منبر الكلمة

أزمة أسماء في ميادين اربد وشوارعها ..!

 

عدنان نصار

منذ أمد بعيد لم أكتب بالشأن المحلي ..غير أن الأزمة الأخيرة في اربد ومجلس بلديتها دفعني للكتابة عن أمور قد تبدو مستترة لكنها عائمة على سطح العلن في أحاديث الأرابدة والمناطق المجاورة لها ..ولعل أزمة أسماء الميادين مؤخرا كانت ظاهرة في مجالس اربد ودواوينها ، بأسلوب نقدي متسع النطاق افقيا وعاموديا ، بما في ذلك أسلوب الشتيمة “الناعمة” كنوع من التعبير عن حالة عدم رضا بما يحدث من متغيرات وتغييرات بأسماء الميادين في مدينة اربد ، وهي بالمناسبة ميادين قديمة ومعروفة لدى المجتمع الأربدي بشكل جيد لكن ليس بأسماءها ألرسمية المعتمدة ..من مثل ميدان المرحوم فضل الدلقموني المعروف بأسم “دوار المدينة الصناعية” وشارع فضل الدلقموني الذي يشكل إمتداد لنفس الميدان المعروف بشارع الحب المشهور بتجارة الحبوب والبقوليات والتبغ قديما.

بلدية اربد الكبرى غيرت الاسبوع الفائت أسم ميدان فضل الدلقموني الى اسم الحرمين ، مما أحدث ازمة بيانات عارضت الاسم الجديد على قدسيته وقيمته النبيلة ، واوضحت عشيرة الدلقموني المقدرة قدسيتها للأسم الجديد لكنها عارضت فكرة الإستبدال وهي محقة بذلك .

كان بإمكان بلدية اربد أن تطلق اسم الحرمين على أحد الميادين المستحدثة التي لا تحمل أسماء حتى هذه اللحظة ، وهي ميادين متعددة ، لذالك كان القرار على ما يبدو متسرعا أو مبنيا على حسابات لم نفهمها بعد ..وفي كل الحالات أخطأت بلدية اربد، فالأجدر أن تبقى الأسماء القديمة على قدمها ، وخصوصا تلك التي صارات تلامس ذاكرة الارابدة ، وتحاكي وجدانهم المكاني .

البراعة في الأداء لا تحتاج الى ذكاء كبير ، وخصوصا تلك القرارات التي ترتبط مباشرة بتفاصيل تاريخ المدينة العتيقة ، إذ يستعصي الفهم علينا أحيانا تعدد أسماء ميادين وشوارع تحمل الكثير من أسماء عائلة واحدة مع التقدير لكل الأسماء والعائلات ، غير أن المعادلة فيها خطأ مع علم مسبق من أصحاب القرار في المجالس البلدية السابقة والحالي ، ويبدو أن “الرضوخ” لإشتراطات أعضاء تضع الرئيس في خانة صعبة ، ومع ذلك بستوجب ألا تخضع القرارات لمزاج هذا أو ذاك ، فالمدينة العريقة تبدو “غريقة” في غالبيتها بأسماء لميادين وشوارع تمت “للمرضوة” وتطيبب الخواطر على حساب عراقة المدينة .

ميدان الحرمين بأسمه الذي يحمل قدسية في دواخلنا ، الذي ثبتت آرماته شمال المدينة ، لم يكن قرارا موفقا ، كان بإمكان المجلس إطلاق اسم الحرمين على الميدان الجديد الواقع غرب إشارة الحسبة المركزية ،وهو ميدان أستدعت الضرورة لإنشاءه قبل أقل من سنة ..بلدية اربد أطلقت أسم الأقصى على هذا الميدان قبل أسابيع ، لكن المفارقة الغريبة أن جهات مجهولة ،لا نعلم أن كانوا افراد أو ‘جماعات” شطبت اسم الاقصى عن الميدان واتلفت آرماته أكثر من مرة ، لدرجة أن بلدية اربد أضطرت لإزالة الآرمات نهائيا وقاية لأي “إنزلاق” مع الجهة التي تعارض أسم الأقصى .!! وهو بالمناسبة موقف مرفوض ، وسيبقى أسم ميدان الأقصى تحت مجهر الصحافة ، ورقابة الرافضين لتغيير أسمه لإرضاء جهات أو أفراد قد تسعى لهذا الأمر .

على الرغم من إرتباطي بعلاقة مودة وإحترام مشتركة مع رئيس مجلس بلدية اربد الكبرى د.نبيل الكوفحي ، غير أن هذا لا يمنع من القول : ان البلدية تخطيء في قرارات وتتسرع في التغييرات ، دون قراءة متأنية لمنع الوقوع المجاني في دائرة النقد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى