إقالة وزير الدفاع تشعل الاحتجاجات بإسرائيل.. الحشود تتظاهر أمام الكنيست ومنزل نتنياهو والقلق يمتد إلى واشنطن

تشهد إسرائيل احتجاجات واسعة شملت إغلاق طرق رئيسية واختراق الحواجز حول منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة عقب قراره إقالة وزير الدفاع، وقد عزز الجيش حالة التأهب بعد “فقدان السيطرة داخل إسرائيل”، وفقا للقناة 12 الإسرائيلية.

ونزل ألوف المحتجين إلى الشوارع أمس الأحد في تل أبيب والقدس وحيفا ومدن أخرى فور الإعلان عن عزل وزير الدفاع يوآف غالانت، وذلك عقب دعوته الحكومة لتجميد خطتها لتعديل النظام القضائي، التي أثارت انقساما كبيرا بين الإسرائيليين.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مفوض الشرطة وجه بزيادة التعزيزات في جميع أنحاء إسرائيل، كما نقلت عنه قوله إن الشرطة ستعتقل كل من يتورط في عنف شديد وتخريب، حسب وصفه.

وقال مفوض الشرطة أيضا إن السلطات تسمح بالحق الديمقراطي في الاحتجاج لكنها لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المفتش العام للجيش سيعقد اجتماعا لبحث الآثار الأمنية لإقالة غالانت.

إلغاء مداولات الكنيست

ومع تصاعد الاحتجاجات واتساع رقعتها، أفادت مراسلة الجزيرة بأن لجنة القانون والدستور في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ألغت مداولات الليلة للتصويت على التعديلات القضائية.

كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الليكود -حزب نتنياهو- أن رئيس الوزراء قد يعلق إقرار قانون تعديل النظام القضائي.

لكن يبدو أن نتنياهو سيكون في مأزق آخر إذا استجاب لمطالب المحتجين، فقد ذكرت القناة الإسرائيلية نفسها أن وزير العدل ياريف ليفين يهدد بالاستقالة إذا قرر رئيس الوزراء تعليق التعديلات القضائية.

وأوضحت القناة 12 أن نتنياهو وزعيم حزب شاس يؤيدان وقف التعديلات القضائية، لكنّ وزيري العدل والأمن القومي يعارضان ذلك.

وقال المصدر نفسه إن 6 من نواب حزب الليكود في الكنيست يؤيدون تعليق التعديلات القضائية.

وقد خرجت مظاهرات متكررة في الأسابيع الماضية رفضا لخطة تعديل النظام القضائي، لكن الاحتجاجات اتخذت أبعادا جديدة بعد قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع ووعيده لمن وصفهم بالمتمردين على الحكم.

أمام منزل نتنياهو

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن محتجين اخترقوا حواجز حول منزل نتنياهو في القدس، وإن الشرطة استخدمت مدافع المياه لإبعادهم.

وقالت مراسلة الجزيرة إن رئيس جهاز الشاباك وصل إلى منزل نتنياهو وسط محاولات من المتظاهرين للوصول إلى المنطقة.

في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسؤولين ورؤساء بلديات أعلنوا أنهم سيبدؤون اليوم الاثنين إضرابا عن الطعام أمام مكتب نتنياهو.

وقد أفادت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري بأن آلاف المتظاهرين يتجمعون في محيط الكنيست في القدس رفضا للتعديلات القضائية، وأن الأمن يدفع بتعزيزات للسيطرة على الموقف.

وأضافت المراسلة أن الشرطة تحاول إبعاد المتظاهرين عن مقر الكنيست.

وفي تل أبيب، أغلقت حشود من المحتجين الطريق السريع الرئيسي في المدينة، وأشعل متظاهرون النار وسط الطريق، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أحد قادة الاحتجاجات قوله إن إغلاق الطرق مستمر حتى استقالة نتنياهو.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول كبير في الشرطة لم تسمه أن الشرطة فقدت السيطرة على الاحتجاجات.

وكذلك، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الشرطة “فقدت السيطرة تماما على المظاهرة الضخمة التي تجري في (شارع) أيالون (وسط تل أبيب) بعد إقالة وزير الدفاع”.

وفي إطار التحركات الاحتجاجية، قررت الجامعات الإسرائيلية تعطيل الدراسة اليوم الاثنين رفضا لخطط تعديل النظام القضائي، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.

من جانب آخر، نُقل عن رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) أن الاتحاد سيعلن إغلاقا كاملا للاقتصاد ردا على قرار نتنياهو.

في الأثناء، أعرب سياسيون ومسؤولون سابقون عن قلقهم من انفلات الأوضاع في إسرائيل.

“أكبر خطر منذ 73”

وقال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت إن إسرائيل في أكبر خطر منذ حرب 1973. وأضاف -في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية- أن هذا الخطر أمني ودبلوماسي واقتصادي، مؤكدا أنه “خطر الانهيار”.

ودعا بينيت رئيس الحكومة نتنياهو إلى التراجع عن إقالة غالانت، وتجميد خطة التعديلات القضائية تماما لمدة شهر.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت إن “عصابة تحكم إسرائيل وتتصرف بطريقة مجنونة ومدمرة وتمس أسس التعايش”.

في الوقت نفسه، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أعضاء في الائتلاف الحكومي إنهم يشعرون بصدمة كبيرة، وإن رئيس الوزراء ارتكب “خطأ إستراتيجيا”.

وامتدت حالة القلق إلى واشنطن، فقد أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة “قلقة للغاية من الأحداث في إسرائيل”.

وأضاف أنها “تحث بشدة قادة إسرائيل على إيجاد تسوية في أقرب وقت ممكن”.

وفي وقت سابق، أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن قلق شديد حيال التطورات في إسرائيل وتداعياتها على الجيش.

وأكد المتحدث على “الحاجة الملحة للتوصل إلى حل وسط في إسرائيل”.

وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي رفيع يزور البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) قوله إن الدوائر العسكرية الأميركية مصدومة من إقالة غالانت.

استقالة قنصل نيويورك

من جهة أخرى، أعلن القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك أنه قدم استقالته أمس الأحد احتجاجا على إقالة وزير الدفاع.

وقال القنصل آساف زمير عبر تويتر “لم يعد بإمكاني الاستمرار في تمثيل هذه الحكومة”.

وبعد نحو 3 أشهر من تشكيل الحكومة في إسرائيل، دخل ائتلاف نتنياهو المكون من أحزاب قومية ودينية في مأزق بسبب الانقسامات الشديدة حول خطط التعديلات القضائية.

وأصبح غالانت بتصريحاته التي أدلى بها أول أمس السبت، أهم عضو في حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو يرفض تأييد التعديلات القضائية، إذ قال إن الاحتجاجات -التي انضم لها عدد متزايد من جنود الاحتياط- تؤثر أيضا على القوات النظامية وتقوّض الأمن القومي.

وتتضمن الخطة تعديلات تحدّ من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة صلاحية تعيين القضاة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية
Scroll to Top