الماء… شريان الحياة ومعجزة البقاء ؟

Husam9 مايو 2023آخر تحديث :
الماء… شريان الحياة ومعجزة البقاء ؟

 

احمد ابودلو

يقول الله تعالى في محكم كتابه (وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم .

ورد ذكر الماء على لسان القدماء حينما كانوا يفكرون في نشوء الخلق فقد قال طاليس.. أن الماء هو مصدر كل شيء . وتبقى المظاهر الكونية شاهدة على قدرة العظيم الذي صور فأحسن التصوير وأبدع في الخلق والتكوين، وليس اجمل من الماء دليل على ان البساطة والتدبير هي أساس الحياة والتعمير. وقد ورد ذكر الماء في القرآن الكريم في مواضيع عديدة فقد جاء .. وجعلنا من الماء كل شيء حي … ، للدلالة على أهمية الماء ، وورد ايضا هذا ماء عذب فرات سائغ شرابه .. واعتبر الماء مقدسا عند بعض الشعوب فقد جاء في أسفارهم ، بوركت أيتها المياه المقدسة تمنحينا الحياة وتستبقي علينا النعم … فهذا الماء العذب الذي قدر مقدار حاجة الإنسان اليه يوميا للشرب بحوالي 2لتر باليوم قد يكون مصدرا مهلكا للإنسان ومميتا ..
والماء هذا العنصر الاساسي في الحياة يتركب من عنصرين بسيطين هما الاكسجين والهيدروجين اضافى الى مواد غريبة كبعض الاملاح والغازات التي يمكن الخلاص منها بالتقطير، ورغم هذه الصفة الكيميائية غير المعقدة غير ان العنصر الهام في تركيب أجسام الكائنات الحية، حيث يشكل 90٪ من جسم النباتات واكثر من 75٪ من أنسجة الحيوان.
الماء والانسان: ترجع صلة الانسان بالماء الى الازل ومنذ الخليقة ففي تركيب الجسم البشري 65٪ من وزنه ماء و80٪ في دمه و85٪ في دماغه و20٪ في عظامه و80٪ في عضلاته، وحين دبت فيه الحياة كان يعيش في ويط مائس لا يفارقه الا حين يولد، وتبدأ حياة المولود الجديد بتناول الماء بما يعطى له من غذاء، وكلما كبر زاد طلبه للماء أكثر حتى تتراوح نسبة ما يشربه من الماء ما بين ليتر واحد الى ستة ليترات، وذلك بحسب طراز حياته وغذائه وعمله والمكان الذي يقيم فيه، ويحصل الانسان على هذه الكمية عن طريق شرب الماء ومن الغذاء الذي يتناوله خاصة من الخضراوات والفواكة النيئة، فاذا صام الانسان من الطعام فانه لا يستطيع العيش بلا ماء أكثر من ثلاثة أيام الا نادرا.
واذا حاول الانسان الامتناع عن تناول الماء أو التخفيف منه خوفا من السمنة أو لاسباب أخرى وبلا استشارة الطبيب بأت العضوية الجسمية تستعين للتعويض عن الماء بهرمونات خاصة تفرزها مراكز الدماغ العليا لابطاء افراز الكلية الماء وعندها يشتد في الجسم الشعور بالعطش والالحاح في طلب الماء فاذا استمر الامتناع عن شرب الماء يصبح الجسم كالآلة المحرومة من الشحم والزيت فيختل عمل العضوية ويضطرب نظام وظائف الماء في الجسم وفي مقدمتها اذابة الطعام وحمله الى كل أجزاء الجسم واخراج الافرازات المعدية و المعوية وغيرها ويعقب ذلك حدوث التجاعيد في الأيدي والوجه ثم عوارض عديدة قد تؤدي الى الموت .
الحاجة الى الماء : ليس بالامكان الاستغناءعن الماء مهما كان التحدي، ويقال أن الانسان يمكن أن يبقى على قيد الحياة أياما عديدة بدون طعام ولكنه لا يستطيع ذلك بدون ماء، ولهذا فقد دأب الانسان منذ القدم على السعي الحثيث لتأمينه من حيث المصادر ومن حيث الجودة،لذا لم يترك حيلة لاكتشافه والحصول عليه وخزنه الا لجأ اليها ودبرها .
وقد نقب العرب في سالف العصور الارض حتى وصلوا الى المياه في باطنها للاستفادة منها في مختلف المجالات، وأكبر حروب الجاهلية قامت من أجل المياه فقد تقاتلت عبس وكلب على الماء، وأسار معاوية بن دومان في أشعاره الى أسباب حرب حمدان وقفاعة ، وقد كانت لأجل المياه. ويذكر التاريخ الكثير ممن حفروا الآبار لخزن المياه لسقاية الحجيج واختصت عدد من القبائل في بعض الآبار مثل عبد شمس بن عبد مناف وبئره المحفور في أعلى مكة المكرمة والذي كان يسمى (الطوي) وبئر (سجله) لبني هاشم و(السقية) لبني أسد .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه