الثقة بالنفس دافع للبقاء في ظل الظروف الراهنة.

Stocks3 مارس 2021آخر تحديث :
الثقة بالنفس دافع للبقاء في ظل الظروف الراهنة.

افاق الاخبارية

الثقة بالنفس دافع للبقاء في ظل الظروف الراهنة.

د. سعاد ملكاوي.

يؤكد العلماء وتثبت الدراسات بأن الثقة بالنفس هي مكون رئيسي من مكونات النجاح، ولكن ما هو التعريف الأمثل للثقة بالنفس-Self assurance  or Self confident ؟ وهل هي مكتسبة ام فطرية؟ ومتى تصبح الثقة بالنفس مقوماً من مقومات نجاح الفرد؟ ومتى تقودنا إلى الغرور؟ جميعها أسئلة تطرح لتقودنا إلى التعريف الأمثل للثقة بالنفس، حيث عرفها جرودن بايرون : “إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها”.

، والثقة بالنفس من منظور إسلامي هي ثقة الفرد بالله عز وجل حيث تنعكس هذه النظرة على درجة ثقة الفرد بقدرته وطاقاته، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ” تجدون الناس كإبل مائة،لا يجد فيها الرجل راحلة” فالرجال تقاس بمدى قوتها وحسن أفعالها وليس بالمظاهر الزائفة،  فالإيمان يلهمنا القوة والثقة بقدراتنا في الأوقات الصعبة، ويساعد

على التخلص من مظاهر الخوف والقلق، ومن أبرز خصائص الثقة بالنفس أنها واقعية نتيجة لتراكم الخبرات الانسانية ومتطورة من خلال التجارب الإنسانية وهي أيضاً صفة مكتسبة وليست فطرية إذ يكتسبها الفرد من بيئته ومحيطه سواء الأسرة او المؤسسات الاجتماعية الاخرى التي تتشارك مع الأسرة لإنتاج القيم الاجتماعية التي تعزز الثقة بالنفس مثل العطاء وتحمل المسؤولية واحترام الآخر والتسامح ويظهر ذلك من خلال الدور الاجتماعي للافراد في البناء الاجتماعي والتي يعبر عنها الفرد عادةً بالسلوكيات الظاهرة في المواقف المتنوعة حيث تشكل تلك المواقف مجالاً حيوياً للتمايز الإنساني في الحاجات والعواطف والآراء، والمشاعر الإيجابية التي تخلق الطاقات المحركة لعجلة التطور والنماء ، كما أنها من مكونات الشعور الداخلي عند الشخص المعينة له في مواجهة مصاعب

الحياة وخوض غمارها بحسن تخطيط وتحمل للمسؤولية، ويرتبط هذا كله بالصحة النفسية والجسدية للشخص، فكلما تمتع الفرد بصحة نفسية وجسدية كلما كان أكثر ثقة بقدراته وإمكاناته. ومهما كانت  الثقة بالنفس مطلقة أو محدودة فهي بالنهاية لا بد أن تعززالنجاح والرغبة في التطوروالتغييروالتكيف. ولقد شكلت الجوائح ومنها ” كورونا” عوائقاً كثيرة أثبت الفرد الواثق بنفسه قدرةً على مجابهة تحديات الجائحة وخاصةً  الصحية منها حيث اتخذت التدابير الكافية للحفاظ على البنية الجسدية والنفسية عن طريق ممارسة الرياضة،

والتباعد الاجتماعي والغذاء الصحي وغيرها والاطلاع على كل ما هوعلمي مفيد في مجالات العناية بالصحة الجسدية والنفسية معاً، والتي تطلبت أيضاً الدعم الصحي من الحكومات والمؤسسات، والجهات المختصة لأفراد المجتمع عن طريق الفحوصات المستمرة، وأخذ اللقاحات وغيرها من التدابير، ولا تقل المشكلات الصحية خطراً عن المشكلات المادية الاقتصادية التي هددت العديد من الأفراد بفقدان وظائفهم كما أنها قللت بشكل ملموس فرص العمل وفقدان الوظائف وترتب على كل ذلك حدوث المشكلات النفسية المرتبطة

بضعف القدرة المالية، فظهرت الحاجة لتقوية المهارات العملية في مجالات التدريب والعمل عن بعد لاستمرارية البقاء الوظيفي، وكذلك تقوية الصلات بالآخرين والاطلاع على تجارب النجاح التي جسدت أهمية معيار الثقة بالنفس عند الافراد في ظل الظروف الصعبة، وكان دليلاً في القدرة على الصمود، وهنا لا بد من الإشارة إلى صعوبة التنبؤ بما سيحدث، والطاقة السلبية لبعض الأفراد، والاحباط والاكتئاب، وغيرها من المشكلات النفسية المتمخضة عن الجائحة والتي اقتضت لمجابهتها تقوية الثقة بالنفس وتعزيزها بالاطلاع على آخر الاخبار والمستجدات والاستماع إلى النصائح والتوصيات المحلية والدولية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والابتعاد عن المعلومات المغرضة والمضللة والشائعات والتي من شأنها في نهاية المطاف التأثير الايجابي على ثقة الأفراد بأنفسهم وتقوية الأمن النقسي لديهم وهذا بدوره يساعد المجتمع بشكلٍ عام على الخروج من الأزمة والشعور بالتعافي.

 

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه