
آفاق نيوز – دخلت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس ووفد الاحتلال مراحلها الأكثر حسماً في مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، الأربعاء، أن الساعات الـ48 القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصيرها، وذلك في ظل ضغوط أمريكية مكثفة وغير مسبوقة، تهدف إلى ضمان التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
من خطة ترمب إلى مفاوضات التنفيذ
تأتي هذه الجولة الحاسمة من المباحثات، التي تستضيفها مصر لليوم الثالث على التوالي، بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خطته المكونة من 20 نقطة في 29 سبتمبر الماضي.
وقد خلقت هذه الخطة زخماً دبلوماسياً جديداً، خاصة بعد أن قدمت حركة حماس في مطلع الشهر الحالي رداً إيجابياً مشروطاً عليها، مؤكدة استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين والبدء في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب، مما مهد الطريق لهذه المفاوضات التي تركز الآن على آليات التنفيذ.
تدخل أمريكي رفيع المستوى وضمانات على الطاولة
أوضحت المصادر أن الساعات الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً خلف الكواليس، تمثل في عدة تطورات رئيسية:
ضغط أمريكي مباشر: أكد مصدر فلسطيني أن الإدارة الأمريكية مارست “ضغوطاً مباشرة” على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للقبول بوقف إطلاق النار، حيث وُصف أداؤه بأنه “جيد، لكنه لم يعد كافياً لاستمرار الحرب”.
وصول وفد أمريكي رفيع: في مؤشر على جدية واشنطن، وصل بشكل مفاجئ إلى شرم الشيخ كل من جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. وتعتبر هذه الزيارة، بحسب المصادر، دليلاً على أن المفاوضات “بلغت مراحلها النهائية”، وأن حضورهما يرتبط عادة بـ”صياغة التفاهمات النهائية أو وضع الضمانات الأمريكية”.
ضمانات أمريكية للأطراف: نقلت المصادر أن الجانب الأمريكي أوصل رسائل واضحة عبر الوسطاء، تفيد باستعداد واشنطن لتقديم “ضمانات أمنية وسياسية لكل الأطراف، بما في ذلك حماس والدول العربية”، شريطة الالتزام الكامل بالاتفاق. وتشمل هذه الضمانات آلية إشراف دولية على وقف إطلاق النار، وجدول زمني واضح للانسحاب، ودخول المساعدات دون قيود.
سباق مع الزمن لإنهاء الحرب
في ظل أجواء من “التفاؤل الحذر”، تجري في شرم الشيخ حالياً ما وصفته المصادر بأنه “سباق مع الزمن”، حيث يسعى الوسطاء المصريون والقطريون، بدعم أمريكي مباشر، إلى تجاوز الخلافات المتبقية حول ترتيبات الانسحاب وآلية التبادل.
وستكشف الساعات الـ48 القادمة ما إذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة ستنجح أخيراً في تحويل المسار التفاوضي الطويل إلى اتفاق فعلي يضع حداً للحرب المستمرة منذ عامين، ويبدأ مساراً جديداً لإعادة الإعمار والاستقرار في المنطقة.








