عربي و دولي

‎القسام تسلم الصليب الأحمر جثتي محتجزين بعد اتهامات للاحتلال بخرق “الهدنة”

يعود الجثمانان للمحتجزين "أميرام كوبر" و "ساهر باروخ"، اللذين كانت حركة حماس قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي عن العثور على جثتيهما.

آفاق نيوز – أفاد “المركز الفلسطيني للإعلام” أن كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عصر اليوم الخميس، جثتي محتجزين من محتجزي الاحتلال لديها في قطاع غزة.

وأكدت القسام في بلاغ مقتضب أن عملية التسليم تمت عند الساعة الرابعة مساء بتوقيت غزة، وذلك في إطار صفقة “طوفان الأقصى” المتعلقة بتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار. تأتي هذه الخطوة بعد يومين من التوتر واتهامات متبادلة بخرق الاتفاق، مما أدى إلى تأخير عملية التسليم التي كانت مقررة سابقا.

هوية الجثتين وسياق العثور عليهما

بحسب مصادر فلسطينية، يعود الجثمانان للمحتجزين “أميرام كوبر” و “ساهر باروخ”، اللذين كانت حركة حماس قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي عن العثور على جثتيهما. وأوضحت المصادر أن إحدى الجثتين عثر عليها في خانيونس (جنوبي القطاع)، والأخرى في مخيم النصيرات (وسط القطاع).

وكان من المفترض أن يتم التسليم في وقت سابق، إلا أن القسام قررت تعليق العملية، متهمة الاحتلال بخرق الاتفاق عبر “تنفيذه قصفا جويا عنيفا على غزة”. وجاء هذا القصف، وفقا للمصادر، على الرغم من الجهود المكثفة التي جرت لاستخراج الجثتين بمساعدة “عدد محدود من المعدات والآليات المصرية” التي دخلت غزة خصيصا للمساعدة في عمليات الانتشال والبحث.

تصعيد متبادل واتهامات بانتهاك الهدنة

شهدت الساعات التي سبقت التسليم تصعيدا ميدانيا خطيرا. وأفاد التقرير بأن ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء شهدا “تصعيدا غير مسبوق”، حيث شن جيش الاحتلال عشرات الغارات على مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 100 فلسطيني على الأقل وإصابة العشرات.

وعزت المصادر الفلسطينية هذا التصعيد إلى “زعم الرد على تأخير تسليم جثث الإسرائيليين” ومقتل جندي برصاص قناص في مدينة رفح، التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال.

واتهم “المركز الفلسطيني للإعلام” الاحتلال باستغلال ملف جثث محتجزيه لانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك عبر عدة ممارسات:

  • تنفيذ قصف جوي مباشر.
  • تقليص دخول المساعدات الإنسانية.
  • عرقلة الفتح الكامل لـ “معبر رفح البري” مع مصر، رغم الاتفاق المسبق على فتحه.

مصير الجثث المتبقية: قائمة التحديات

مع إتمام عملية التسليم اليوم، يتبقى 11 جثة لمحتجزي الاحتلال في قطاع غزة، من المقرر أن تسلمها “حماس” بعد العثور عليها، ضمن بنود الاتفاق.

ومع ذلك، لا يزال الغموض يلف مصير هذا الملف، حيث تشير تقديرات من جانب الاحتلال إلى “عدم وجود معلومات تفصيلية عن نحو 5 جثث”، وهو ما قد يعني صعوبة أو استحالة تسليمها في المرحلة الحالية.

لماذا يواجه البحث عن الجثث صعوبات؟

سبق أن أوضح خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة ومسؤول وفدها المفاوض، الإشكاليات الكبيرة التي تواجه عمليات البحث، مؤكدا في الوقت ذاته جدية الحركة في إيجادها “لعدم إعطاء الاحتلال ذريعة للعودة للحرب”.

وعزا الحية الأسباب الرئيسية للتعطيل إلى (قائمة):

  • التدمير الهائل: التغييرات الجذرية التي طرأت على جغرافية غزة نتيجة عمليات التدمير والنسف الهائلة التي نفذها الاحتلال، مما يجعل تحديد أماكن الدفن شبه مستحيل.
  • فقدان المعلومات: استشهاد المجموعات الآسرة من المقاومين الذين كانوا مكلفين بحراسة بعض المحتجزين، مما أدى إلى دفن الجثث وفقدان المعلومات الدقيقة حول أماكنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى