انتخابات تركيا على وسائل التواصل أيضاً.. من الأكثر تأثيراً؟

قبل ثلاثة أيامٍ من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا يوم الأحد المقبل، يتسابق كلا المرشّحين الرئيسيين في الانتخابات الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب “الشعب الجمهوري” الذي يقود أيضاً تحالف “طاولة الستّة” المعارض، بكافة الوسائل.

فمن حرب الحشود إلى حرب التصريحات، وصولاً إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأغراضٍ انتخابية.

من الأقوى؟

فأيهما الأكثر استخداماً لهذه المنصّات، وكيف ستؤثر على الناخبين؟

في الواقع تضاربت الآراء بشأن كيفية استخدام المرشّحين الرئيسيين في الانتخابات لمواقع التواصل الاجتماعي، لكن هناك إجماعا على أن كلا من أردوغان وكيليتشدار أوغلو يمنحان أهميةً كبيرة لتلك المنصات ويستخدمانها كوسيلة دعائية سريعة للاستفادة منها في الحصول على مزيد من الأصوات خلال الانتخابات الحاسمة التي تشهدها تركيا قبل أشهرٍ من مئوية تأسيسها.

وفي هذا السياق، أكد أركان ساكا، أستاذ الصحافة والدراسات الإعلامية في جامعة “بيلجي” التركية للمعلوماتية أن “كلا المرشّحين يستخدمان مواقع التواصل، لكن الفارق يكمن في آلية استخدام كلٍّ منهما لتلك المنصّات.

وأضاف قائلا: “حتى وقتٍ قريب كنت أزعم أن أردوغان الأكثر نشاطاً على تلك المواقع، إلا أن العملية الانتخابية أثبتت العكس، حيث إن كيليتشدار أوغلو هو الأكثر نشاطاً”.

كما قال الأستاذ الجامعي لـ”العربية.نت” إن “هناك فارقاً بين استخدام كلا الرجلين لمواقع التواصل، فعلى سبيل المثال يستخدمها الرئيس الحالي كمنصّات للبث المباشر، ونادراً ما يستخدم الخدمات الأخرى الموجودة في هذه المواقع، في حين أن كيليتشدار أوغلو يتّخذ نهجاً مباشراً أكثر تجاه الكاميرا، ويعتمد على نشر مقاطع فيديو خاصّة به عوضاً عن البث المباشر، مثلما فعل في آخر المقاطع التي ظهر فيها وتبيّن أنه أكثر إدراكاً لتأثير هذه المنصّات على الناخبين والمشاهدين، وهو ما يعد سبباً لاستخدامه تلك المواقع بشكلٍ متزايد وشمولي وعفوي”.

أصوات الشباب

ولفت إلى أن “كلا المرشّحين كان لديهما محاولات غير متكافئة للحصول على أصوات الشباب، فهي الفئة الأكثر استهدافاً على السوشيال ميديا، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار وجود 6 ملايين شاب سيصوّتون في الانتخابات هذا الشهر، للمرة الأولى”، مشدداً على أنه “من الصعب معرفة التأثير المباشر عليهم، لكن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير جوهري”، على حدّ تعبيره.

أثر أكبر على المترددين

إلى ذلك، رأى أن “تأثير المنصّات الاجتماعية ربما يكون أكبر على المترددين الذين لم يختاروا مرشّحهم بعد أو أولئك الذين لا يتواجدون في تركيا ويقضون معظم أوقاتهم خارج البلاد، وكذلك على الناخبين الأصغر سناً والذين لا يتمتعون بخبرة حزبية”.

من جهته، شدّد الأكاديمي سليمان عرفان، أستاذ الصحافة في جامعة اسكودار التركية على أن “كيليشتدار أوغلو هو الأكثر استخداماً بشكلٍ فعال لموقع يوتيوب فقط مقارنة بمنافسه أردوغان”. وأضاف لـ”العربية.نت” أن “رئيس حزب الشعب الجمهوري ينتج مقاطع فيديو ذاتية الصنع بشكلٍ احترافي، ورغم أن لدى أردوغان فريقا محترفا في هذا المجال، فإنه مثلاً ينشر تغريدات طويلة وهو أمر غير مرغوب به، فالناس يفضّلون قراءة التغريدات المختصرة والمباشرة”.

وتابع أن “كلا المرشّحين يستخدمان ذات المواقع الاجتماعية مثل تويتر وإنستغرام ويوتيوب وفيسبوك، لكن باعتقادي أن فريق الرئيس الحالي يستخدم هذه المنصات أكثر من كيليتشدار أوغلو، والهدف من ذلك هو توحيد أنصارهم وتحفيزهم على الدعم”.

وتشهد تركيا انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية يوم الأحد المقبل، في الرابع عشر من مايو/أيار الجاري، وهي انتخابات تعدّ الأهم في تاريخ “الجمهورية”، وتأتي بعد مرور أكثر من 3 أشهر على زلزال مدمّر ضرب جنوب البلاد وامتد لسوريا، وخلف آلاف القتلى في كلا البلدين المجاورين ودماراً هائلاً في البنى التحتية.

ويخوض السباق الرئاسي 4 مرشّحين هما أردوغان وكيليتشدار أوغلو ومحرّم إينجه وسينان أوغان.

Scroll to Top