
بديش أتفلسف عليكو..
حصل نقاش حول العبارة التي قالها رئيس مجلس النواب الجديد مازن القاضي وطالب فيها الأردنيين أن “ينضبطوا مع إيقاع الدولة”.
جزء هام من الالتباس يعود إلى أن كلمة “دولِه” في الكلام الدارج يختلف عن معنى “دَوْلة” في الكلام الفصيح.
نقول في كلامنا الدارج “دُولِه doleh” بينما في الكلام الفصيح دَوْلَة dawla”.
الأولى تعني الحكومة، ومن ذلك وصف احدنا بأنه “مع الدوله” أو “ضد الدوله” أو من “جماعة الدوله” أو في “جيبة الدولِه”… وهكذا.
أما الثانية أي “الدّولَة” فهي كلمة وقورة تعني عموم الكيان والشعب والنظام.
أظن أن رئيس المجلس قصد “الدولة” بالمعنى الفصيح الوقور. وبالطبع لو كان يقصد العكس، أي “الدوله” بمعنى الحكومة او السلطة القائمة فإن انتقاده مشروع ومحمود.
مشكلتنا أن أغلب الحكومات تقدم نفسها على أنها “الدولَة” وليس مجرد “دولِه”، وتحاول الايحاء أو الزعم بأن انتقادها كـ”دولِه” يعني انتقاد “الدولَة”.
“إيقاع الدولَة” يعني ممارستها لمواقفها الكبرى ومصالحها الدائمة وأهدافها العليا، والانضباط معه مطلب مشروع. أما الانضباط مع “إيقاع الدولِه” فهو خيار فردي غالبا ما يرتبط بالمصلحة الفردية.
احمد ابو خليل








