الأخلاق ناموس الجامعات والمجتمعات…!

Husam27 مارس 2023آخر تحديث :
الأخلاق ناموس الجامعات والمجتمعات…!

د. مفضي المومني
2023/3/27
هل توقفت للحظه مع نفسك؟، هل سألت لماذا تتقدم الشعوب ونحن نتأخر؟؛ نسترسل في نقد كل من حولنا، فنلوم الحكومات والمسؤولين والمتنفذين ونسبغ عليهم من الذم أو المدح كل على هواه ومصلحته، ولكن لو تأملنا قليلاً لوجدنا أن أزمة الأخلاق؛ هي أساس الفساد والإفساد والتخلف وبالتالي هي الوصفة السحرية لإنهيار الأمم والمؤسسات، وتخلفها وأختفاء غالبية السلوكات والعادات والتقاليد الجميلة التي تربينا عليها، إذ لا تلتقي الفضيلة مع سوء الأخلاق، ولكم أن تتخيلوا العيش مع ضياع الأخلاق وإندثار الفضيلة..!
ما هي الأخلاق؟ “الأخلاق في اللغة جمعٌ، ومفردها الخُلق، وتطلق على مجموعة الصفات النفسيّة للإنسان وأعماله وسلوكاته التي توصف بأنّها حسنةٌ أو قبيحةٌ، أمّا الأخلاق في الاصطلاح فهي ميلٌ من الميول أو العادة أو الإرداة التي تغلب على سلوك الإنسان دائماً حتى تصبح عادةً من عاداته، وتُعرّف الأخلاق أيضاً بأنّها: القوة الراسخة في الإرادة التي تجعل المرء يختار ما فيه خيرٌ وصلاحٌ إن كان الخُلق كريماً حميداً، وتجعله يختار الشرّ والفساد إن كان الخُلق سيّئاً وقبيحاً، والفضيلة تطلق على الدرجة الرفيعة من الفضل والخُلق” (مقتبس).
في مذكراتها سألت انديرا غاندي والدها الزعيم الهندي “جواهر لال نهرو”:ماذا يحدث في الحرب و الإرهاب واستلام الرعاع للسلطة ؟
رد والدها عليها:ينهار الإقتصادقالت: وماذا يحدث بعد إنهيار الإقتصاد؟أجابها والدها:تنهار الأخلاق.قالت: وماذا يحدث أيضاً لو إنهارت الأخلاق!؟
رد عليها بمنتهى الحكمة:وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟
نعم يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص في مستلزمات الحياه والرفاهيه، ولكن العيش يصبح مستحيلاً في أي مؤسسة او مجتمع او مكان انعدمت فيه الأخلاق والسبب: يسود اللئام والضعاف والموتورين وعديمي الثقة بأنفسهم الإمعات المرضى نفسياً والأوغاد، وتذهب الأعراف والقوانين والخير وتسود شريعة الغاب وعقلية المزرعة والإنتقام واغتيال الآخر، ويتنحى المؤهلون الأكفاء ويتحول كل شيء إلى شريعة الغاب ونظرية المزرعة التعيسة، وبهذا تصبح الحياة الطبيعيةالكريمة شبه مستحيلة، ويشعر الإنسان المحترم أنه غريب في مجتمعه أو مؤسسته او بلده. ولنا في قوله تعالى لرسوله حين اختزل كل صفاته بصفة واحده، وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ(القلم – 4)، ومقولات كثيرة ترفع سمة الأخلاق كأساس للفضيلة؛
الأخلاق هي أساس الاشياء، والحق هو جوهر كل الأخلاق. – المهاتما غاندي.
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ… فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا، شوقي.
صَلَاحُ أَمْرِكَ لِلأَخْلاَقِ مَرْجِعُهُ ….فَقَوِّمِ النَّفْسَ بِالأَخْلَاقِ تَسْتَقِمِ…
.وَالنَّفْسُ مِنْ خَيْرِهَا فِي خَيْرِ عَافِيَةٍ وَالنَّفْسُ مِنْ شَرِّهَا فِي مَرْتَعٍ وَخِمِ— أحمد شوقي
إذاً الأخلاق مربط الفرس كما يقولون، وتنصدم لبعض الممارسات والسقطات الأخلاقية وأنعدام الذمة والضمير لدى البعض بيننا في مجتمع الجامعات وأيضاً في الكثير من المؤسسات، وهنا بما يخص الجامعات، يخالجك العتب والصدمة من من ممارسات وظواهر تنتشر بين فئة الكثير من الأساتذة الجامعيين…! عندما يبيعون أنفسهم وضمائرهم وأخلاقهم ومرتبتهم العلمية ويغتالون أخلاقهم بيدهم، إما بالسكوت عن قول الحق أو ممالئة الباطل، أو ممارسة النفاق والتزلف ومسح الجوخ للمسؤولين، من أجل منصب لا يستحقونه كبير عليهم، أو من أجل تملق ونفاق لرئيس أو مسؤول، ونساءل كيف يسمح أستاذ جامعي نموذج وقدوة أن يعير ضميره وأخلاقه ومكانته، وتهون عليه نفسه ليكذب ويزور أو يتبنى الباطل، باحثا عن غرض دنيا ذاهب لا يدوم… منصب أو منفعة شخصية أو مالية، كيف يسمح من يدعي أنه أستاذ جامعي لنفسه أن ينافق، وأن يتلون كل ذات رئيس (معاهم معاهم عليهم عليهم) ويجتر كلام مكرر عقيم… لا هو من اللغة بشيء ولا من أصول الكتابة بشيء وتشعر بالغثيان وأنت تقرأ ما يسميه مقالات عرمرمية هابطة، مرة منافقه ومسح جوخ ومرة تطبيل وتزمير، ومرة إبتزاز لتحصيل منصب ليس مؤهل له وهو الذي لا يجيد إلا التهريج واستخدمه البعض حسب نظرية ( كلب يعوي معك ولا يعوي عليك) ومرة يكتب بطولات موهومة بلغة ثالث إبتدائي ليقول لمسؤول في موقع ما (أنا موجود)،
هذه الصورة المقيتة موجودة بيننا تنفث السموم وأحيانا عن غباء وتقصد تكرس العبث بالوحدة الوطنية وتحاول التكسب بالعزف علي أوتارها برداءة… وكائنك أمام طبال حارات…!.
وبالمناسبة الأخلاق ليست حكراً على أساتذة الجامعات فهي أساس الحياة للجميع، ولكني أركز على أساتذة الجامعات لأنهم من المفروض أن وهم صانعوا الأجيال… ويجب أن يكونوا صفوة المجتمع ومثله الأعلى في الأخلاق، والحقيقة إن أزمة الأخلاق تنخر بعض جامعاتنا حد العظم، برعاية إدارات من فئة فاقد الشيء لا يعطية، مشفق على أجيال سيخرجها أمثال هؤلاء، مشفق على بلدي، وأجزم ولا اعمم… صرنا بحاجة لإصلاح الأخلاق قبل أي إصلاح آخر..!، ولهذا نرى أن كل محاولات الإصلاح وفي كل خيباتنا لم تؤت ثمارها، لأننا نبني على أساسات واهنة، فلا إصلاح ولا صلاح إلا بأستقامة الأخلاق عند الجميع….حمى الله الأردن.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه