حسبة الجورة في اربد تعود الى المربع الاول

وجهة نظر

كتب رئيس التحرير الزميل صهيب حسن التل

ان صح ما تسرب من معلومات حول اقدام بلدية اربد الكبرى على احداث تغييرات جذرية في تصاميم  مشروع حسبة الجورة تفقده المزايا والمنافع التي طالما عددها المسؤولون في البلدية وحفزت طموحات المواطنين  لرؤية مشروع خدماتي ريادي يليق بهم وبمدينتهم الضاربة جذورها في اعماق التاريخ ويخلصهم  ويخلص بيئة المدينة من جملة مشكلات بيئية ومرورية واجتماعية ومسلكيات خاطئة.

وبالعودة الى المشروع الذي ما زال في رحم الاحلام والامنيات نذكر ونذكر انه كان قد تم اعداد تصاميم خاصة به في سابق العهد والاوان ليصار الى تمويله من منحة فرنسية قدمت لبلدية اربد بقيمة 10 ملايين دينار وما زلنا لاندري كيف ولماذا خسرتها اربد واين ذهبت تلكم الملايين العشرة.

ليصار الى تصميم جديد للمشروع ذاته ضمن مشروع تطوير وسط المدينة هذا الحلم الذي صدع به الكثير من المسؤولين رؤسنا وقطعنا سنوات من العمر نسمع به ولا نراه وقد مضى اكثر من عقد من الزمن وفي اغلب المؤتمرات واللقاءت والاجتماعات ينبري من يعدد مزايا هذا المشروع وما سيجلبه من منافع وفي النهاية يبقى الكلام هينا على من يطلقه وثقيلا مملا مستفزا على اسماع ووجدان من سمعه عشرات المرات عبر السنوات الطويلة التي مضت.

وبالعودة الى اخر مستجدات هذا المشروع تسربت معلومات تؤكد ان البلدية انفقت حديثا عشرات الالاف من الدنانير االتي هي بامس الحاجة لها لاحداث  تغييرات جذرية على تصاميم مشروع حسبة الجورة لتعود  ابواب محاله التجارية مشرعة على الشوارع المحيطة بالمشروع  وكأن الزمن لم يدر في تلك المنطقة منذ ستينيات القرن الماضي الامر الذي يعني اننا عدنا الى المربع الاول لجهة عرض كل ما يعرض في حسبة الجورة تحت تأثير كل الملوثات من اتربة وغبار وعوادم السيارات وتقلبات الطقس صيفا وشتاء اضافة الى ما يفرزه هذا السوق من مياه ملوثة سرعان ما تتحول الى شبه عادمة  مسالة في كل الشوارع المحيطة بالسوق والى مسافات طويلة كما يعرف سكان مدينة اربد لتعود المنطقة والمناطق المجاورة لتعاني المشكلات ذاتها التي عانتها لمدة طويلة من الملوثات والروائح الكريهة والقوارض والجرذان والهوام  يعاني اثارها السلبية اهالي مدينة اربد كافة كما عانوها سابقا.

ولا ندري لماذا اغفل المسؤولون المباشرون  عن هذا المشروع في البلدية ابسط القواعد الهندسية والفنية لاسواق الخضار والفواكه واللحوم والاسماك والدواجن في العالم كله بان تكون مغلقة بمدخل ومخرج للحفاظ على ما تعرضه من مواد غذائية مختلفها ومتنوعة في سرعة تلفها اضافة الى ان هذه التصاميم تجعل من السهولة التعامل مع ما تفرزه من مخلفات ونفايات والسيطرة عليها لحين نقلها الى المكبات دون ان يؤثر ذلك في البيئة المحيطة بالسوق مع ربط جسم البناء بشبكات الصرف الصحي  وتصريف مياه الامطار.

ويبدو ان هذا المشروع ان تم تنفيذه حسب ما رشح من معلومات سوف يعيد المنطقة برمتها الى مربعها الاول لجهة الازمات المرورية والتلوث البيئي والمسلكيات غير السليمة التي يسلكها بعض الخارجين عن القانون وبعد ان  خسرت اربد المنحة الفرنسية وتمويل مشروع وسط المدينة لجأت البلدية الى الاقتراض من البنوك المحلية بفوائد تجارية لتمويله الذي بتصميماته المعدلة  لايحقق ما كنا نطمح اليه من مزايا تضيف للمدينة شيئا جديدا .

وفي الشارع الاربدي الكثير من الاسئلة التي لم يجب عنها احد حتى اللحظة وهي كيف خسرت اربد المنحة الفرنسية البالغة قيمتها عشرة ملايين دينار وما الاسباب التي حالت دون تنفيذ مشروع تطوير وسط المدينة ولماذا احدثت البلدية هذه التغييرات الاساسية على التصاميم الهندسية للمشروع لجهة اعداد طوابق البناء واستخداماتها وفتح ابواب المحال التجارية في المشروع على الشوارع المحيطة به الامر الذي افقده حسب وجهة نظرنا وحسب ما شاهدنا في دول العالم في هكذا مشاريع.

اكثر ما نخشاه ان صحت هذه التسريبات ان تعود هذه المنطقة رغم الانفاق المالي الكبير الى ما كانت عليه… وكانك  يا ابو زيد ماغزيت واربد تستحق الافضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى