نظام اقتصادي جديد على الأبواب

المستشار الاقتصادي الدكتور محمد عبدالستار جرادات

تحدثنا في مقالاتنا السابقة عن أمور مهمة للغاية وجب التنويه لها؛ توجه الصين والغرب إلى المعاملات النقدية الرقمية وتخليهم شيئا فشيئا عن المعاملات الورقية، واستحواذ الصين وتركيا ودول متقدمة أخرى على أطنان من الذهب منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم، وتحدثنا أيضا عن سياسة التشديد النقدي للفيدرالي الأمريكي والتوابع التي قد تلحق بها؛ كاستمرارية التضخم والركود المخيف الذي قد ينجم عنه، وأن أزمة عام 2008 لم تكن إلا البداية فقط. علاوة على ذلك، ذكرنا بأن أسعار الذهب ستصل مستويات الـ 3000 دولار للأونصة مع نهاية هذا العام.

يعرف عن الغرب في سياساتهم الخارجية، عند وجوب تغيير سير عمليات نظام ما، يقومون بخلق أزمة، ثم يعرضون حلول لتلك الأزمة، ليتم بيع تلك الحلول في نهاية المطاف. تؤثر قرارات رفع أسعار الفائدة في عجلة الإقتصاد بشكل كبير، وتحمل الكثير من الضغوط على الأفراد والمقترضين الصغار في ظل إرتفاع معدلات البطالة عالميا وإرتفاع الأسعار، الذي بدوره سيؤدي إلى إرتفاع نسبة القروض المتعثرة وبالتالي إنخفاض السيولة في الصناديق. لتصبح الإلتزامات أعلى من الأصول، الذي يؤدي إلى عدم قدرة البنك على توفير سحوبات عملائه. كما حدث في بنك سيليكون فالي وبنك كريديت سويس، الذي إقترض الآخر من سويس ناشونال بانك ليتمكن من سداد عملائه.

أنت كقارئ، ضع نفسك على الطاولة، إذا كان لديك عدة مشتركين في نظامك الخاص، بمبالغ وكل على نفس سياستك الخاصة، ثم أردت أن تغير من أسلوب العمل، بسبب ديونك الداخلية المرتفعة وعدة أمور قد تؤول إلى إنهيار عملتك، أو غيرها من الأسباب. كيف سترضي المشتركين لديك؟ لن يكون أمامك إلا تغيير النظام الحالي بظروف خارجة عن سيطرتك، لتأتي بنظام أكثر ليونة ومتانة. هكذا تدار الأمور اليوم عزيزي القارئ.

إنهيار القطاع المصرفي ليس إلا البداية فقط لنظام مصرفي جديد، ونظام إقتصادي سياسي مختلف عن الذي كان في آخر 100 عام. ناهيك عن الشق السياسي والمخاوف المستقبلية من نشوب حرب، التي زاد إحتمال إندلاعها بعدما أصدرت المحكمة الدولية مذكرة إعتقال للرئيس الروسي بوتين، التي تبعها الآخر بعدم الإعتراف ودخوله “متجولا” لمدينة ماريوبول الأوكرانية ولأول مرة منذ بداية الحرب.

أكد البنك المركزي الأردني في بيان، أنه لا يوجد تداعيات سلبية على القطاع المصرفي الأردني تأثرا بالأوضاع المالية التي تعرض لها كل من بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر. وذلك لعدم امتلاك البنوك الأردنية أية ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية لدى أي منهما. من جهة أخرى، صنف الدينار الأردني في المرتبة الرابعة عالميا ضمن أقوى العملات لعام 2023.

 

حفظ الله الأردن تحت ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة من كل مكروه.

Scroll to Top