“مزارع آلي فدائي” روبوت ابتكره طفلان في غزة لحماية المزارعين من مخاطر الاحتلال

Rana Madi2 يوليو 2022آخر تحديث :
“مزارع آلي فدائي” روبوت ابتكره طفلان في غزة لحماية المزارعين من مخاطر الاحتلال

غزة- كانت رحلة للأراضي الزراعية كافية للطفلين الشقيقين ملك وإبراهيم أبو الروس لملامسة معاناة المزارعين، خاصة أولئك الذين تقع أراضيهم على مقربة من السياج الأمني الإسرائيلي شرق قطاع غزة.

هذه المعاناة شغلت بال الشقيقين، واحتلت حيزا من تفكيرهما بحثًا عن إجابة لتساؤلهما: كيف يمكن إنهاء معاناة هؤلاء المزارعين وحفظ حياتهم المهددة بالخطر باستمرار، جراء الاستهداف المتكرر من جانب قوات الاحتلال، التي تفرض منطقة عازلة بعمق مئات الأمتار وبطول نحو 40 كيلومترا بمحاذاة السياج الأمني، وتحرم المزارعين من الوصول إلى أراضيهم؟

آلية العمل

تطلبت عملية صناعة الروبوت نحو 3 شهور، إضافة إلى شهر من التجربة العملية، ويقول إبراهيم للجزيرة نت “قمنا بتجارب ناجحة للروبوت تأكدنا خلالها من دقته في العمل والقيام بالوظائف المطلوبة منه”.

وينفذ الروبوت هذه المهام بواسطة تطبيق على الهاتف النقال، صممه إبراهيم الشغوف بالبرمجة، في حين تكفلت ملك المتميزة في مادتي الرياضيات والفيزياء بباقي الأمور خلال رحلتهما الناجحة لابتكار هذا الروبوت، وبإشراف والدهما سعيد أبو الروس مهندس الإلكترونيات والتحكم في كلية فلسطين التقنية.

وتدرس ملك وإبراهيم في مدرسة “سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني” في مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، ويحفظان للمدرسة دورها الكبير في التميز الذي يتمتعان به، فمن خلالها استمدا كثيرا من المعلومات العلمية النظرية حول “عالم الروبوتات” ضمن مادة التكنولوجيا، فادتهما خلال التجربة العلمية، فضلا عن الدعم والتشجيع من المدرسين.

وإدراكا منهما بأزمة الكهرباء الخانقة التي تعاني منها غزة، حرص الشقيقان المبدعان على تزويد الروبوت ببطارية ولوحة طاقة شمسية، تسمح للروبوت بالعمل المتواصل أكثر من 8 ساعات.

وكما كان لوالدهما دور مهم في الإشراف، لم تنس ملك وإبراهيم الدعم النفسي من والدتهما، التي ساعدتهما في “تنظيم الوقت”، وتحقيق الانسجام بين الدراسة والهواية، وصولاً إلى تحقيق هذا الإنجاز.

الروبوت يسهم في حماية المزارعين من مخاطر الاحتلال في المناطق الحدودية بغزة

معوقات وتطلعات مستقبلية

لم تكن طريق ملك وإبراهيم ممهدة، واعترضتها معوقات فرضتها ظروف الحصار الإسرائيلي، والقيود التي تمنع وصول كثير من أصناف المواد إلى غزة، بدعوى أنها “مزدوجة الاستخدام” وتخشى وصولها إلى المقاومة واستخدامها في صناعة السلاح.

غير أن تفكير الشقيقين كان خلاقا بالتغلب على هذه المعضلة، عبر إعادة تدوير المواد المستعملة بدل المواد المفقودة، وقالت ملك “استخدمنا قطعا من ألعاب قديمة، وأدوات منزلية لإتمام صناعة الروبوت”.

ولا تقف أحلام ملك وإبراهيم -اللذين يتطلعان لدراسة الهندسة مستقبلا- عند حدود هذا الابتكار، ويحلمان بابتكار روبوتات ذكية أخرى تسهم في حل مشكلات معقدة في غزة، ترتبط بالمجال الطبي، وضبط الحالة المرورية للحد من حوادث الطرق.

المصدر :الجزيرة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

تنويه