“الاستقواء من أجل الاسترضاء…”

“الاستقواء من أجل الاسترضاء…”

موفق احمد بطاينة / جامعة اليرموك

المتمعن بملف قبول أبناء العاملين في جامعة اليرموك وما رافقه من إجراءات في قبول أبناء العاملين والتي حُددت بنص ضمن أسس القبول الجامعي لعام 2020 يلاحظ التفسير المتغير تبعاً للهوى والمزاج من إدارة الجامعة ممثلة بمجلس أمناءها الموقر وعطوفة رئيسها الأكرم، والذي حرم أبناء الإداريين رغم تفوقهم وانحاز لأبناء الأكاديميين ليظفروا بالعدد الأكبر من مقاعد الكليات الطبية حيث تم قبول أبناء الاكاديميين في كلية الطب والجراحة بمعدل 92.5 وفي كلية الصيدلة بمعدل 80 فما فوق!!!!
اما أبناء الإداريين فكان أقل معدل تم قبوله في كلية الطب والجراحة 96.6 وفي كلية الصيدلة 92.5.
من خلال ما تقدم نرجو تبيان بعض الأمور والتي يمكن الاستدلال بها والاسترشاد:
1-أن هذه الامتيازات الممنوحة لأبناء العاملين في الجامعات هي كما الامتيازات المقدمة في البنوك أو شركة الكهرباء أو مؤسسة الضمان الاجتماعي لموظفيها بتقديم قروض بدون فوائد أو خصم على نسبة الاستهلاك في الكهرباء… كما أن ابناء العسكريين لهم نسبة من المقبولين في الجناح العسكري لجامعة مؤتة أو كلية الملك حسين للطيران أو الأطباء الراغبين بالالتحاق بالخدمات الطبية وحتى ممن يرغب بالخدمة العسكرية كضابط أو فرد مجند، وهذه النسبة لا يتم تقييدها بالتمييز بين رتب الاباء.

2-قامت المؤسسة الاستهلاكية العسكرية بإصدار بطاقات تمنح العسكريين والمتقاعدين خصما على مشترياتهم بنسبة 10% ولم يتم تمييز هذا الخصم حسب الرتبة العسكرية.

3-قدوتنا و حادي ركبنا جلالة ابا الحسين أعز الله ملكه عندما تكرّم بمكارمه الملكية لأبناء العسكريين وأبناء المعلمين وأبناء العشائر وأبناء المخيمات؛ أمر بأن يكون معيار التفاضل لمن يستفيد من هذه المكارم المعدل والتحصيل العلمي وليس رتبة الأب او ولي الأمر….
4-في كل عام يلجأ مجلس الأمناء بتفسير أسس القبول وتقسيم نسبتها- 15% بطريقة مختلفه تضع أولياء الأمور والطلبة في حيرة وارباك شديد مما يسبب ضغطاً نفسيا كبيراً على الأسر كاملة، ولا أدل على ذلك مما يحصل الآن حيث العدد الأكبر مازال ينتظر الفرج!!!!!!

5-اعداد الإداريين في الجامعات الرسميه أكثر من إعداد الاكايميين؛ فهل من العدل والحكمة تخصيص نسبة الأقل للشريحة الأوسع والنسبة الأكبر للشريحة الأقل عددا…. لماذا لا يتم اعتماد تفوق الطالب وتحصيله الدراسي وبذلك يخضع الجميع لنفس المعيار ونحقق الرضى الوظيفي ونحافظ على الدافعية للتفوق عند الطلبة.

6-الجامعات ميزت أعضاء هيئة التدريس عن الاداريين من خلال الرتبة والراتب وتقدم مخصصات لدعم البحث العلمي ومكافآت النشر العلمي في المجلات العلمية المحكمة وهذا حقٌّ وحقيقة… فهل يعقل أن ينسحب هذا التمييز على الأبناء.
7-اعتقد ان ما يمارسه بعض المسؤلين يعتبر تنمراً على أبناءنا المتميزين افقدتهم حقهم وطموحهم بدراسة التخصص الذي يرغبون، واستخفافا بالدور والجهد الذي بذله وما زالوا يبذلونه الاداريون في الجامعة نضعه أمام معالي وزير التعليم العالي ومجلس التعليم العالي من أجل الإنصاف وتحقيق العدل والعداله… فبالعدل تصلح الرعية.
وختاماً نرجو من الله ان يلهم الجميع سبل الرشاد لرفع الظلم واحقاقا للحق.

Scroll to Top