منبر الكلمة

تضع يديها لتجد بقعة ضوء لتنير به الطريق، تلك التي راهنت مُضيءً على أن تبرد ليدفئ منزلها…

بقلم .. بثينة_جوارنة

“منزل” ترى، على ماذا تقوم المنازل؟ المودة والرحمة لربما، سؤالا تجد إجابته بسيطةً لكن عمق الإجابة يكمن في طياتها، العائلة تعني الكثير، وعلى الرغم من أنها جنة مصغرة على الأرض، إلا أنها كابوس يرافق كل طفل تعرض لقسوة هذه العائلة، تجد العديد من الأطفال لا يجيد الإجابة على سؤال التعبير في طيات امتحان اللغة العربية” ماذا تعني لك العائلة؟ ” تجده يتلعثم حينما تذكر تفاصيل العطلة الصيفية، وكيف قضى العطلة مع عائلته وما شابه، لا يستطيع أن يعبر بمفردا عن كلمة “عائلة”، لربما لأن بعض العائلات لا تجيد عكس جوهر ومعنى هذه الكلمة العميقة، لا تجد الطفل يجيد أن يسرد القليل من الكلمات عن عائلته لربما لأنه لم يجد دفء يحتويه بين كنفها، ” تثار التساؤلات: كيف ينشأ طفل في عائلة صغيرة بالكثير من العقد، والمشاكل النفسية والاضطرابات”، على الرغم من صغر سنه، إلا أنه المتضرر الأكبر بنقاشات أو صراعات الوالدين، تجده يمتص كل ما حوله من سلبيات ليمضي قدمًا، ويفرغ كل ما لديه في نقاش بسيط مع زميله في المدرسة أو في لعبة مع أبناء جيله، أو تعامله مع مدرسته، تجده لا يجيد الحديث برفق مع الآخرين؛ لأنه لم يشاهد الرفق بين أبناء عائلته، لا أجيد وصف أثر بعض العائلات على ابنائهم إلا “بالأمراض الخبيثة” التي تمتد إلى كافة أجزاء الجسم دون رحمة، كذلك المنزل هو سلم الحياة والمجتمع، فمن لا يستطيع أن يحافظ على دفء المنزل بالمودة والرحمة لا يستطيع أن ينهض بهذا المجتمع، تجدهُ يزيد أعباء المجتمع من خلال تكوينه لأسرة مفككة لا تستطيع أن تقدم طفلاً سويًا على هذه الحياة، فتزداد المجتمعات بالأمراض الخبيثة، ويظهر أثر التنشئة غير السوية على طفل فطفل آخر لتصبح المنازل ما هي إلا أداة لضياع مجتمعٌ قائم على السلام…

لتكون منازلنا عامرة لنبرد لتدفئ عائلتنا وينعم المجتمع بالسلام، فلا مزيد من التفكك ولا مزيد من الأمراض الخبيثة، ليتحلى الرجل والمرأة بالمسؤولية اتجاه عائلتهم، ويكونوا يدًا بيد نحو مجتمع سوي قائم على المحبة والعطاء، لننبذ الخلافات ونقتل العنف من الجذور، ونكون سلم للحياة لا سبيلاً لزرع بذرة خبيثة في هذا المجتمع، لنزرع عائلة سليمة ويجني المجتمع بذورها وينهض…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى