قبائلنا الأردنية .. قيمة وطنية .. أصيلة

عوض ضيف الله الملاحمه

يوم السبت الموافق ٢٠٢٣/٣/١٨ ، كان يوماً أصيلاً ، جميلاً . حيث تشرفت بدعوة من إبن العم الشيخ / صالح بن الشيخ سليم بن عبدالرحمن بن سلامة بن ملحم الملاحمة الطراونة ، لحضور غداءٍ ، دعى اليه أكثر من ( ١٢٠ ) شخصاً ، لا بل شخصية منتقاه بعناية شديدة ليتوافق إنتقاء المدعوين مع تميز ، وهيبة قبيلة بني عطية الأبية . حيث كانت الشخصيات المدعوة من الشيوخ ، والوجهاء ، وأصحاب المعالي ، والسعادة ، والذوات من عددٍ من المحافظات الأردنية الأصيلة ، وكان جُلَّ الحضور من قبائل ، وعشائر ، وعائلات كرك المجد والتاريخ . لتتوجه الجاهة الى مضارب القبيلة العربية الأردنية الأصيلة ، قبيلة بني عطيه الأبية ، وذلك لإصلاح ذات البين بين طرفين عزيزين كريمين أصيلين .

قد أقول كما يُقال : بأن هامتي طاولت عنان السماء ، لا بل إنني أقول : أن هامتي طاولت عنان الفضاء ، لأن السماء أصبحت ملوثة بسبب الدول الصناعية الكبرى ، لكن الفضاء على إطلاقه يتناسب مع نُبل المناسبة ونقائها ، وذلك زهواً ، وافتخاراً ، وتقديراً لقبائلنا الأردنية الكريمة الأصيلة .

قبائلنا ، وعشائرنا ، وعائلاتنا الأردنية الأصيلة محط فخر واعتزاز كل اردني شريف منتم لوطنه وشعبه . لا أقول هذا القول ولا أوصف هذا الوصف لأنني إبن عشيرة تنتمي الى قبيلة أردنية أصيلة ، ولا لأنني ولدت وترعرت ونشأت في تلك البيئة الأصيلة أبداً . بل أستند دوماً الى شواهد وأدلّة تبين أصالة القبائل الأردنية ، وطيبتها ، وكرمها ، وتسامحها ونُصرتِها للمظلوم ، وإجارتها للملهوف ، وتسامحها ، وتساميها ، وترفعها عن أخطاء الغير .

( كَدَّينا ) ، أي توجهت الجاهة الكريمة الى مضارب قبيلة بني عطية ، قبيلة الكرم ، والرِفعة ، والتسامح . وكان في إستقبال الجاهة شيوخ ووجهاء بني عطية ، وعلى رأسهم شخيها جليل القدر الشيخ / فواز حامد الأصفر ، ذلك الشاب الوسيم ، الفهيم ، الذي زاوج بذكاء شديد بين الموروث الجيني ، والمكتسب الحضاري ، فجمع بين الأصالة والحضارة بتفردٍ ، وتميز عَزّ نظيرة . هذا الشاب الرزين ، النبيل ، الكريم ، يسحرك شكلاً ومضموناً ، بكرمه ، وتسامحه ، وطيبته ، وعِفتهِ ، ورجولتهِ ، ونخوتهِ ، وإبائه ، وشممه ، ورقي شيمه ، وحتى بمنطوقه ، وإنتقاء مفرداته . ونالت الجاهة الكريمة كافة مطالبها بكرمِ ، وسخاء ، وتقدير ، حيث تم التنازل عن كافة المطالب إكراماً ، وتقديراً ، وتوجيباً للجاهة الكريمة . ولم يَسمح للجاهة بالإستئذان للمغادرة الّا بعد حصوله على وعد أكيد لتكريم الجاهة في وقت لاحق .

القبائل الأردنية هي الأساس الرصين الذي أنشا الأردن الحديث ، هي عماده ، وهي إنطلاقته . متمنياً ان لا يكون هناك مخططاً مُستتراً لتفكيكها وتهميشها وإضاعة ، او إضعاف دورها .

ويسعدني هنا أن أذكر أسماء بعض الشخصيات ، منهم دون مراعاة لأي ترتيب :- ١ ) الشيخ / حابس سامي مثقال الفايز . ٢ ) الشيخ / خالد هايل ابو جنيب الفايز ٣ ) الشيخ / حسن حويله القمعان الزبن ٤ ) الشيخ / شاهين الغثيان السلايطة . ٥ ) الشيخ أكرم نصر الرواحنة بني حميده . ٦ ) الشيخ / عصمت دليوان المجالي . ٧ ) معالي / قفطان شلاس المجالي . ٨ ) الشيخ / مدالله سالم الطراونة . ٩ ) سعادة العين الدكتور / ابراهيم يوسف الطراونة . ١٠ ) الشيخ / علي سند النعيمات الحجابا . ١١ ) الشيخ / جرمان السعيد الحجايا . ١٢ ) الدكتور / سفيان سالم مفرح العلياني . ١٣ ) الشيخ / سند هليل العلياني الحويطات . ١٤ ) الشيخ / سلطان فيصل الجازي . ١٥ ) الشيخ / فارس مسند ابو تاية . ١٦ ) الشيخ / زيد زقلوب إبن درويش . ١٧ ) الشيخ / كاسب المصبحيين . ١٨ ) الحاج / سميح محمد ابو طربوش . ١٩ ) الشيخ / فهد عباطة العطيات . ٢٠ ) الشيخ / علي المسامرة . ٢١ ) الدكتور / سلمان البلوي . ٢٢ ) الشيخ / احمد عوده التويجري بني عطية . ٢٣ ) وأخيراً وليس آخراً ، الشيخ / فواز حامد الأصفر .

نعم ، القبائل الأردنية هي صمام أمان الدولة الأردنية ، كما تفضل وقال معالي / قفطان المجالي ، الرجل الذي أحترم . وأُضيف بأنها رديف ، وسند ، ومزوِّد بالكفاءات لجيشنا العربي ، وكافة أجهزتنا الأمنية بمختلف تخصصاتها مصدر أمننا وأماننا ، وفخرنا .

شيوخ قبائلنا الأردنية عامة أحاديثهم حِكمٌ ، وعِبر . وردودهم كنوز ، وقِيم إنسانية راقية ، ونبيلة . روابط الدم هي الأقوى ، سواء كانت روابط العصب او النَسَب . وشائج القربى مباركة بناؤها رصين ، ورابطها متين . من شيمهم : الشهامة ، والعزة ، والكرم ، والتسامح ، وتجاوز الزلات ، والترفع عن الهفوات .

لله دَرُّ قبائلنا ، ما أكرمهم ، وما أطيبهم ، وما أعظم تسامحهم ، وتجاوزهم لزلات الغير ، إذا كان ذلك الغير قد إتبع طريق الرشاد والصواب للبحث عن حَلٍّ لمشكلة ، حتى لو كانت مُعضلة ، او حتى جريمة لا سمح الله . بتسامحهم يرتقون على الجِراح ، ويتجاوزون عذاباتهم ، يكظمون غيضهم ، ويتخطون الآلام ، ولا يخيبون آمال من يرتجي تسامحهم .

في هكذا مناسبات ، تطول الرِقاب ، وينسى الإنسان عذاب ، وشقاء الحياة ، إنتشاءاً بالفخر ، والعِزة ، والكرم ، والطيبة ، والنخوة ، والحرص على وأدِ اي خِلاف في مهدهِ قبل إستفحاله .

هولاء هم أهلنا ، وهؤلاء هم شعبنا ، يُسرعون للسعي للخير ، وينفقون بسخاء خيالي نادر لا يكاد يُصدِّقه من هم ليسوا من بيئتهم . تخالهم من فرطِ كرمهم أنهم يملكون المليارات وليس الملايين . كرمهم حاتمي ، رغم ضيق ذات اليد . صدق القول المأثور بأن ( الكريم حبيب الله ) .

أبناء جِلدتي الثبات ، الثبات على ( عوايدكم ) الكريمة الجميلة هذه ، في زمن الصِعاب والإنحلال .
أبناء قبائلنا طيبون ، ومتسامحون اذا عَرفتَ مفاتيح التواصل معهم . لكنهم شجعان اذا ما شعروا بظيمٍ ، وأيقنوا ان هناك أهدافاً غير نبيلة قد تطالهم من الغير .

تعرفون ان غالبية قبائلنا الأردنية قد سبق لها أن سامحت ، وإرتقت فوق جِراحها حتى في جرائم إهراق الدم ، وجرائم القتل . لكن صُلحة اليوم والحمد لله ، ليس سببها لا أرض ، ولا عِرض ، ولا إزهاق روح ، ولا إهراق دم ، بحمد الله وسِتره .

هكذا هم كل نشامى الأردن من كافة القبائل ، والعشائر ، والعائلات ، باستثناء من نزلوا علينا بالباراشوتات ، لا أصل ، ولا فصل ، ولا قيم ، ولا نُبل ولا هِمّه . هُم نِقمة ، ولا يُرتجى منهم نِعمة . سرقونا ، وتبخروا في ليلة ما فيها ضو قَمر . ولا أقول تساموا مع أنها هي التوصيف الصحيح ، حتى لا اربط بينهم وبين كلمة تسامي السامية بمعناها الأدبي الرفيع ، ولا حتى بمعناها العلمى ، لأن التسامي علميا تعني التلاشي المفاجيء دون ترك اي اثر . الله سبحانه وتعالى كفيل بكل طاغٍ ، ومتجبر .

Scroll to Top