإعلام الغربي، وهو ما كان نادراً قبل سنوات قليلة.
2. تنامي الانتقادات الأكاديمية والسياسية لسياسات إسرائيل في غزة، ووصْفها علنًا بأنها “إبادة جماعية”.
3. وجود دلالات على تغيّر محتمل في السياسة الأميركية إذا استمر الضغط الشعبي والإعلامي على صانعي القرار.
رأي آفاق نيوز
تأتي تصريحات جون ميرشايمر في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ليس لأنها تكشف المستور عن قوة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن فحسب، بل لأنها تعبّر عن تحوّل حقيقي في الوعي الأميركي تجاه ما يجري في غزة.
إن ما كان يُقال همسًا في أروقة الجامعات ومراكز الدراسات أصبح اليوم يُقال علنًا على منصات إعلامية واسعة الانتشار.
وبينما تواصل إسرائيل حربها على غزة، يطرح هذا التحول سؤالاً جوهريًا:
هل تتحوّل هذه الأصوات الأكاديمية الجريئة إلى قرارات سياسية تغيّر مسار الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل؟
آفاق نيوز تتابع هذا التحوّل عن قرب، وتقرأ فيه مؤشراً على تصدّع الرواية الإسرائيلية في واحدة من أهم ساحات التأثير: الرأي العام الأميركي.








