
في مشهد ثقافي آسر جمع بين الفكر والإبداع، احتضن المعرض الدولي الثامن والعشرون للكتاب في الجزائر يوم الخامس من نوفمبر 2025 حفل إشهار وتوقيع كتاب «الذكاء الاصطناعي والهوية الكونية» للدكتورة مروة بنت سلمان آل صلاح، بحضور إعلامي مهيب ونخبٍ فكرية وأكاديمية رفيعة المستوى.
وجاء الحفل في إطار تنظيمٍ متقن أضفى على المناسبة طابعا احتفاليا فخما، يجسد ما بلغه المعرض من احترافية وتقدير للمنجز الثقافي العربي.
تميزت الفعالية بمضمونها الفكري العميق، إذ حمل الكتاب مشروعا معرفيا متكاملا لا يقتصر على التحليل الفلسفي للذكاء الاصطناعي، بل يقدم مسارا تعليميا وتطبيقيا متدرجا من الفكرة إلى التنفيذ، بما يجعله مرجعا شاملا في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
ويجمع الكتاب بين التنظير العميق والممارسة العملية، مقدما نموذجا تعليميا فريدا يمكن القارئ من الانتقال من الفهم إلى التطبيق، ومن التأمل إلى الابتكار.
يأتي هذا العمل الضخم في 29 فصلا وأكثر من 100 جزء تمتد على أكثر من 400 صفحة من الفكر والتحليل والتطبيقات الحية، مما يجعله موسوعة فكرية وعلمية تتجاوز حدود التخصص الأكاديمي إلى فضاء التجربة الإنسانية الشاملة.
وفي فصوله المتنوعة، يبرز الكتاب الجانب العملي من الذكاء الاصطناعي من خلال نماذج حية ومشروعات ناجحة في مجالات المدن الذكية، وسياحة الفضاء، والتعليم الذكي، والاقتصاد الرقمي. كما يوثق جانبا من التجربة المهنية الثرية للدكتورة مروة بنت سلمان آل صلاح التي أدارت أكثر من اثنين وعشرين مشروعا في اثنتين وعشرين دولة، ممتدة من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا والعالم العربي، في مجالاتٍ تتقاطع بين التقنية، والثقافة، والاستدامة، وصناعة المستقبل.
ولا يكتفي الكتاب بتأصيل المفاهيم الفكرية للهوية الكونية في زمن الذكاء الاصطناعي، بل يفتح أفقا جديدا لبناء مناهج تعليمية عربية قادرة على مواكبة الثورة التقنية، عبر ربط المعرفة بالتجربة، والنظرية بالتطبيق.
ومن هنا أُعلن خلال الحفل عن تسويق الكتاب كمقرر جامعي في بعض الجامعات العربية لطلبة التخصصات التقنية والفكرية، لما يحتويه من ثراء معرفي ومنهج علمي يعيد تعريف الذكاء الاصطناعي بوصفه مسارا للتفكير والتطوير والإبداع، لا مجرد أداة برمجية.
وفي المؤتمر الصحفي الذي رافق الحدث، تم توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مؤسسة مروة صلاح لتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي ومؤسسة “زاد إيدت كوم” للطباعة والنشر والتوزيع، بهدف تعزيز الحضور الفكري والتقني في الجزائر، وتوسيع نشر الوعي الرقمي عبر دورات تكوينية وتدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في القطاعات الحيوية، بما يسهم في بناء جيل عربي مبدع وواع بثقافة الثورة الصناعية الرابعة.
وقد لاقى الكتاب صدى واسعا لدى المثقفين والإعلاميين الذين وصفوه بأنه جسر بين الوعي الإنساني والتقنية الحديثة، إذ يعيد للإنسان موقعه المحوري في عالم تعاد فيه صياغة القيم والهوية في فضاء رقميٍ كوني.
فهو كتاب يحاور العقول بلغة العلم، ويلامس الأرواح بفلسفة تجمع بين الأصالة والرؤية المستقبلية، ويقدم الذكاء الاصطناعي كأداةٍ للارتقاء بالإنسان لا لتجاوزه.
وفي ختام الحفل، عبرت الدكتورة مروة بنت سلمان آل صلاح عن فخرها بهذا الحدث الذي احتضنته الجزائر، مشيدة بالتنظيم الرفيع للمعرض الدولي للكتاب وما شهده من اهتمامٍ ثقافيٍ استثنائي يعكس المكانة الفكرية الرفيعة للجزائر عربيا ودوليا.
وأكدت أن هذه الشراكة الجديدة تمثل خطوة راسخة نحو ترسيخ الوعي العربي في فضاء الذكاء الاصطناعي العالمي، وإرساء معالم مشروع معرفي عربي شامل يدمج الفكر بالتطبيق، والعلم بالهوية، ليكون الإنسان العربي شريكا فاعلا في صياغة المستقبل.
يذكر أن المعرض لهذا العام حمل وسم “الكتاب ملتقى الثقافات”، وكانت جمهورية موريتانيا ضيف الشرف، وقد جرى توقيع الكتاب في صالون الجزائر الدولي للكتاب تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون الجزائرية.








