
عدنان نصار
تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بعيد الإستقلال..وهو إستقلال له قدسيته الرمزية والفعلية ، وإستقلال حقق إنجازات كبيرة ، لا يجادل أحد في أهميتها ..وشملت تلك الإنجازات إبداعات مكنت الأردن محدود الموارد من قفزات يشار إليها بالبنان داخليا وخارجيا ودوليا ..ومن الإنصاف وواجب الدولة علينا كصحفيين أن نعيد نتاج المنجز بوصف ايضا لا يجادل فيه أحد في اهميته وحضوره ولعل أبرزها :
– إعلان حالة الإنفكاك عن بريطانيا ،وبناء دولة أردنية ترتبط بعلاقات صداقة مع التاج البريطاني .
– بناء القاعدة الإقتصادية القادرة على تحقيق التنمية ، والعمل على ديمومة التصدي لكل أشكال المعيقات التي تعترض طريق البناء التكاملي .
– الإعلان التاريخي عن تعريب قيادة الجيش العربي بعد 10 سنوات من الإستقلال ، ففي الأول من آذار عام 1956 أعلن الملك الراحل الحسين تعريب قيادة الجيش وإعفاء البريطاني كلوب باشا من قيادة مؤسسة الجيش .
– تحرك سياسي وديبلوماسي للمملكة ترك أثره الفعال ونشاطه المشهود ومكانته المرموقة في كل المنابر العربية والغربية ، في وقت كانت فيه الصعوبات والتحديات تعترض طريق الأمة العربية ودول الطوق العربي تحديدا دفاعا عن القضية الفلسطينية.
– بناء الدولة /المملكة الأولى/ وتعزيز حضورها السياسي ووجودها في ظروف إستثنائية تحيط بالأمة العربية ..
وإستكمال البناء في المملكة الثانية التي وضعت دستورا يحاكي برقيه دساتير العالم ..في حين عززت المملكة الثالثة /مملكة النهضة والبناء / في عهد الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه الذي قاد المملكة بحكمة المحنك ،وبراعة القادة حتى صار يشار الى الراحل الحسين بالبنان كمدرسة سياسية ، وملك بارع في ظروف أيضا استثنائية ، وشهدت المملكة الثالثة أبرز نهضة بنيوية حداثوية عصرية مازجت بين الثوابت السياسية والنبل ومواجهة متطلبات التطور الإجتماعي والعلمي والتقني والثقافي والاعلامي والمعرفي والعسكري ، ونجحت المملكة الثالثة في تكوين حالة إستثنائية من الإعجاب العربي والدولي في ظل إمكانيات محدودة ..وما زالت إستمرارية البناء في المملكة الرابعة على ما أنجز في المملكة الثالثة .
ليس على الأردن مآخذ في مسيرة وسيرة البناء بكل تفرعاته السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية والخدمية ..لكنني أريد ان أشير الى ان المملكة الرابعة في عهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تصدت لمسؤوليات ومهام كثيرة وكبيرة وفي ظل ظروف عصيبة مرت بها منطقتنا العربية والمحيطة بالمملكة ، وهي مسؤوليات جسام ليست فقط تتعلق بالشأن الداخلي وتعزيز البناء والنهضة ، بقدر ما كانت تحديات إلتزام المملكة بنهجها السياسي وإرثها الأخلاقي العربي بالإلتزام القومي العربي وتعزيز النضال السياسي من إجل القضية الفلسطينية وهويتها الشرعية ، وتعزيز مسار الوصاية الهاشمية على القدس عبر شعارات تجسد هوية القدس وأمكنتها المقدسة .
أكثر ما تحقق في الاستقلال التاسع والسبعين للملكة الأردنية الهاشمية الوادعة ، هو ذلك البعد السياسي الوازن والمتوازن الذي حافظ على نبل المواقف السياسية الأردنية وطنا وملكا وشعبا في هوية سياسية جامعة عززت الجبهة الداخلية وشكلت درعا منيعا لحماية أسوار الوطن .
مسيرة الوطن الأردني تطمح على الدوام بتحقيق خطوات إضافية أكثر فاعلية في السعي المستمر لتحسين الظروف المعيشية ، وهي بلا شك تشكل حالة إنشغال دائم لعقل الدولة /الملك عبدالله الثاني/ في إقامة تكامل إقتصادي إجتماعي يستند الى العمل على ضرورة إيجاد مساحة من البحبوحة الإقتصادية للمكون الإجتماعي الذي ينظر الى عقل الدولة الأردنية بعين الأمل القادم من نبل العمل وحكمة الهاشميين في إرساء قواعد العدالة الإجتماعية .
في الذكرى التاسعة والسبعين لإستقلال المملكة الوادعة ، نطمح الى الإستفادة من كل الأوراق الرابحة التي تملكها الدولة ، لتحقيق منجزات إضافية تستكمل حلقاتها في سيرة ومسيرة وطن حصد إحترام عربي ودولي في سياسته الوازنة ، التي حافظت على تماسكه ووجوده ..مملكة أمتلكت صورة مشرقة للوجدان الإنساني ، وحكم هاشمي استند الى النبل ومحاكاة السياسة بلغة إنسانية بلغ مداها الى ابعد المديات .
الشعب وتوافقه المطلق مع البيعة الهاشمية ، هو جزء من جحافل كبيرة عمرت الوطن ، وعلقت على صدر الدولة نياشين العطاء المقترن بالوفاء عبر 100سنة فائتة من عمر الدولة ، و79 سنة من عمر الإستقلال الذي نسج بأياد أردنية بقيادة هاشمية عززت القيم الوطنية ومعنى أن تدافع عنه ،ونحمي اسواره وإستقلاله ومساره الإنساني ..انه الأردن بكل تفاصيله الوطنية والقومية والإنسانية ..وطن ينام على سواعد الرجال ، ويصحو على صدر المحبة والسلام ..وطن ..
أسوار محمية ، وأبواب مفتوحة لشمس الحالمين .








