الرياضة العقلية ( 92 )
كامل الشريف
القرآن
· هنالك اديان في الشرق والغرب تقوم على الفلسفة او على الخرافة التي يفلسفها الناس ، فيجعلون من نظرية لا تستحق الا التهكم او السخرية ، قضية توجب التفكير والتأمل . وصدق الفيلسوف نيتشه حين قال ” الفلسفة ليست إلا نوعا من الانتقام ضد الحقيقة ” .
· على كل حال ، يصبح الدين دين النخبة القادرة على التحليل ، والتبديل ، وشق الشعرة طوليا كما يقول الفرنسيون ، او الحلول الغامضة لمشكلات مستحيلة الحل ، كما يقول هنري آدمز في كتاب ” الجنس البشري المزعوم ” .
· يزعم البوذيون ان بوذا جلس تحت شجرة اربعين سنة يأكل في اليوم الواحد حبة قمح ، ثم ابتسم في النهاية قائلا ” عرفت الحقيقة ” .
· في هذه الابتسامة كتبت ألوف الكتب والمجلدات ، وكل كاتب يشرح الحقيقة لا كما رآها بوذا ، ولكن كما رآها الكاتب منسوبة الى بوذا ، مما زاد الحقيقة غموضا والتباسا .
· في الاديان الاخرى ، كذلك أساطير وخرافات من نوع ابتسامة بوذا ، قامت عليها اهرامات من الكتب والنظريات لكنها بقيت في اطار النخبة من الفلاسفة والخبراء .
· اليهود زعموا ان يعقوب ” اسرائيل ” قاتل ربه على احد فروع نهر اليرموك وصرعه ، وحول القصة الاسطورية تدور عقائد ومذاهب ونظريات .
· القرآن الكريم وحده خلا من الاساطير والخرافات ، حتى المعجزات القليلة بقيت بعيدة عن جوهر العقيدة .
· الاسلام دين النخبة ودين العوام على السواء ، ” افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ” ( الغاشية 17 ) ، رأى البدوي في الجمل معجزة وهو يعبر فوقه رمال الصحراء .
· واليوم الجمل يعتبر معجزة في علم ” الزولوجيا ” ” والبيولوجيا ” .
· صدق الكاتب الفرنسي ” ميشيليه ” حين وصف القرآن بانه كتاب الانسانية كلها .