مئة مدينة اسبانية تنتفض من اجل فلسطين…!

د. مفضي المومني.
2024/2/23
في الخبر… (مئة مدينة اسبانية تنتفض وتتظاهر يوم الاحد القادم من أجل القضية الفلسطينية…! )
ونحن… من نحن؟؟ ننفض خوفاً ورعباً… في اماكننا… ننتفض لنقضي حاجات بيوتنا مما لذ وطاب… ماتت المشاعر… التي كانوا يطلبون منا أن لا تتبلد…فتبلدنا وصارت مناظر التجويع والاجرام اليومي… والشهداء بالآلاف خبراً يومياً عابراً…! روعت وانفطر قلبي وانا أرى مثلما رأيتم اطفال ونساء وابناء غزة يلهثون خلف حفنة من طحين مخلوطة بالتراب… روعني منظر طفل غزي يجمع الطحين مع التراب ويضعه في جيوبه ليعود لاهله ويدعوهم لوجبة عارنا..! والموقف يعري كل خزعبلاتنا وانبطاحنا واستمراء الذل… الذي نراه ونغمض اعيننا… وضميرنا المستتر… ولا كلام فوق سيد الكلام… الطفل الغزي… جامع الطحين… المضمخ بدم الشهداء وتراب غزة…!.
يتحرك الدم العربي في اسبانيا… ويخرجون كل حين يدافعون عن فلسطين… ونحن من نحن؟؟ السنا اعراب… أين النخوة واخوة الدم والدين ..؟ ألا يحرك المشهد فينا انسانيتنا بعد أن بعنا كل ما دونها… المشهد مرعب… والخنوع والتآمر مزري… ولكم الله يا أبناء غزة العزة رغم ألف حيف وحيف… ويا حيف على أمتنا العربية… فبعد هذا… ليس لنا إلا أن نمحو التاريخ والعنتريات… والمعلقات وأعيان الشعر… والنثر المطوطح والمفلطح…! وأهازيج النصر… والغدر… وبطولاتنا الخنفشارية… لقد خدعنا بتاريخنا… وخذلتنا كل القصائد… مقابل حفنة الطحين بالتراب بيد الطفل الغزي…!.
لا تريدون حماس… نعرف…. ولا تريدون نصرها… نعرف… ولا تريدون أن تصبح أنموذجا يزعزع أحصنتكم ودكتتورياتكم… نعرف…. ولكن هل تعلمون من حيث تعرفون او لا تعرفون أنكم في ذات قائمة العدو وشركاؤه..! وانكم مستهدفون لا محالة..! أين مستشاريكم؟؟ وأين تخطيطكم الأستراتيجي… ستأكلون يوم أكلت ح م ا س… عدو وقح لا اخلاقي… يستبيح كل شيء… هكذا عرفناه… وهكذا ظهر بفجاجة في معركة غزه ومعه قوى الإستعمار… فهل أنتم متفكرون… فالبقاء للحق وللفضيلة… وللشعوب الحية… والتخاذل والذل والخوف… سيعلمكم بنتائجه (سنمار).. فلا تنتظروا اكثر ما انتظر شاه ايران… وغيرة ممن خانوا شعوبهم… العدو والاستعمار ليس لهم صديق… فهل أنتم عارفون… وهل أنتم عائدون لرحم اوطانكم التي لن تخذلكم إن كنتم شرفاء… وأما الموت وانتهاء الحياة فهو قدر الله فينا… فيموت الشجاع والجبان والخائن والذليل والوطني والجاسوس… فالمؤمن بربه وشعبه ووطنه يموت ميتة الشرفاء ويخلده التاريخ… والخائن والمتآمر… يموت ميتة الذل والعار… ويقبر في مزابل التاريخ… فهل نتفكر..!
لك الله يا غزه… عار علينا ألا ننصرك… وأن لا تتحرك انسانيتنا قبل دمنا… لسد رمق جوعك… وإيقاف شلال الدم والتدمير.
العالم منافق وكذاب ولا إنساني… بعد الأمتحان الأخير وقبله… وليخرس بعد هذا دعاة حقوق الانسان والطفل والمرأة… والحيوان… الذين اوجعوا قوانينا ورؤسنا ثم لاذوا بالصمت… والنفاق… والكذب… بعد أن انكشفت تهليساتهم وعهرهم.
محنة غزة وما يحصل فيها حركت ضمائر شعوب العالم الغربي… إلا نحن… فمن نكون نحن؟
هي دعوة لكل علماء الإنسان وإرثه وسلالته… ابحثوا من نكون بالله عليكم… وواجهونا بحقيقتنا… لعل وعسى أن نجد نطفة تائهة في مكان ما تعيد لنا عروبتنا المنتهكة…حد الذل والتآمر !
حمى الله غزه… وحمى الله فلسطين… وحمى الله الاردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى