فاغنر تعلن تطورا مهما على جبهة باخموت وواشنطن تكشف تفاصيل استخباراتية عن معركة كييف

اَفاق الإخبارية /  أعلن قائد في مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية عن المسافة التي باتت تفصل قواته عن مركز مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، في حين كشفت واشنطن عن الخطة التي كانت روسيا تنوي تنفيذها للسيطرة على كييف في بداية الحرب.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن القائد الميداني في فاغنر الذي لم تسمه، قوله إن أقل من كيلومترين فقط باتت تفصل قواته المتقدمة في باخموت عن مركز المدينة، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة في بعض المناطق.

وأضاف أن هذه القوات بدأت تتقهقر في مناطق أخرى بعد تراجع معنوياتها وإصابة جنودها بالإحباط، حسب تعبيره.

من جهته، أعلن مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين سيطرة قواته بشكل كامل على بلدة ياغدوني المتاخمة لمدينة باخموت من الجهة الشمالية.

ونشر بريغوجين صورة لمقاتلين من فاغنر عند مدخل البلدة الإستراتيجية الواقعة في الضاحية الشمالية لباخموت.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت فاغنر عن سيطرة مقاتليها على عدة بلدات وأحياء في محيط وداخل مدينة باخموت، وذلك بعد أشهر من المعارك.

نفي أوكراني

في المقابل، نفت أوكرانيا سيطرة القوات الروسية على قرية ياغيدني، وقال تقرير عسكري أوكراني -نُشر بعد يوم من الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا- إن القرى القريبة من باخموت لا تزال تحت سيطرة كييف.

من جانب آخر، أفادت وكالة “أنا نيوز” الروسية بأن القوات الأوكرانية فجرت سدًا يقع على بحيرة وقناة مائية شمال غربي مدينة باخموت، مما تسبب في سيول وصلت إلى مناطق سكنية مجاورة.

وأضافت الوكالة أن الهدف من تفجير السد هو إيقاف تقدم قوات فاغنر باتجاه الأحياء الشمالية للمدينة، بعد أن سيطرت على بلدتين إستراتيجيتين في ذلك المحور.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية أن قتالا عنيفا يدور في المحور الشمالي لمدينة باخموت، دون أن تتمكن القوات المهاجمة من إحراز أي تقدم جديد.

محاور القتال

في المقابل، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي يركز هجماته بشكل كبير على محاور باخموت وليمان وإفديفكا وشختار في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وعلى محور كوبيانسك في خاركيف شمالي شرقي البلاد.

وأكدت قيادة الأركان الأوكرانية في بيان أن قواتها صدت 70 هجوما روسيا على هذه المحاور.

كما أفادت وسائل إعلام روسية بسقوط قتلى وجرحى، بينهم فريق طبي ومدنيون، جراء قصف أوكراني في دونيتسك. ونشرت وسائل الإعلام الروسية صورا قالت إنها للحظة القصف الأوكراني على سيارة إسعاف بشكل مباشر ومتعمد.

وعلى الطرف الآخر، اتهمت روسيا والسلطات المحلية الموالية لها القوات الأوكرانية مرات عدة خلال العام الماضي من الحرب بقصف مناطق سكنية خاضعة لسيطرة روسيا شرقي وجنوبي أوكرانيا أو مناطق مدنية داخل الأراضي الروسية، مما أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، وهو ما تنفيه كييف.

معركة كييف

في سياق متصل، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) وليام بيرنز إن الرئيس جو بايدن طلب منه قبل الحرب الذهاب إلى كييف لإطلاع الرئيس فولوديمير زيلينسكي على آخر المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى احتمال تخطيط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضربة خاطفة للسيطرة على العاصمة الأوكرانية.

وأضاف بيرنز في لقاء مع شبكة “سي بي إس” (CBS) “طلب مني الرئيس بايدن الذهاب إلى كييف لأطلع الرئيس زيلينسكي على أحدث المعلومات الاستخبارية التي أشارت إلى احتمال تخطيط بوتين لضربة خاطفة من حدود بيلاروسيا خلال بضعة أيام والسيطرة على كييف بشكل مفاجئ من خلال إنزال الجنود في مطار هوستميل ودخول العاصمة الأوكرانية”.

وتابع “أعتقد أن الرئيس زيلينسكي فهم ما هو على وشك الحصول وما الذي يواجهه. كان لدى المخابرات الأوكرانية معلومات جيدة لكن معلوماتنا ساعدت الأوكرانيين أيضا في الدفاع عن بلدهم في وقت مبكر قبل بدء الحرب”.

وحاولت القوات الروسية في الأيام الأولى للحرب -التي بدأت يوم 24 فبراير/شباط 2022- السيطرة على كييف، وقصفت مواقع في ضواحي وعمق العاصمة، ودفعت بأرتال من الآليات والمدرعات في محيطها، إلا أنها لاقت مقاومة كبيرة من الجيش الأوكراني أجبرتها على التراجع.

لكن الترقب والاستعداد الأكبر -في كلا الجانبين- يتركز على “معركة الحسم”، إن صح التعبير، في كييف الواقعة وسط البلاد، فمنذ يوم الحرب الأول بدأت القوات الروسية تقصف مواقع في ضواحي وعمق المدينة دون توقف، وتحاول التقدم نحوها برّا والسيطرة على مواقع إستراتيجية تُعينها أكثر على ذلك الغرض.

لكن القوات الروسية تواجَه بمقاومة أوكرانية شديدة، ومن آثارها تدمير الكثير من الآليات والمدرعات الروسية والأوكرانية على عدة محاور وما حولها من مبانٍ وبنى تحتية.

وقال بيرنز إن واشنطن تهدف لردع الصين عن إرسال سلاح إلى روسيا، وإن بكين تُقيم العواقب إذا أقدمت على تزويد موسكو بالسلاح. كما أشار إلى أن الرئيس الصيني وقيادته العسكرية لديهم شكوك اليوم بشأن إمكانية غزو تايوان.

المصدر : الجزيرة + وكالات
Scroll to Top