إجتماع العقبة الأمني .. ضد مصلحة وطني

Husam28 فبراير 2023آخر تحديث :
إجتماع العقبة الأمني .. ضد مصلحة وطني
عوض ضيف الله الملاحمه
واضح ، وجلي ، لكل متابع تراجع الدعم ، وحتى التأييد اللفظي ولو بالبيانات والتصريحات العربية للقضية الفلسطينية . وحدث هذا من خلف ستار قبل عقود من الزمن ، الى ان تكشف قبل بضع سنوات . وكل شرفاء العرب يتألمون لذلك ، لكنهم لا يلوون على شيء . وبقي الأردن المُنافح الأول والرئيسي في دفاعه ، ودعمه للقضية بشتى السُبل المتاحة ، على محدوديتها ، وضعف تأثيرها . لكن بالحد الأدنى كان يُعتبر الدعم والمساندة والتأييد الأردني المصدر الوحيد الذي يَشِدُّ من أزر الأشقاء الفلسطينيين في الداخل .
هذا كان سابقاً ، لكن في الوقت الراهن ، لا يَخفَ تراجع الدعم والتأييد الأردني للقضية . وهذا يجعل الأشقاء الفلسطينيين في الداخل يشعرون بوحدتهم في مواجهة أعتى عدو في تاريخ البشرية . وهنا أتساءل : ما سبب هذا التراجع الملحوظ في مواقف الأردن الداعمة للقضية الفلسطينية !؟ وهل غاب عن راسمي السياسة الأردنية حقيقة أكيدة بأن ثبات الأردن على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية فيه مصلحة كبرى أردنية !؟ وكيف يغيب ذلك عن بال صانعي وموجهي السياسة الأردنية !؟ إذا كنت انا شخصياً كمواطن أردني بسيط ، وانا ( لا في إيدي ، ولا في حديدي ) كما يقول المثل الشعبي الأردني ، أدعم وبإصرار القضية الفلسطينية لثلاثة أسباب رئيسية هي :- ١ )) من منظور قومي . ٢ )) من منظور العدالة الإنسانية . ٣ )) من منظور الحفاظ على وطني الحبيب الأردن .
تشهد العقبة دعوة لعقد مؤتمر غايته التهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة . وهذا هو موضوع المقال . وهنا أقتبس جزءاً يسيراً مما نُشر عن المؤتمر : [[ قمة أمنية تعقد في العقبة ، لإحتواء التصعيد في الضفة والقدس .. وتعتبر القمة المحاولة الأخيرة لمنع تفجر الأوضاع الأمنية قبل شهر رمضان المبارك .. في تحرك يهدف للضغط على الفلسطينيين للإمتناع عن الرد على المجازر التي ينفذها جيش الإحتلال .. وتشارك في القمة قوى إقليمية ودولية والسلطة الفلسطينية لبحث فرص إحتواء التصعيد .. وأن الأطراف التي بادرت للدعوة للقمة هي : الولايات المتحدة الأمريكية ، والأردن ، ومصر ]] . بداية لاحظوا فصل القدس عن الضفة !؟ ثم لاحظوا التناقض والطلب غير المنطقي حيث : يودون الضغط على الفلسطينيين لعدم الرد على مجازر جيش الإحتلال !؟ يعني المطلوب ان يُترك جيش الإحتلال ليرتكب المجازر ، بعدها يتم التحرك للإحتواء لمنع المناضلين الفلسطينيين من الرد !؟ في أي شريعة هذه !؟
تشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة الضفة الغربية إنتعاشاً للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني المُحتل للأرض ، المتعدي على العرض ، والأرض ، والذي يحترف قتل النساء والأطفال ، او زجهم في غياهب السجون ، هذا عدا عن إتخام الضفة بإنشاء المستوطنات لصهاينة الشتات ، ومصادرة الأراضي .
بعد يأس الفلسطينيين في الداخل من الدعم العربي ، وتخلي السلطة الفلسطينية عن القضية ، وتمأسس الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ، وإنقياد كل منظمة للأنظمة التي تدعمها ، وإعطائهم الأولوية للمصالح الشخصية والتنظيمية ، لم يبقَ أمامهم الا النبش في قدراتهم الذاتية . فبدأوا بتأسيس تنظيمات صغيرة ، محدودة الأعداد ، متبرأةً من كل المنظمات الفلسطينية ، ولا يغرنكم ما يقال انهم أعضاء في أية منظمة فلسطينية تقليدية ، صحيح ان بعضهم كانوا ينتسبون لبعض المنظمات الفلسطينية القائمة ، لكن يأسهم منها ، جعلهم يتركون تلك المنظمات ، وأنشأوا مجموعات صغيرة ، لكن أفعالها ضد العدو كبيرة وعميقة التأثير ، والدليل توسل العدو للبحث عن تهدئة ، من ضرباتهم الموجعة التي زلزلت كيان الكيان .
المحزن ان يستجيب الأردن الى دعوات التهدئة ، بناءاً على طلب العدو الصهيوني من الأمريكان للتدخل لفرض تهدئة في الضفة الغربية ، وقد اعلنها وزير الخارجية الأمريكي ، وأستغرب ان يستجيب الأردن
لتلك الدعوة الخبيثة التي تعني تقديم عونٍ للإحتلال ، وإنقاذه مما يعاني ، خاصة ان عمليات الأبطال في الداخل تزامنت مع مظاهرات ومسيرات يقوم بها سُكان الكيان اللقطاء لمنع التعديلات القانونية ، وإسقاط نتنياهو . ونتيجة كل هذه الامور بدأ الاقتصاد الصهيوني بالتراجع نتيجة الهجرة المعاكسة ، وهجرت العديد من المستثمرين ورؤوس الأموال .
وعلينا ان نطرح سؤالاً : لماذا التهدئة !؟ ومن المستفيد منها على صعيد الموقف الأردني !؟ ببساطة ، وبكل وضوح التهدئة تتعارض مع ما يعلنه الأردن من مواقف — ولو خجولة الآن — لأن التهدئة تعني :— بقاء الإحتلال ، وترسيخه ، والمزيد من مصادرة الأراضي ، والتوسع بإنشاء اعداد من المستوطنات ، تضم كل مستوطنة الوف المساكن ، والمزيد من التضييق في المسجد الأقصى ، والمزيد من التعدي على الكنائس . والعدو قد منع سفيرنا بكل صلفٍ من دخول المسجد الأقصى للصلاة !؟ وقبل التصعيد إستقبل الأردن نتنياهو ، ووعدنا خيراً ، ولحس وعوده ، ولم يعبأ بنا .
التهدئة تعني مساعدة العدو للخروج من أزماته المتعددة ، وإنقسامة المجتمعي ، والمساعدة في الحد من الهجرة المعاكسة ، وتراجع إقتصاده ، وبدء هروب المستثمرين .
علينا ان نترك الفلسطينيين وشأنهم ، وان لا نقف عائقاً لمقاومتهم ، ورمضان شهر النضال والتضحيات ، وهو محفزٌ على تقديم المزيد من الشهداء لتحرير الأرض ، وتحرر الشعب الفلسطيني . المناضلون الفلسطينيون لم يشتكوا لنا ، ولم يطلبوا منا التهدئة في شهر رمضان المبارك .
كيف نقبل ان نساعد في خروج الصهاينة من أزماتهم ، بدل ان ندعم الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم !؟ كيف نقبل ان نتخلى عن الشقيق لنساند العدو اللقيط الصفيق !؟ عَالمٌ عجيب ، تنكر للقيم الإنسانية النبيلة ، عالمٌ يتفنن في نُصرة الظالم على المظلوم !؟
يا ناس ، يا مسؤولين ، الفلسطينيون غسلوا أيديهم من أي مساندة عربية . الفلسطينيون في الداخل كفروا بالأنظمة العربية الرسمية ، وكفروا في السُلطة ، وكفروا حتى بالمنظمات الفلسطينية التقليدية ، وبدأوا نهجاً نضالياً جديداً ، يوجع العدو ، ويضرب الكيان في مقتل ، فشكلوا تنظيمات صغيرة العدد ، عظيمة الأثر على العدو ، وقدموا ( ٢٢٢ ) شهيداً خلال عام ٢٠٢٢ ، وقدموا عشرات الشهداء خلال شهرين من العام الحالي .
يا ليتني أفهم كيف لك ان تساند عدوك ضد شقيقك !؟
الا تعلمون ان تثبيت اركان الكيان يُسرع في التفاته للتوسع على حساب الاردن !؟ إحذروا ، حتى لا نقول أُكِلتُ يوم أُكل الثور الأبيض .
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه