الكاتب والاعلامي سالم محمود الكورة
لقد لعب اللوبي الصهيوني دورا قويا وفاعلا في التاثير على السياسة الامريكية وتوجيهها حسب ما تتطلب المصلحة بكل الاتجاهات والظروف والتي تتضمن اهداف اسرائيل واستراتيجيتها في الشرق الاوسط والحصول على الدعم الامريكي في الصراع العربي الاسرائيلي في القضية الفلسطينية والوقوف الى جانبها في مجلس الامن الدولي فكل ما صدر قرار من مجلس الامن الدولي يدين اسرائيل واعمالها الاجرامية والوحشية من قتل وتهجير قسري واستيطان واعتقال وهدما للبيوت بحق الشعب الفلسطيني استخدمت امريكا حق النقض الفيتو والذي يلغي أي قرار دولي من مجلس الامن يدين اسرائيل فاصبحت امريكا هي الراعي والحامي لوجود اسرائيل في الشرق الاوسط ، فهو الوجود الغير قانوني في جميع المواثيق الدولية والشرائع السماوية ايضا والذي تمثل باحتلال اسرائيل لفلسطين منذ 1948عام ، فان المتابع لشؤون الشرق الاوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصة يجد بان الولايات المتحدة بدات علاقتها بالكيان الصهيونني منذ عام 1948م ولغاية وقتنا الحاضر ،حيث بدا الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري لاسرائيل وقد مرت هذه العلاقات بمراحل واسس مختلفة ناخذ منها :-
1-دعم ومساندة اسرائيل من اجل تحقيق اهدافها واستراتيجيتها ووجودها في الشرق الاوسط وخاصة في الحصول على الدعم الامريكي (السياسي والعسكري )في الصراع العربي الفلسطيني والمتمثل في الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين .
2-بنيت هذه العلاقة على دعم بقاء اسرائيل واستمراريتها في الاحتلال وضمان امنها ايضا وحمايتها اذ تطلبت الحاجة لذلك كما حدث في غزة.
3-تقديم العون والمساعدة لاسرائيل للحصول على تعويضات لاقامة دولتها وتعويضها بدلا مما تعرضت له من اضطهاد على يد النازيين .
4-مساعدة اسرائيل في الحصول على الاسلحة المتطورة من امريكا وعلى التكنولوجيا العسكرية من اجل ديمومة بقاءها ومواجهتها لاي عدوان من الدول المجاورة .حقا ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية مشؤومة ، علاقات غير عادلة جرت المنطقة الى الحروب والازمات وزهق الارواح وكانت هذه العلاقة مشجعا بازدياد الكيان الصهيوني في غطرسته وفي جرائمه المتررة بحق الانسنية في فلسطين . وها نحن ما نشاهد بام اعيننا الغزو الاسرائيلي على غزة منذ 7اكتوبر 2023 غزو ممنهج استخدمت فيه الاليات العسكرية والمدافع الثقيلة والطائرات الحربية فتم تدمير جزء كبير من مدينة غزة وهدم البيوت على سكانها وهم احياء حربا ابادة جماعية لم تترك ذرة من الرحمة في ارض غزة جريمة نكراء، وللاسف الشديد فقط جرائم اسرائيل معفاة من القانون الدولي الذي يجرمها من فعلتها الشنعاء بحق اهل غزة خاصة والشعب الفلسطيني عامة فالعقاب جماعي حيث قصفت المستشفيات والمدارس والجامعات وحتى المساجد والكنائس لم تسلم فقد كانت حرب على البشر والحجر والشجر حيث نزح عددا كبير من السكان ما يقارب نصف سكان غزة الى الجنوب نتيجة القصف الصاروخي والمدفعي المتواصل والمجازر التي ارتكبت, وقد بلغ عدد الشهداء في الاسبوع الثالث ما يقارب 6700شهيدا والرقم بتزايد مستمر والمصابين وصل عددهم 13 الف مصاب ، لقد اتي هذا الهجوم على غزة بعد قيام حركة حماس بعملية عسكرية سميت طوفان القدس وقد كان العقاب جماعي على اهل غزة الصامدين الصابرين الموحدين . ان الترسانة العسكرية الاسرائيلية قوية بشتى المجالات العسكرية وليست بحاجة الى الدعم والمساندة من الولايات المتحة الامريكية او الغرب ، فلم تكتفي اميركا بالقوة العسكرية الاسرائيلية الفتاكة بل حركت اسطولها الحربي الى ميناء غزة حيث قامت واشنطن بارسال قواتها البحرية الى ميناء غزة وكانت حاملتا طائرات وسفن ودعم ونحو 2000جندي من البحرية الامريكية وقد كانت القوات الامريكية على اهبة الاستعداد لمساندة الجيش الاسرائيلي في حربه على غزة الحرب التي كانت عقاب جماعي لاهل غزة حرب احادية الجانب فقط الجيش الاسرائيلي لديه السلاح واهل غزة العزل لايملكون الى الدعاء لله والصبر على ما اصابهم ، استغرب من الازدواجية في المعايير الدولية في الامس امريكا تقف مع الشعب الاوكراني وتقوم بتزويده بالاسلحة والمعدات وقد كنا نسمع الخطاب الامريكي المندد بالحرب الروسية على اوكرانيا وتطالب بمحاكمة الرئيس بوتين وتولي الادارة الامريكية الجانب الانساني عنصرا اساسي في خطابها الراديكالي ، وفي غزة انقلبت الطاولة وقد كان الجانب الانساني لاهل غزة مفقود والقانون الدولي غائب في غزة ومحكمة الجنايات الدولية مغلقة لاشعار اخر لك الله ياغزة ، ولك الله يا فلسطين . ولك الله يا عروبتنا