تكنولوجيا

هل سماعات الرأس المانعة للضوضاء مسؤولة عن مشاكل السمع؟

آفاق نيوز – مع التطور التكنولوجي، تغيرت السلوكات وطرق التفاعل مع الأجهزة، وأصبح من الشائع رؤية الأشخاص يسيرون في الخارج وهم يرتدون سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء، مما يجعلهم يبدون وكأنهم يعيشون في عالمهم الخاص.

يعمل الدماغ باستمرار على فك تشفير مئات الأصوات يوميًا. لكن بالنسبة للبعض، قد تصبح هذه الضوضاء قوية لدرجة أنها تشتت انتباههم عن التعرف على الأصوات أو التنبيهات المهمة.

وقد تم تشخيص هذه الحالة باضطراب المعالجة السمعية، وهي حالة عصبية يجد فيها الدماغ صعوبة في فهم الأصوات والكلمات المنطوقة.

ويعتقد بعض الأطباء أن الإفراط في استخدام سماعات الرأس  التي تعمل على إلغاء الضوضاء، والتي يرتديها البعض لمدة تصل إلى خمس ساعات يوميًا، قد يكون له دور في ذلك.

لذا، طالب الخبراء بإجراء مزيد من الأبحاث حول العلاقة المحتملة بين هذه الحالة والإفراط في استخدام هذا النوع من السماعات.

جدير بالذكر أن اضطراب المعالجة السمعية أكثر شيوعًا بين أولئك الذين تعرضوا لإصابة في الدماغ أو أصيبوا بعدوى في الأذن الوسطى خلال الطفولة.

ومع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من المرضى الذين يعانون منه لا ينتمون إلى هذه الفئات، مما دفع اختصاصيي السمع إلى التساؤل عما إذا كانت العوامل الخارجية، مثل سماعات الرأس العازلة للضوضاء، تلعب دورًا في ذلك.

وعلى الرغم من أن سماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء توفر فوائد، خاصة من حيث حماية صحة الأذن على المدى الطويل، فإنها تمنع الترددات العالية والضوضاء الصاخبة من الوصول إلى الأذن، ما يساعد على تقليل مخاطر تلف السمع أثناء الاستماع إلى الموسيقى أو التنقل في بيئات صاخبة.

لكن مع ازدياد شعبية هذه الأجهزة، تشير بعض الأبحاث إلى أن حجب الأصوات اليومية، مثل ضجيج السيارات والأصوات الطبيعية، قد يخلق بيئة زائفة، حيث يستمع المستخدم فقط إلى ما يريد سماعه، ما قد يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف قدرة الدماغ على تصفية الأصوات المحيطة والتفاعل معها بشكل طبيعي.

يُذكر أن مهارات الاستماع المعقدة في الدماغ لا تكتمل تمامًا إلا في أواخر سن المراهقة. لذا، فإن الاعتماد المفرط على سماعات الرأس العازلة للضوضاء في هذه المرحلة قد يؤخر قدرة الدماغ على معالجة الكلام والتفاعل مع الضوضاء البيئية.

كيف يمكن الحد من الأضرار؟

لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة لسماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء، يقترح الأطباء ما يلي:

تقليل وقت الاستخدام وعدم ارتداء السماعات لساعات طويلة دون انقطاع، واستخدام أنواع لا تغلق الأذنين تمامًا، للسماح ببعض التفاعل مع الأصوات المحيطة، إضافة إلى ممارسة تمارين تدريب السمع، مثل “الكلمة في الضوضاء”، المتوفرة عبر تطبيقات الهاتف المحمول، والتي تساعد في تعزيز قدرة الدماغ على استخراج الكلام من الضوضاء الخلفية

وتحسين مهارات التمييز السمعي من خلال التمارين التي تساعد على التمييز بين الأصوات المتشابهة، مما يقلل من تأثير السماعات على المعالجة السمعية.

في النهاية، لا تزال الأبحاث جارية حول التأثيرات المحتملة لسماعات الرأس العازلة للضوضاء على الدماغ والسمع. وبينما توفر هذه الأجهزة فوائد واضحة، فإن الاستخدام المتوازن والواعي يظل الحل الأمثل لتجنب أي آثار غير مرغوب فيها على الصحة السمعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى