احمد ابودلو

قيل أن الحب زهور تحتاج إلى إناء يحفظها وينميها، ونرى أن الزهور حبُ يحتاج إلى انسجام بين أكثر من طرف … والزهور ارتبطت دوماً بمعاني سامية عند الإنسان، فالفرح والأمنيات والأحلام والنجاح يمر عبره الكثير من المشاعر ولكن تبقى الأزهار خير وسيلة للتعبير عن هذه المشاعر، وللحزن باب تمر عبره الزهور غير أن الحب هو الذي غلب في معاني الزهور، فتحولت الزهرة إلى رسالة حب فيها من الصفاء ما فيها، صمت ينتظر الإجابة وحملت ألوانه الزهور معاني الرسالة كما حملت أنواع الزهور قيمتها.
وقال تعالى:وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ذلك بأن الله هو الحق وأنه يُحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير.
ويقول العماد الأصفهاني:
قلت للورد ما لشوكك يُدمي كلُ ما قد أسوتـه مـن جـراح قال لي: هذه الرياحين جند أنا سلطانها وشوكي سلاحي
ويقول الصنوبري :
أرأيت أحسن من عيون النرجس أم مـن تـلاحظهــن وسـط المجلـس
دُرر تشقـُق عـن يـواقـيـت علـى قصب الزبرجد فوق بسط السُندس أجـفـان كافــور حـثـيـن بأعـيــن مــن زعـفــران نـاعمـات الملمـس
وقد صدق أبو الطب أبقراط حيث يقول: من لم يبتهج بالربيع وأزهاره ولم يستمتع ببر نسيمه، فهو فاسد المزاج، يحتاج إلى العلاج، والربيع يُخضّر الحياة، ويُزيّن الأيام، فهو يفيض على الأدباء والشعراء وآثارهم، قوة وحيوية وشباباً وخصباً ونماء؟!
وهنا تهيجُ عاطفة الحب وتشتعل جذوته المقدسة لدى كل ذي روح، فينبعث الشعراء يوقعون على أوتاره المرنة، أناشيد الصبابة، وأهازيج الغرام، وأُغنيات الأشواق، وهكذا نجد الخليفة العالم الفطن (المأمون) يقول: أغلظ الناس طبعاً من لم يكن ذا صبوة في زمن الربيع؟!والشاعر يقول :
من شم طيب رياحين الربيع يقل لا المسك مسك ولا الكافور كافور