الكحل العربي.. بين الفوائد وألا ضرار..؟

Husam15 مايو 2023آخر تحديث :
الكحل العربي.. بين الفوائد وألا ضرار..؟

 

احمد ابودلو – الأردن

يقول محي الدين بن عربي :
ترنو إذا لحظت بمقلة شادن يعزى لمقلتها سواد الأثمد
بالغنج والسحر المفتول مكحل بالتيه والحسن البديع مقلد
من هنا نجد أن جمال المرأة العربية لا يكتمل من دون الكحل ” الاثمد” ذي اللون الأسود الذي يميل إلى اللون الرمادي ، حيث تضعها على عينيها “بالمراود” .
والعين التي تكحلها الطبيعة هي العين الآسرة الساحرة – نظرتها حديث بلا كلمات فهي المعبرة عما يجيش في النفس من لوائح فتطلق سهاماُ مباشرة الى القلب ، ليتحرك الشوق في مقتل يصعب الفكاك منه حيث يقول امرؤ ألقيس :
إن العيون التي في طرفها حور قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
إذن كل امرأة تحلم بهذه العيون التي في طرفها حور، فهي عنوان الجمال والسحر، ورمزاً لأنوثتها ومرآة نفسها العاكسة لأفكارها ومشاعرها… وعواطفها تجاه الآخر … فبحثت طويلاً ولم تجد غير الكحل العربي الذي حقق لها رغبتها ، وأعطاها سحراً وجاذبية تنفذ الى داخل كل رجل محب وعاشق فتوقع به في شباك نظراتها لتأخذه الى عش الحب والسعادة … حيث قال الشاعر :
مابين معترك الأصداق والمهج أنا القتيل فلا إثم ولا حرج
ودعت قبل الهوى روحي كما نزرت عينياي من حين ذاك المنظر البهح
لله أجفان عين فيك ساهرة شوق إليك وقلب بالغرام شجي
ولكل هذا عاش الكحل مع حواء في كل مراحل حياتها ، واستخدموه بعض الرجال لفوائده ، فهو كما يعتقدون يحمي العيون من وهج الشمس ويساعد الجفون على امتصاص الأشعة وعدم وصولها الى داخل العين ، ولأن بلادنا العربية غنية بمصادر الكحل الطبيعي وحبّاها الله سبحانه وتعالى بشمس لا تغيب حافظ العرب عليها وتغنى الشعراء والادباء بالعيون الكحيلة لأن فيها جمالاً من نوع خاص حيث قال تميم بن معتز :
كأن سواد الليل والصبح طالع بقايا مجال الكحل في الأعين الزرق
ومع الاسلام استمر الحفاظ على هذه العادة حتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم الكحل ووضع بذلك سنة لم تتوقف من بعده ، وقد أوصى عبدالله بن جعفر ابنته وهي تزف ” اياك والغيرة ، فإنها مفتاح الطلاق ، واياك والمعاتبة فإنها تورث البغضاء ، وعليك بالزينة والطيب ، واعلمي ان أزين الزينة الكحل ، وأطيب الطيب الماء”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه